رغم التوصيات التي تطلقها الدراسات والبحوث الطبية حول ضرورة ترشيد مشاهدة التلفزيون بالنسبة للاطفال ، إلا ان الكثير منهم يقضون امام التلفزيون ساعات طويلة مما يسبب لهم تزايد خطر الاصابة بضعف قوة التركيز.
ووجد باحثون من نيوزيلندا ان الاطفال الصغار الذين يشاهدون التلفزيون اكثر من ساعتين يوميا تزيد لديهم احتمالات مواجهة مشاكل في الانتباه في مرحلة المراهقة.
وأشار الباحثون الى ان الاطفال الذين اعتادوا على مشاهدة مواد تلفزيونية كثيرة جاذبة للانتباه ربما يجدون مواقف معتادة في الحياه ، مثل الذهاب الى المدرسة أو الذهاب للتدريب، امرا مملا. واضافوا ان زيادة مشاهدة التلفزيون ربما يؤدي الى ضغط الوقت الذي يقضيه الاطفال في القيام بانشطة اخرى من شأنها العمل على تعزيز مهارات الانتباه والتركيز مثل القراءة او ممارسة الرياضة.
كما كشفت دراسة بريطانية حديثة أن التليفزيون يسبب تراجعاً في الممارسات الصحية للطفل نتيجة ما يقدمه للأطفال من صور ومشاهد تعطي قيمة كبيرة لاستهلاك الأطعمة غير الصحية، مما يشجع الاطفال على تناول مثل هذه الوجبات.
وبحسب الدراسة الجديدة التي شملت المحتوى التلفزيوني الخاص بالأطفال الإنجليز والأيرلنديين تمثل الأطعمة غير الصحية ما يقرب من نصف المواد الغذائية التي تظهر على شاشتي “بي بي سي” و “RTE”.
ونُشرت الدراسة في دورية BMJ، وبينت نتائجها أن المشروبات السكرية مثلت 25 بالمئة من المشروبات التي تم عرضها بصورة إيجابية، وأن 95 بالمئة من الشخصيات التي تم تقديمها باعتبارها شخصيات إيجابية كانوا يستهلكون وجبات سريعة.
ولا تزال مشاهدة الاطفال الصغار للتلفزيون تمثل مشكلة بالنسبة للاباء الذين يعلمون بضررها المحتمل على النمو، ولكن دراسة حديثة اظهرت ان الاطفال الذين يحجمون عن الافراط في المشاهدة بعد بلوغهم خمسة اعوام ونصف لا يتعرضون لمشكلات.
لذا إحرصي على عدم إفراط طفلك في مشاهدة التليفزيون وشجعيه على أمور أخرى أكثر فائدة مثل ألعاب تنمية الذكاء وممارسة الرياضة التي يحبها .