يتميز عيد الأضحي عن غيره من الأعياد بأكل اللحوم، خاصة لحوم الضأن و”الفتة”؛ نظرًا لارتباط هذا العيد بمناسبة دينية، وهي فداء الله عز وجل لسيدنا إسماعيل ابن نبي الله إبراهيم بكبش عظيم من السماء، ويوافق عيد الأضحى يوم 10 من ذي الحجة، ويحتفل به العالم الإسلامي في كل أنحاء الأرض، ويمتد حتى 13 من ذي الحجة، عندما ينهي الحجيج مناسكهم قبله بيوم واحد، وهو آخر الأيام التي يتم بها الحج، حيث تكون ذروة هذه المناسك يوم 9 من ذي الحجة الذي يصعد به الحجاج إلى جبل عرفات.
يقول أحمد عامر، الباحث الأثري، من أشهر الوجبات والأكلات في عيد الأضحى “الفتة” و”الأضحية” اللتان تميزان عيد الأضحي عن عيد الفطر وأي مناسبة أخرى، مشيراً إلى أن الفراعنة والقدماء المصريين عرفوا “الفتة”، فقد كانوا يأكلونها بعد أن يقوموا بوضع الخبز المقطع على مرق اللحوم واللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ “الفتة”، حيث إنها كانت تُصنع من فتات الخبز، فالقدماء المصريون سبقوا غيرهم في كل شيء، حتى المأكولات.
وأضاف “عامر” أنه في عهد الدولة الفاطمية كان الاحتفال بعيد الأضحي له شكل مميز، حيث كان الخليفة يذهب إلى صلاة العيد، وبعد الانتهاء منها، يعتلي جواده المزين، ويخرج فى موكب مهيب وهو يرتدى ملابس العيد الجديدة ذات اللون الأحمر، ويصاحبه الوزير وأكابر الدولة والأساتذة، متوجهين إلى “المنحر”، وهو دار الذبح الخلافية في عهد الدولة الفاطمية.
وأوضح أنه كان يتم تغطية “المنحر” بأغطية حمراء يتقى بها الدم، وكانت تقوم فى ركن خارجى من القصر، مشيرًا إلى أن الخليفة كان يشارك بنفسه فى إجراءات الذبح، بالإضافة إلى أنه كان يقوم بذبح 31 أضحية أول أيام العيد، وفي اليوم الثاني يتم تنظيم نفس الموكب الخلافى إلى المذبح “المنحر”، ويقوم الخليفة بنحر 27 أضحية، وفى اليوم الثالث يخرج بنفس الموكب، ويقوم بنحر 23 أضحية، وكان يتم توزيع لحوم الأضحية خلال هذه الأيام الثلاثة على أرباب الرسوم فى أطباق خاصة للتبرك، وكان قاضى القضاة وداعى الدعاة يوزعانها.
وتابع “كما كان يخصص نقباء الدعوة وطلبة دار الحكمة (دار العلم) بقسط من اللحوم الموزعة، وعند انتهاء النحر يخلع الخليفة عند العودة إلى القصر على الوزير ثيابه الحمر ومنديلاً ملوكيًّا بغير سمة”.
ولا تزال هذه النظم الفاطمية سائدة في مصر حتى اليوم بالنسبة للاحتفالات الخاصة بالمناسبات التي ما زالت باقية، حيث شكلت الطقوس الفاطمية جانبًا كبيرًا من مظاهر احتفالات المصريين بالمناسبات الدينية، وساهمت في تركيبة الشخصية المصرية.