تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة أحمد حسنين باشا (أحمد محمد مخلوف حسنين البولاقي) رئيس الديوان الملكي:
في ظهر يوم الثلاثاء ١٩ فبراير من العام ١٩٤٦ كان أحمد حسنين باشا مدعواً على الغذاء في بيت أحد أصدقائه لكن الأعمال تراكمت عليه في مكتبه بقصر عابدين وأدرك أنه لن يمكنه اللحاق بموعد الغذاء فاعتذر لصديقه وأكمل بقية أعماله.
وفي الساعة الثالثة ظهراً غادر أحمد حسنين باشا قصر عابدين في سيارته متجهاً إلى بيته في الدقي . وعندما كانت السيارة تعبر كوبري قصر النيل فجأة وبلا مقدمات جاءت من الناحية الأخرى المضادة سيارة “لوري” تابعة لقوات الجيش الإنجليزي بسرعة جنونية و دار “اللوري” الإنجليزي في لحظة حول سيارة أحمد حسنين باشا و صدمها صدمة هائلة.
والتفت سائق سيارة حسنين إلى الخلف مذعوراً وردد أحمد حسنين باشا جملة “يا ساتر.. يا ساتر يارب”. كما روي السائق الذي ظل علي قيد الحياة.
وتقهقرت سيارة ” اللوري” الإنجليزية إلي الخلف بعد أن ارتبك سائقها ودار نصف دورة حول سيارة أحمد حسنين باشا ففوجئ بسيارة قادمة من الإتجاه الآخر فعاد إلى الخلف مرة أخري ليصدم سيارة أحمد حسنين باشا مرة ثانية .. وكان أحمد حسنين باشا قد انحنى قليلاً في مكانه بالسيارة وبدأ الدم ينزف من أنفه.
وتصادف مرور سيارة أحمد عبد الغفار باشا وزير الزراعة فأسرع بنقل أحمد حسنين باشا بسيارته إلى مستشفى الأنجلو أمريكان لكن روح أحمد حسنين باشا فاضت إلى بارئها في الطريق إلى المستشفى فنقلوا جثمانه من المستشفى إلى بيته في الدقي.
وخرجت صحف مصر والصحافة العالمية في اليوم التالي تحمل أخبار الحادث الذي راح ضحيته أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي.