أطلق عليه لقب “الحصان الإيطالي”، اكتسب شهرته الكبيرة من خلال سلسلة أفلام روكي التي ظهر فيها كملاكم وترشح عنها لجائزة أفضل ممثل رئيسي في مهرجان الأوسكار عام 1977م ثم انطلق لكي يصبح ملك أفلام الأكشن في هوليوود.
وفق تقارير إخبارية فقد ولد “مايكل سيلفستر جاردينزيو ستالون” يوم 6 يوليو عام 1946م في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية لعائلة إيطالية ولديه أخ واحد فقط، وبالرغم من بلوغ ستالوني الـ 71 عاماً إلا أنه لا يزال يحافظ على رشاقته الجسمانية بشكل لا يجعله يبدو أنه وصل إلى هذا السن.
تزوج ستالون للمرة الأولي عام 1974م من “ساشا كازاك” وأنجب منها طفلين هما “ساج مونبلود” و”سيرجو”، ولكنهما انفصلا عام 1985م ليتزوج في نفس العام من الممثلة عارضة الأزياء “بريجيت نيلسن” إلا أن زواجهما لم يستمر أكثر من عامين، وفي عام 1997م تزوج للمرة الثالثة من “جينيفير فلافين” وأنجب منها ثلاثة بنات هما “صوفيا – سيستين – سكارلت”.
بدأ الفنان الأمريكي “سيلفستر ستالون” مشواره الفني مع التمثيل عام 1970م، من خلال فيلم “The party at kitty and stud’s” والذي قدم به دوراً صغيراً لم يحقق نجاحاً كبيراً، ثم اشترك في حوالي 8 أفلام لم يكتب لها النجاح أيضاً حتى شارك عام 1976م في فيلم “Cannonball” ليكون بمثابة أولى خطواته نحو البطولة السينمائية.
جاءت البداية الحقيقية لـ”سيلفستر” والتي ساعدته كثيراً في الحصول على خطوته الكبرى نحو النجومية من خلال الفيلم السينمائي “روكي”، الذي حقق أرباح بلغت حوالي 117 مليون دولار مما شجعه على إنتاج سلسلة من ستة أجزاء لنفس القصة حققت نفس النجاح.
في عام 1982م كان الفيلم الثاني الذي حقق مبيعات ضخمه لـ”سيلفستر ستالون” تحت عنوان “رامبو” مع الممثل “ريتشارد كرينا” الذي لعب دور المدرب لرامبو, فقرر استغلال ذلك النجاح من خلال تقديم سلسلة من هذا الفيلم وصلت إلى خمسة أجزاء وحققت أرباح عاليه.
أصبح الأمريكي “سيلفستر ستالون” من أشهر نجوم الأكشن في هوليود خاصةً عقب مشاركته في مجموعة من الأفلام الرائعة مكنته من استقطاب عدد كبير من المشاهدين، ومن أبرز أعماله “Assassins” و“Tango & Cash” و“Judge Dredd” و“The Expendables” و“D-tox”.
يعتبر سلفستر في حد ذاته قصة كفاح ، حيث بدأت مشاكل ستالون حرفيًا منذ ولادته –بحسب ما ذكره موقع distractify عندما تعرض لخطأ طبي من قبل الأطباء أثناء عملية الولادة تسبب في قطع العصب، ليصاب الجانب الأيسر من وجهه ستالون بالشلل، ويجعله فترة طويله من حياته غير قادر على الكلام بشكل جيد، لدرجة كادت تطيح بحلمه بأن يصبح ممثلاً.
بعدها بيوم واحد، وفي حين كان يراقب محمد علي كلاي أثناء مباراة للملاكمة، جاءت له فكرة سيناريو وعكف ليلا ونهارا ليكتبه حتى أنهاه في ثلاثة أيام فقط، ووضع له اسم «روكي».
اتجه بفكرته لبعض المنتجين الذين قدموا له عرضًا بشراء السيناريو مقابل 125 ألف دولار، لكنهم رفضوا أن يمنحوا ستالون فرصة العمل في الفيلم، لذلك رفض العرض، وبعدها بأسبوعين اتجه إلى المنتجين أنفسهم في محاولة لتجديد عرضه بأن يحصل على دور البطولة، لكنهم اصروا على شراء السيناريو فقط، مقدمين عرضًا مغريًا آخر هو 200 ألف دولار، مع ذلك استمر في الرفض.
كان حلمه أن يكون طرفا فاعلا، وأنه لن يقبل أي شيء أقل من ذلك.
في نهاية المطاف، سمح له أحد المنتجين أن يحصل على بطولة الفيلم، لكن مقابل 35 ألف دولار فقط، ليوافق على الفور، لأنه لم يفكر في أي شئ وقتها إلا استرجاع كلبه الذي سبق وباعه من أجل سد جوعه، فذهب ليسترده، لكن مالكه الجديد رفض أن يرده لستالون بنفس المقابل، وطلب منه 3 آلاف دولار، دفعهم ستالون دون تردد.
حلم التمثيل الذي راوده طول عمره دفعه للانتقال إلى مدينة نيويورك ليبدأ مسيرته، لكن لم يهتم به أحد، وطرد من شقته لأنه لم يتمكن من دفع ايجارها، وبات يتجول في شوارع المدينة حتى اضطر إلى النوم في محطة للحافلات بهيئة ميناء مدينة نيويورك لمدة ثلاثة أسابيع.
ومع تفاقم أزمته المالية، اضطر لبيع كلبه، وكان بالنسبة له أفضل صديق، مع ذلك باعه مقابل 25 دولارا فقط، لشخص غريب ليتمكن من إطعام نفسه.
قام ستالون بتصوير الفيلم، الذي حصد 200 مليون دولار أرباح بعد عرضه، ليصبح بعدها واحدا من أشهر نجوم العالم وأحد كبار المشاهير الذين عرفتهم السينما العالمية، بعد أن بدأ من الحضيض، ورغم ما عاناه طوال مشواره للوصول للنجومية ولصديقه الكلب.
وينعم الممثل سيلفستر ستالون بشهرة واسعة حول العالم، بصفته واحدا من “أساطير” أفلام الحركة و”الأكشن”، منذ تألقه في ثمانينيات القرن الماضي في دوريه التاريخيين، اللذان حفرا اسمه في تاريخ السينما، وهما الملاكم من أصول إيطالية “روكي بالبوا”، والجندي السابق في حرب فييتنام “جون رامبو”.
وحصد ستالون نجاحا مدوّيا من “روكي” و”رامبو”، لكون أن الأول هو تعبير صريح عن مفهوم “الحلم الأمريكي”، أما الثاني فهو نموذج للمواطن الوفي لبلاده، والمستعد للتضحية من أجلها، على الرغم ممّا سببته له من آثار سلبية عليه من الناحية النفسية، بسبب مشاركته في حرب فييتنام، والتي تعتبر نقطة سوداء في التاريخ العسكري والسياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي راح ضحيتها العديد من الشباب الأمريكيين.
ولكن أمام كل هذه النجاح والشهرة، إلا أنه مازال تطارد سيلفستر ستالون تهمة أزلية منذ ظهوره الفني، وهي أنه ممثل معدوم الخبرة، لا يجيد سوى التفاخر ببنيته العضلية وحمله للأسلحة الفتاكة في أفلامه “الأكشن”، ولكننا في عيد ميلاده الـ 71 في 6 يوليو الجاري، نحاول أن نبرئه من هذه التهمة، بعرضنا لخمسة أدوار له تثبت العكس.. ربما لم تكن جميعها ناجحة على المستوى التجاري، ولكنها تعتبر استثناء في مسيرة الممثل من أصول إيطالية لهذه الأسباب:
1) Nighthawks من إنتاج 1981
يشهد هذا الفيلم على تجسيد ستالون للمرة الأولى في مشواره لشخصية ضابط شرطة، والتي لم ينتهج معها تأديته للنمط المتعارف عليه لهذه الشخصية، وهي أنها عنيفة الطباع وصعبة المراس، ولكنه جسّدها “كما يقول الكتاب”، وكما صرّح بشكل واضح، وهو أنه لم يرغب في أن يصبح شرطيا لمجرد إلحاق الأذى بالناس واستعمال سلطاته القانونية.
وقدّم سيلفستر ستالون أداء هادئ ومتزن لشخصية ضابط الشرطة “دي سيلفا”، الذي يفضل استعمال عقله وخططه للإيقاع بالإرهابي الدولي والمجنون “راينهارت” (روتجر هاور)، الذي يسعى إلى جذب وسائل الإعلام إليه بأي وسيلة كانت.
وعلى الرغم من أن عدد من النقاد يرون أن فيلم Nighthawks هو أفضل أفلام سيلفستر ستالون، متفوقا حتى على سلاسل أفلام “روكي” و”رامبو”، إلا أنه كان فشلا في شباك التذاكر وقت عرضه؛ فبينما كانت تكلفة إنتاجه 5 ملايين دولار، بلغ إجماله إيراداته حول العالم 19.9 ملايين دولار فقط.
2) Cop land من إنتاج 1997
من أدوار سيلفستر ستالون القليلة في مسيرته الفنية، التي سمح فيها للممثل بداخله أن يخرج بدلا من ممثل “الأكشن”، وذلك بفضل سيناريو المخرج جيمس مانجولد (مخرج فيلم Logan) القوي والمكتوب ببراعة، والذي يجسّد فيه دور ضابط الشرطة “فريدي هيفلين”، المقيم في إحدى البلدات الصغيرة المتحكم فيها رجال الشرطة من الألف إلى الياء، ويمارسون كل صلاحياتهم ونفوذهم فيها، من دون مراقبة لفسادهم، والمصاب بفقدان للسمع في إحدى أذنيه، أثناء إنقاذه لحب حياته التي تزوجت من شرطي آخر.
ومرّت شخصية “فريدي هيفلين” بتطورات مهمة على مدار أحداث الفيلم، استطاع سيلفستر ستالون أن يجسدها لنا ببراعة، بداية من الشخصية المحبطة والسلبية طوال الوقت تجاه كل ما يحدث حوله من رفاقه الشرطيين الفاسدين، ومرورا بتعرّضه لموقف يدفعه للتغيير ومقاومة ذلك الفساد، وأخيرا بانفجاره وقتله لكل هؤلاء الفاسدين، ويصبح بطلا وطنيا.
3) Creed من إنتاج 2015
يصل سيلفستر ستالون بفيلم Creed لأحدث محطة في مشوار شخصيته الشخصية “أسطورة” الملاكمة “روكي بالبوا”، والذي نراه في هذه النسخة مسنا تقدّم به العمر، ويصبح مدربا لابن منافسه الأولى سابقا و”صديق عمره” فيما بعد الملاكم الأسمر “أبوللو كريد”.
ومع تقدّم عمر “روكي بالبوا”، قدّم سيلفستر ستالون أداء ناضج للشخصية، يعكس مرورها بالعديد من المواقف والأزمات في حياتها، وكان آخرها إصابتها بالسرطان، حتى قرر أن يورث كل هذه الخبرة الحياتية لابن صديقه، الراغب في ممارسة الملاكمة مثله ومثل والده.
ونال ستالون عن هذا الأداء الناضج لشخصية “روكي بالبوا” أول ترشيح في مسيرته الفنية لجائزة الأوسكار، وهي في فئة “أفضل ممثل مساعد”، بينما فاز عن نفس الفيلم بجائزة “جولدن جلوب” في نفس الفئة.
4) Lock Up من إنتاج 1989
إذا أردت أن تشاهد تجسيدا حقيقيا لمعنى الظلم والقهر، فإن شخصية سيلسفتر ستالون في هذا الفيلم كفيلة بهذا، فهومن دون أدنى شك برع في تجسيد شخصية السجين “فرانك”، الذي ينتقل لسجن مشدد، ويتعرّض بالداخل للعديد من الانتهاكات والإهانات، حتى يزداد الغليان بداخله، ويقرر الانتقام فيمن فعلوا معه هذا، بداية من الحراس ونهاية بأمور السجن السادي “درامجوول”.
5) Oscar من إنتاج 1991
هناك اعتقاد سائد بأن سيلفستر ستالون شخص ثقيل الظل، سواء على شاشة السينما أو في الحقيقة، والسبب الرئيسي وراء هذا هو فيلمه الفاشل Stop or my Mom will Shoot!، ولكن إذا نظرنا إلى فيلم Oscar، فسنجد أن ستالون أبلى بلاء حسنا في تقديم كوميديا خفيفة ولطيفة، يجسّد في أحداثها دور زعيم عصابة يحاول أن يتوب ويسعى للاستقامة، وهو الوعد الذي طلبه منه والده قبل رحيله، ويتبعه المرور بيوم مليء بمصائب رومانسية، ونزاعات مالية، وحقائق صادمة، تمثل فرصة عظيمة لستالون أن يُبدع فيها كممثل كوميدي.