يحتل جامع الشيخ زايد الكبير موقعاً استراتيجياً في عاصمة الإمارت أبوظبي، حيث يقع بين ثلاثة جسور رئيسية تصل إلى مدينة أبوظبي؛ وهي جسر مصفح، وجسر المقطع، وجسر الشيخ زايد.
يعرف محلياً بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير، أو مسجد الشيخ زايد الكبير؛ ويعد رابع أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، بمساحة تبلغ 22.412 متراً مربعاً، وأحد أكبر عشرة مساجد في العالم من حيث حجم المسجد.
يتسع لأكثر من 7000 مصلٍّ في الداخل، ويمكن استعمال ساحاته الخارجية لتتسع لنحو 40.000 مصل. ويبرز الجامع بوجود مآذنه الأربع في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 أمتار للمئذنة، مكسوة بالرخام الأبيض، كما تعد قبته هي الكبرى في العالم.
ما أن اقترب شهر الصيام، حتى بدأت التجهيزات لاستقبال الشهر الفضيل وعلى الأصعدة كافة في الجامع، حيث يستضيف المركز عدداً من نخبة قراء القرآن الكريم ضمن مشروعه “مصابيح رمضانية”.
كما يقوم مشروع “ضيوفنا الصائمون” بإعداد وجبات متكاملة تراعي جميع احتياجات الصائمين الغذائية. وتم تجهيز نحو 12 خيمة مكيفة لاستقبال الصائمين طيلة أيام الشهر الفضيل، وخصصت اثنتان منها لإفطار النساء.
دائرة النقل في أبوظبي توفر خدمة مجانية لنقل الزائرين بحافلات النقل العام من مناطق مختلفة بالمدينة إلى جامع الشيخ زايد الكبير خلال الشهر الفضيل، وقد وضعت خطة عمل متكاملة تستجيب لمتطلبات الزوار.
ويشمل برنامج عمل رمضان وجود عشرات من المتطوعين، للعمل على تنظيم عملية دخول مركبات الزوار وإيقافها في المواقف المخصصة لها، وتسهيل إجراءات انتقال المصلين من المواقف إلى مبنى الجامع من خلال عدد من سيارات النقل الكهربائية، وتنظيم دخول المصلين وخروجهم من قاعات الصلاة، كما يقدم المتطوعون المساعدة والإجابة عن الاستفسارات المتعلقة بإرشاد المصلين إلى المرافق الخدمية التي يضمها هذا الصرح الكبير.
وقد بدأ بناء الجامع عام 1996، وقد دفن فيه قبل انتهاء أعماله مؤسس الإمارات، الشيخ زايد آل نهيان، عام 2004، وهو من أمر ببنائه. وفي العشرين من ديسمبر/ كانون الأول 2007، جرى الافتتاح الأولي للمسجد أمام الجمهور والمصلّين.
مركز جامع الشيخ زايد الكبير قدم عدداً من الدورات التدريبية وورش العمل الخاصة بتأهيل جميع فرق العمل وتدريبها على المهام المتعلقة بخدمة الجمهور، إضافة إلى التدريب على المهام المتعلقة بالإخلاء والإسعافات الأولية للتعامل مع الحالات الطارئة.
ويواصل المركز خلال شهر رمضان تنظيم محاضراته الأسبوعية ضمن برنامج “الذكر الحكيم”، التي يتم من خلالها استضافة عدد من العلماء لإلقاء محاضرات دينية وتوعوية، تعنى بالعديد من المواضيع التي تهم جميع أفراد المجتمع.
تعتبر مكتبة جامع الشيخ زايد الكبير مكتبة فريدة من نوعها؛ فهي أول مكتبة تقع في منارة جامع، بالإضافة إلى احتوائها على العديد من الكتب والمراجع الفريدة من نوعها، والمتخصصة في مجال الحضارة الإسلامية بشكل عام، وبشكل خاص في فنون العمارة الإسلامية، الخطوط العربية والإسلامية، المسكوكات الإسلامية القديمة، السجاد الشرقي.
وتسعى مكتبة الجامع إلى استئناف روح التفاعل مع الآخر، والإفادة من المعارف العالميّة، وتشجيع البحث العلمي، عن طريق توفير مصادر استثنائيّة تجعل منها في غضون السنوات العشر المقبلة، واحدة من المكتبات المميّزة في نوعية مقتنياتها العالمية الخاصة بموضوع الحضارة الإسلامية، ومركزاً علمياً مرموقاً للحوار والتسامح والتفاعل بين الحضارات.
تضم مصادر أساسية متخصصة في العمارة الإسلامية وفنونها وعلومها، وتتمحور حول الحضارة الإسلامية، وتحوي عدداً من المعلومات المطبوعة؛ من كتب ودوريات عن الفنون والعمارة الإسلامية وتاريخها مكتوبة في اثنتي عشرة لغة، كما يتوفر في المكتبة مجموعات من نفائس الكتب النادرة ذات الطبعات الفريدة في قيمتها العلميّة أو التاريخيّة، والأخرى القديمة والمميّزة في بابها.