“شمس مع ثلوج.. إرهاق وتعب مع متعة وانتظار.. تغير الفصول الأربعة”، كلها تناقضات نادرًا ما تحدث مع بعضها البعض في مدة لا تتجاوز ١٢ ساعة فقط، ولكن ذلك كله يحدث في رحلة الصعود لجبل موسى بمدينة سانت كاترين.
وتبدأ الرحلة- المتناقضة في أجوائها- في حوالي الحادية عشرة مساءً وحتى الواحدة والنصف صباحًا، كل مجموعة على حسب وقت بدء رحلتها، وتستغرق ما لا يقل عن ثلاث ساعات وما لا يزيد عن ست ساعات من السفح إلى القمة، والجميع يصل إلى قمة الجبل قبل شروق الشمس.
ويسير الصاعدون إلى قمة الجبل ما يقرب من ٧ كيلو مترات ثم يصعدون ٧٠٠ درجة سلم، ولكن ما يجعل الجميع يشعر بالتعب والإرهاق الشديد هو الطريق غير الممهد على الإطلاق وملئه بالصخور والحجارة، وفي النصف الثاني والسلالم السبعمائة، يكثر الجليد عليها وهو ما يعيق الحركة ويعمل على انزلاق الكثيرين.
اقرأ أيضًا: مشروع علمي لكشف الأماكن الحقيقية لمعجزات موسى في سيناء
وكاد الكثير من الأشخاص ألا يكملوا الطريق إلى القمة بسبب الصعوبة أو بسبب قلة الأوكسجين كلما صعدوا إلى أعلى، وكذلك انخفاض درجة الحرارة، حيث إن درجة الحرارة عند السفح كانت ٤ درجات مئوية، ووصلت عند قمة الجبل إلى ٥ درجات تحت الصفر.
وكان أول مظهر يتناقض مع التعب هو بعد شعور أغلب الأشخاص بما سبق وكاد البعض منهم ألا يكمل طريقه بسببه، هو كم المتعة التي استقبلوها وشعروا بها منذ لحظة وصولهم للقمة، وهو ما ظهر بوضوح عندما هتف الجميع “الشمس الشمس” عند ظهور أول جزء منها لينبهوا كل الموجودين بذلك، وبالطبع كان الجميع يحمل كاميراته الشخصية، ليصور ذلك مشهد شروق الشمس حتى ظهورها بأكملها وانعكاس ضوئها على الجبال.
وطالب الكثير من المصريين على الخصوص بأن يتم إنشاء “تلفريك” لينقل الأفراد من سفح الجبل إلى قمته، وذلك بسبب ما يعاني منه الغالبية العظمى.