يعتبر قصر الأمير يوسف كمال في منطقة المطرية في القاهرة واحداً من أجمل قصور أسرة محمد علي ، إذ إن صاحبه الأمير يوسف كمال كان متذوقا للفن ، فهو مؤسس مدرسة الفنون الجميلة في العام 1905 وجمعية محبي الفنون الجميلة العام 1924.
وقد بنى قصره في فترة امتزجت فيها العمارة الأوروبية بالعمارة الشرقية ( العربية الإسلامية ) وقد بنى القصر عام 1908 ، وصممه مهندس القصور الملكية الشهير انطونيو لاشياك وهو من أشهر المعماريين الذين وفدوا إلى مصر في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وهو نفسه من قام ببناء قصر الطاهرة فى اوائل القرن العشرين ، وهو الذى صمم مجموعة كبيرة من مبانى وسط البلد ، مثل الفرع الرئيسى لبنك مصر ، عمارات الخديوية ، المبنى القديم لوزارة الخارجية المصرى بميدان التحرير .
منطقة المطرية الواقع فيها القصر تمثل بانوراما طبيعية هائلة فهي من أشهر المناطق الأثرية منذ فجر التاريخ إذ عرفت في العصور الفرعونية باسم ( اون ) أي مدينة الشمس ، وأطلق عليها الرومان اسم هليوبوليس وأطلق عليها العرب اسم عين شمس .
ومن أشهر آثارها مسلة سونسرت الأول بارتفاع 20 متراً وتزن 121 طناً ، وعمود مرنبتاح الأثري وبقايا معابد الرعامسة وشجرة مريم التي قيل إن السيدة مريم والسيد المسيح جلسا تحتها في رحلة الهروب من اضطهاد الرومان وغيرها من الآثار التاريخية ، كما أن القصر كانت تحيط به حديقة مساحتها 12 فداناً من الأشجار والزهور ، ونظراً لأن الأمير يوسف كمال أشتهر بالصيد فقد تحول هذا القصر إلى متحف عقب ثورة 1952، إذ كان غنياً بالحيوانات المحنطة التي اصطادها أثناء رحلاته إلى أفريقيا.