وقتها كان عمري 15 سنة وكنت اسمع عنه دائماً وعن بطولاته من حسن عزت، وأتذكر أنني قبل مقابلته مباشرة في منزل عمتي بالسويس لم يكن لنا من حديث سوى عن أنور السادات ومحاكمته هو وزملائه في قضية أمين عثمان وزير المالية.
كانت الصحف وقتها تنشر صورته بصفته قائد المجموعة المتورطة في حادث الاغتيال، وكنت حريصة على قراءة كل كلمة عن أنور السادات، وكنت مهتمة بمتابعة القضية، وكنت أرى أن أمين عثمان وقع بنفسه وثيقة موته عندما وصف العلاقة بين إنجلترا ومصر بالزواج الكاثوليكي (بمعنى أنها علاقة أبدية).
وكان إعجابي بالسادات يتزايد مع قراءة أخبار جديدة تنشرها عنه الصحف، وأتذكر أيضاً أنني في تلك الفترة كنت مغرمة بقراءة التاريخ، والشعر، والروايات، وكان أنور بالنسبة لي أقرب إلى فرسان القصص، وأتذكر أيضاً أنني كنت أطلب من حسن عزت أن يحكي لي كيف اختبأ من الإنجليز، وكيف تمكن من الهرب من السجن، وكيف تنكر وأطلق لحيته ووصل به الأمر إلى العمل كبواب عند حسن عزت، وكيف قام بتوصيل الفواكه والخضروات إلى معسكرات الإنجليز الذين كانوا يبحثون عنه.
وبإبتسامة هادئة تضيف: في الوقت الذي كان فيه صديقاتي والفتيات يعجبن في مثل سني بنجوم السينما كان أنور السادات هو بطل أحلامي.