حاملة الطائرات هى القطعة البحرية الأضخم فى تاريخ الأساطيل الحربية، صممت لكى تكون بديلا للقواعدالأرضية الجوية، وعن طريق انتشارها فى البحار والمحيطات تساعد على التدخل السريع فى مناطق التوتر، وتزيد من قدرة التلويح السياسى ، ويمكن للطائرات أن تقلع من على متنها وأن تعاود الهبوط على سطحها مرة أخرى .
وبذلك يمكن القول إنها قاعدة جوية متحركة تطفو على سطح الماء لتقليل مشكلات الاعتماد على القواعد الأرضية ، مما يختصر زمن الهجوم على الأهداف البعيدة ، وقد تطورت صناعة حاملات الطائرات، ويبلغ وزن الحديثة منها قرابة ١٠٠ ألف طن، ويصل طولها إلى نحو ٣٥٠ مترا، وأصبحت تستمد الطاقة من مفاعلات نووية على متنها بقوة ٢٥٠ ألف حصان وتصل أقصى سرعة لأحدث سفينة منها إلى ٦٠ كيلومترا فى الساعة، كما تمكنها تلك المفاعلات .
من البقاء نظريا فى عرض البحار والمحيطات لمدة خمسين عاما كاملة، نظرا لأن مدى هذه المفاعلات غير محدد، مما يجعلها غير مضطرة إلى الرسو فى أى مكان، ما دام أنها لا تحتاج إلى تزويد طاقمها بالماء أو الطعام، ويبلغ عدد أفراد طاقمها ٦٠٠٠ فرد، ويمكن لحاملات الطائرات أن تنقل معظم أنواع الطائرات من مروحيات ونفاثات وطائرات اعتراضية وقاذفات وغيرها. وبدأ استخدامها فى الحرب العالمية الثانية، وتم الاعتماد عليها بشكل واسع فى تلك الحرب، ويمكن لحاملة الطائرات الواحدة أن تحمل ما يقرب من ١٠٠ طائرة حربية ، ويعمل معها أسطول مصاحب عبارة عن مجموعتين، إحداهما من القطع القتالية، منوط بها حماية حاملة الطائرات وتأمينها من أى هجمات، والأخرى إدارية لتوفير الاحتياجات الفنية والإدارية .
فى مجال القوة البحرية تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الآن سيدة البحار، وتحديدا أسطولها الضارب من حاملات الطائرات الذى لا يجاريها فى قوته أى دولة فى العالم، إذ تجوب المحيطات والبحار ١١ قطعة من هذه السفن العملاقة، وجميعها تعمل بالطاقة النووية، وحتى يتضح مدى تفوق أمريكا فى هذا المجال يجب الإشارة إلى أن كلا من روسيا والصين والهند وفرنسا والبرازيل لا تملك فى أسطولها البحرى أكثر من حاملة طائرات واحدة، والولايات المتحدة هى صاحبة السبق منذ الحرب العالمية الثانية فى استخدام هذه القطعة الديناصورية.