شهد عام 2018 بروزا كبيرا لآفاق جديدة في التكنولوجيا، مثل التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي واتصالات الجيل الخامس والحوسبة الكمية، والتي أصبحت جزءا لا يتجزأ من القدرة التنافسية الاقتصادية، لكنها أيضا أصبحت “التقنيات التي تضمن أننا سنكون قادرين على القتال وكسب حروب المستقبل” وفقا لاستراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي.
وحاليا صارت الصين مركزا قويا في العلوم والتكنولوجيا بما ينافس الهيمنة الأمريكية، مع طموحات بكين لتصبح رائدة عالمية في الابتكار، وفقا لصحيفة “ذي هيل” الأمريكية.
ومع التقدم الصيني، فإن واشنطن انتبهت إلى التحديات التي يمكن أن يواجهها الأمن القومي الأمريكي من بكين.
ومن الواضح أن التكنولوجيا أصبحت مصدر قلق أساسي وراء الخلافات والاضطرابات، من تهديد التجسس السيبراني غير التقليدي من الصين، إلى المخاوف الأمنية بشأن إشراك الشركات الصينية في تطوير شبكات الجيل الخامس ما يجعل طموحات الصين وقدرتها على ريادة التقنيات الاستراتيجية يشكل تحديًا طويل المدى لأمريكا.
ويطالب الخبراء بتركز رؤية المنافسة الاستراتيجية على أجندة للاستثمار في الابتكار الأمريكي وتنشيطه، خاصة في ظل وجود بعض من المخاوف من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قامت بتهميش العلوم والتكنولوجيا، ومع ذلك، بدأ البيت الأبيض يصبح أكثر انخراطا في هذه القضايا.
وعقد البيت الأبيض جلستين للذكاء الاصطناعي في مايو وسبتمبر الماضيين، أحدهما خصصت لعلوم المعلومات الكمية والأخرى لشبكات الجيل الخامس. وإلى جانب هذه الجلسات، بدأت الإدارة العمل بشأن هذه القضايا، بما في ذلك إصدار نظرة عامة استراتيجية لعلم المعلومات الكمية، وتخصيص فرقة عمل جديدة لتسهيل نشر الجيل الخامس.
وأطلق المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا مؤخرا استراتيجية لتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات – وهي خطوة رئيسية نحو ضمان القدرة التنافسية للولايات المتحدة وفرصها، بما في ذلك من خلال توسيع التنوع وإدراجها في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
الكونجرس تحرك في هذا الصدد، حيث قام بتمرير ميزانية مخصصة لزيادة توافر الطيف اللازم لشبكات الجيل الخامس. وبالإضافة إلى ذلك، أقر بالإجماع ما يعرف باسم “قانون مبادرة الكم الوطني” وتم توقيعه قبيل عطلة عيد الميلاد.
وستوفر هذه المبادرة على مدى 10 سنوات أكثر من 1.2 مليار دولار لعلم المعلومات الكمية وإنشاء مراكز أبحاث متعددة التخصصات.
وينصح الخبراء في ذات الوقت بالانتباه إلى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التأثير على التعليم وتقليص القوى العاملة… إضافة إلى وضع السياسات اللازمة لتعزيز سلامة ومعايير الذكاء الاصطناعي.