“التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر”، لا أعتقد أن أحداً لم يسمع هذه المقولة، والتى كررها الآباء فى الأزمنة الماضية على مسامع أبنائهم للتأكيد على أهمية دور التعليم منذ الصغر، ولكن للأسف أصبحنا نسمع عن حوادث كثيرة وصلت إلى عنف وتفريغ شحنات غضب من يقوم بالتعليم أو التوجيه على أجساد الأطفال، هذا ما قام به شاب مصري، حيث عذب طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام حتى الموت، وتركه عدة أيام داخل منزله دون الإبلاغ عن وفاته.
وبدأت الحادثة عندما قرر والد الطفل الفلاح البسيط أن يرسل طفله الصغير إلى زوج ابنته أحمد محمود عبد الحميد البالغ من العمر “22 عاماً” حتى يتعلم بعض حروف الهجاء، ولكن زوج الابنة لم يكن لديه صبر وطول بال، فأثناء إعطائه الدرس تلعثم الطفل فى النطق، وما كان من الجانى إلا أن بدأ بضربه وتعذيبه حتى ألقاه ميتاً على الأرض.
وأشارت تحريات البحث الجنائى إلى أنه تم اكتشاف جثة الطفل عندما توجه ابن عم والد الطفل لزيارة شقيقة المجنى عليه، وفوجئ به ملقى على الأرض دون حراك ولا تنفس، فسارع به إلى المستشفى، ثم قام بإبلاغ الشرطة عن الحادثة.
كما ذكرت مديرية أمن بنى سويف أنها تلقت بلاغاً من مستشفى الفشن المركزى يفيد باستقباله جثة الطفل يوسف سمير أحمد حسين، وتم إجراء الكشف الطبى عليه ومعاينته، وعندما صدرت نتيجة الكشف، تبين أن الطفل توفى إثر تعرضه للتعذيب، حيث ظهرت على جسده آثار التعذيب من كدمات بالصدر والبطن والرأس.
وقال والد الطفل فى التحقيقات: “أنا رجل لا أعرف الكتابة والقراءة، وكذلك زوجتي، لذا كنا نرسله عند شقيقته ليتعلم على يد زوجها، ولم أكن أعلم بأن تعليمه سيتسبب فى موته”، متمنياً لو كان متعلماً ليحنو بنفسه على فلذة كبده الذى راح ضحية الهجاء.
وقد تحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
يذكر أن العنف الموجه ضد الأطفال أصبح من أبرز المشكلات العالمية، وفى واحدة من دراسات الأمم المتحدة الأكثر تفصيلاً على الإطلاق، والتى أجريت عن العنف المرتكب ضد الأطفال، تبين أن هناك الملايين من الأطفال فى جميع أنحاء العالم يتعرضون لأسوأ أشكال الإيذاء دون تلقى أى حماية تذكر، وبالرغم من وجود نقص دائم فى البيانات، إلا أن العنف يحدث فى كل مكان، وعادة يكون عن طريق شخص معروف للطفل.
ويمثل الإهمال نسبة 54% من الحالات المؤكدة من العنف ضد الأطفال، منها 22% من العنف الجسدي، و8%العنف الجنسي، و4% من سوء المعاملة العاطفية، و12% أشكال أخرى من سوء المعاملة، وذلك وفقاً للجنة الوطنية الأميركية لمنع إساءة معاملة الطفل.