قال المتحدث باسم حزب الديمقراطيين الأحرار البريطاني، تيم فارون، إنه لم يعد مقبولا السكوت إزاء موت الناس هكذا, تعليقا على الحادث المروع لغرق المهاجرين في البحر المتوسط فجر الأحد.
وأضاف -في مقال نشرته مجلة ال` (نيوستيتس مان)- أن “الحادث المأساوي يجب أن يجبرنا على اتخاذ وجهة مغايرة”.
وتابع فارون قائلا إن ملف الهجرة هو أحد الملفات الرئيسية المطروحة على طاولة الانتخابات البريطانية المقبلة، متهما القادة من حزبي العمال والمحافظين بمتابعة نظرتهم السلبية إلى المهاجرين كافة، وعدم فعل اللازم للتعاطي بشكل مناسب مع هذه القضية الشائكة.
اقرأ أيضًا: بريطانيا تخلى جنوب لندن بسبب قنبلة من الحرب العالمية الثانية
وأوضح عضو الديمقراطيين الأحرار أن حزبه لن يغض الطرف عن كارثة اللاجئين الذي يقامرون بحياتهم, مؤكدا في الوقت ذاته أن الهجرة ليست قضية تستطيع بريطانيا حلها بمفردها.
وقال فارون إن الحادث لم يكن مفاجئا, لافتا إلى أن الأعوام الأخيرة شهدت ارتفاعا في أعداد الفارين من ويلات الحروب أو الهاربين من انتهاكات حقوق الإنسان على ظهر قوارب متداعية تتقاذفها أمواج واحد من أخطر المعابر المائية.
اقرأ أيضًا: نائب رئيس وزراء بريطانيا يحذر كاميرون من أن يصبح أسيرًا
وأشار إلى أن عام 2014 شهد محاولة نحو 200 ألف ركوب هذا الخطر، وهو عدد يتجاوز ثلاثة أمثاله في عام 2011 عندما كانت الحرب الأهلية في ليبيا على أشدها. وعليه, فعندما توقف الاتحاد الأوروبي عن عمليات البحث والإنقاذ في البحر المتوسط العام الماضي تعالت صرخات اعتراضية من جانب المنظمات الأهلية، موضحا أن السبب الذي تم إبداؤه لتبرير التوقف عن البحث كان سببا قاسيا: وهو أن عمليات البحث والإنقاذ من شأنها تشجيع الناس على ركوب المخاطرة.
ورصد بيانات صادرة عن الأمم المتحدة بأن أكثر من 500 شخص لقوا مصرعهم منذ بداية العام الجاري، وهو أكثر 30 مرة من عدد الموتى في الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال فارون، إن قضية الهجرة معقدة، ولا يسعنا أن نغض الطرف عن أناس حاصرتهم الحرب في سوريا وليبيا أو تعرضوا لانتهاكات في إريتريا.
اقرأ أيضًا: بريطانيا تدعو مصر إلى إعادة النظر فى أحكام إعدام الإخوان
وأكد أن حزب الديمقراطيين الأحرار سيدفع صوب أن يقوم الاتحاد الأوروبي بمراجعة فورية لموقفه من عمليات البحث والإنقاذ، وبرامج مكافحة التهريب، وقال فارون “إذا كانت الأرواح تضيع سدى على هذا النحو، فسندعم عودة عمليات البحث والإنقاذ”.
واختتم قائلا “حتى حال مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، ففي عالم تتزايد فوضاه,لا يمكن لبريطانيا وأوروبا أن تغض الطرف وتتمنى ألا تقع هنالك تبعات .. علينا العمل معا من أجل كرامة الإنسان وأمان كل البشر”.
وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أعربت عن خشيتها من أن نحو 700 مهاجر قد ماتوا غرقا في مياه البحر المتوسط عندما انقلبت السفينة التي كانوا يستقلونها للوصول إلى أوروبا الى الجنوب من جزيرة لامبيدوسا الايطالية, فيما أفادت تقارير أخرى أن العدد يتجاوز الـ` 950 مهاجرا.