يعتمد المرشح الرئاسي المحتمل السيد حمدين صباحي على ثلاثة بنود رئيسية فى حملته لانتخابات الرئاسة ،أولها انه سيعيد تأسيس الدولة علي أساس مؤسسي ، بدلا من حكم الفرد الواحد , والثاني التوافق الوطني والسياسي , أما الثالث اتجاهه وأنصاره علي الاعتماد علي مصطلح “الثورة” في المنافسة .
شخصيا صدمت من قرار صباحي بالأمس بإعلان ترشحه في الانتخابات الرئاسية خاصة واني اعلم بشكل مباشر من شخصيات لها وزنها في التيار الشعبي حالة الرفض الضخمة لترشح حمدين بل أن هناك من أعلن صراحة انه سينسحب في حالة ترشح حمدين في مواجهة السيسي .
وبعيدا عن دعمك أو رفضك أو قبولك بترشيح حمدين أو السيسي أو غيرهما فأن ما حدث من حمدين بالأمس يهدم كل البنود التي حاول مؤيدوه التسويق لمرشحهم عبرها خلال الفترة السابقة .
فصباحي ترشح دون موافقة أو قرار من التيار الشعبي الذي أسسه ويعتبر زعيمه مما يعني أن حمدين لا يؤمن بالمؤسسية وسيكون هناك خطورة علي وجود التيار الشعبي ، نفسه, بسبب ما أقدم عليه حمدين وعلي ما يبدو أن الأمر يقترب من خطورة ما حدث للحزب الناصري الذي شقة حمدين يوما ما منذ سنوات بعيدة .
فالتيار الشعبي ليس أمامه إلا دعم حمدين وهذا معناه أن حمدين يقرر والتيار الشعبي بقياداته وقامته يستمع ويجيب لأمر القائد في مشهد يشبه إلي حد كبير التعامل العسكري بين القائد والجنود، لا سياسي وشركاءه .
أما الطريق الثاني أن يعلن التيار رفضه ترشح حمدين وهذا معناه ان التيار الرئيسي لحمدين لن يقف وراءه فعلي من سيعتمد حمدين ؟!.
أما بخصوص بند التوافق الوطني والسياسي فكيف يمكن أن يتحدث حمدين عنهما وبالأمس شاهد الجميع الانقسام الذي حدث في حركة تمرد .
و حمدين يعلم جيدا أن تمرد ومكاتبها بل ومن حضروا مؤتمره أعلنوا تأييدهم للسيسي ،منذ يوم واحد ، الأمر الذي يلقي مزيدا من الشك حول نوايا صباحي وهل سيبدأ بضرب الحركات الشبابية كما كان يفعل مبارك من قبل ، مع الأحزاب التي تواجهه وهل سيتقبل وجود كيانات شبابية تختلف معه في حال ما أصبح رئيس .
الكارت الأخير لصباحي الذي يلعب عليه ورقة الثورة تلك الورقة التي أصبحت كورقة الدين ، فصباحي الذي أبدي كثيرا تخوفه من استخدام ورقة الجيش ودخوله معترك السياسة وتسأل في لقاء تلفزيوني شهير هل لو نزل السيسي وخسر معناه خسارة الجيش .
ومن حقنا أن نسأل هل يحق لمن ترك شباب الثورة يموت في محمد محمود وانشغل بالدعاية لقائمة جماعة الإخوان التي شارك فيها أعضاء حزب “الكرامة”في نوفمبر 2011 ،أن يمثل الثورة .
تلك ثلاثة كاملة عن حمدين وترشحه وأوراق لعبته أستطيع أن أقول وبحق أن صباحي لا يمكن أن يمثل الثورة لأنه لم يحترم شهدائها يوما بل وقف علي دمائهم ليعلن ترشحه يوم أمس فبدلا من تأبين الجندي أعلن صباحي ترشحه .
ولا يمكن لصباحي أيضا أن يحقق التوافق وهو واحد من أكثر من قام بالانقسام داخل تياره السياسي بل هو أول من ضرب التيار الناصري بإعلان تأسيس حزب الكرامة .
ولا يمكن أن يكون صباحي رئيس لدوله مؤسسات وهو الذي لا يضع أي اعتبار لأي مؤسسة حتى لو كان يتحكم ويسيطر عليها سيطرة كاملة .