تعليقا على مقال الصديق مصطفى السويسى ..
—————————————
كتب الصديق والزميل مصطفى السويسى الذى كنت ولا زلت احبه واحترمه رغم اختلافات كثيرة فى الرأى والممارسة .. مقالا منشورا بموقع “الموقع” الالكترونى تحت عنوان (عندما أقنعنى صباحى بدعم السيسى) ، يروى فيه “جزءا” من وقائع جلسة حضرها الاستاذ حمدين صباحى مع عدد من شباب التيار فى السويس ، ثم جلسة تالية حضرها مصطفى وكان حاضرا بها ايضا على حمزة واحمد الجمل ، بالاضافة لى ولعدد من الزملاء فى لجنة التنظيم المركزية بالتيار .. ودار الحوار حول وضع التيار فى السويس ، والاستعداد لانتخابات مجلس الشعب ، ثم انتقل بمبادرة من مصطفى لموضوع الرئاسة واحتمالات ترشح السيسى ..
لكن أهم ما لفتنى فى المقال كان ، أن عنوانه الذى يوحى بأن صباحى هو من اقنع مصطفى بدعم السيسى ، مختلف مع مضمونه ، فقد كانت وجهة نظر متبلورة فعليا مع اختيار ترشيح السيسى ودعمه ، وهو ما جاء فعليا فى مضمون مقاله ، بينما كان حمدين يقول – كما اعلن مرارا فى العلن – ان ترشح السيسى ليس الاختيار الاصح ، لا قلقا ولا رفضا للتنافس ، وانما حرصا على مصلحة الوطن والجيش والثورة بل والسيسى شخصيا .. فكيف اذا اقنعك حمدين يا مصطفى بينما كان هو يدعو ويؤمن أن القرار الأصح هو عدم ترشح السيسى ؟؟
الأمر الثانى الملفت فى المقال ، أن مصطفى ذكر أن حمدين قال بالفعل أن علينا أن ندفع السيسى لتبنى برنامج للثورة ، لكن اختزال الامر فى ذلك ، ليس مكتملا .. كان حمدين على مدار الشهور السابقة كلها يؤكد ويعلن أنه مستعد تماما للترشح للرئاسة ، ومستعد تماما لعدم الترشح .. وفقا لمعايير وضوابط ألا وهى .. وجود برنامج للثورة ، فريق للثورة ، وتوافق للقوى الوطنية وفى قلبها شباب الثورة على مرشح .. فهل حدث شئ من ذلك يا مصطفى ؟ هل أعلن السيسى برنامجا كى نطوره او نعدله او نحسم موقفنا منه ؟ هل سمعنا عن فريقه الذى سيطرحه اللهم الا من تقارير صحفية يخرج من يرد اسمهم احيانا لينفوا ما فيها ؟ هل أجمعت القوى الوطنية فعلا يا مصطفى على السيسى ؟ ماذا اذا عن قوى شبابية متعددة دفعت دفعا باتجاه ترشح صباحى ، تعلم تماما أنها من خارج التيار بأكثر من داخله ؟ ماذا عن الاختلاف فى الراى الذى حدث حتى داخل تمرد ؟ ماذا عن قيادات وطنية وسياسية متعددة أكدت أن نزول حمدين الانتخابات هو الخيار الأصح ؟ أين اذا هو الاجماع الوطنى هنا يا مصطفى ..
أما عن شرط أن (تتفق كل القوى الوطنية) عليه لكى يترشح ، فهو صياغة غير دقيقة لما كان يقوله صباحى .. وما طرحه مرارا … تعلم واعلم يا مصطفى ، أن حزب الوفد مثلا لم يكن أبدا ليدعم حمدين حتى لو لم يترشح السيسى .. تعلم واعلم يا مصطفى أن قوى النظام السابق العائدة فى أشكال مختلفة حزبيا وجبهويا لم تكن لتدعم أبدا حمدين .. الأمر هنا يتوقف على مفهوم (القوى الوطنية) الذى اظنك لم تدركه بطريقة واضحة ، او ربما طرح بطريقة غير مفصلة .. نحن نتحدث عن معسكر 25 يناير – 30 يونيو يا مصطفى .. وهو معسكر معقد مركب ، ليس كله مع السيسى سواء ترشح ام لا ، ولن يكون كله مع حمدين سواء ترشح أم لا .
الأمر الثالث الملفت فى المقال ، هو ادراك مصطفى – وفقا لما ورد فى مقاله – أن صباحى كان أقرب للرغبة فى عدم خوض الانتخابات فعلا ، لا فقط فى حال ترشح السيسى ، وانما فى حال ترشح أى مرشح جاد قوى منافس يحقق المعايير التى طرحها .. فلماذا تغير موقفه اذا ؟؟ اذا كنت تصدق يا مصطفى – واظنك كذلك – ان هذا هو موقف حمدين ، فلا بد أن هناك أسبابا دفعته لتغيير موقفه .. أدعوك لتأملها والتفكير فيها ، أو سؤاله مباشرة عنها .. واظنك ستجد الكثير مما يقنعك أيضا ..
أما آخر ملاحظاتى عن (شق الصف) ، فهو تساؤل اوجهه لمصطفى الذى اثق فى اخلاصه وانتمائه للثورة واهدافها ، ربما بعكس آخرين فى نفس موقف مصطفى ، لكنهم لديهم أغراض أخرى ، أو ربما أكون ظالما لهم والله اعلم ، لكن الايام ستثبت الحقائق .. واسأله : هل الأداء الاعلامى على مدار الشهور السابقة لا يشق الصف ؟ هل التجاوزات الأمنية لا تشق الصف ؟ هل حبس دومة وايات ، والاعتداءات على خالد السيد وناجى كامل فى محبسهم ، وتلفيق التهم لمئات الشباب فى السجون ليس شقا للصف ؟ هل الزفة التى صاحبت الاستفتاء على الدستور لا تشق الصف ؟ هل عودة بقايا النظام القديم لا تشق الصف ؟ هل عودة نغمة التخوين بدلا من التكفير فى عهد الاخوان لكل من يختلف فى الراى لا يشق الصف ؟ أليس ترشح السيسى نفسه شقا للصف يا مصطفى ؟؟
أما ذكر أسماء الاساتذة الأفاضل عبد الله السناوى وعبد الحليم قنديل وخالد يوسف وحسام عيسى ، اضيف لك عليهم اخرين اذا شئت ، فليس لدى ما اقوله لك ، سوى أنهم تماما مثلك ، يرون ذلك الاختيار الاصح فى رأيهم ، فمن كان منهم – ومنكم – ملتزما باطار تنظيمى اسمه التيار الشعبى فهو الان يعلم قرار التيار ، ومن كان له رأى آخر سنحترمه لكن ليعلم أنه رأى مخالف لغالبية قيادات واعضاء تنظيمه الذى انتمى له .. واعلم ان من بين هؤلاء من سيلتزم ، وبينهم من سيغير رأيه ، وبينهم من سيبقى على موقفه وهو حقه لانه لا احد يستطيع اجبار احد على تغيير قناعته .. لكن اسمح لى ايضا ان اسالك : ماذا عن رأيك فى محمد العدل وجورج اسحاق وعمرو حلمى وايناس مكاوى ومنال عمر ومحمد هاشم وعبد الغفار شكر وحسين عبد الغنى وامين اسكندر .. وغيرهم وغيرهم ، ليسوا فقط من قيادات الكرامة والتيار ، بل وليس بصفتهم تلك اصلا ؟ اليسوا ايضا رموزا وطنية منتمية للثورة كانت تسعى وتضغط او على الاقل ترى الاختيار الاصح ترشح حمدين ؟ وماذا عن الاف الشباب الذين كان ذلك رأيهم ايضا ؟
انتخب من تراه الأصلح يا مصطفى فهو رأيك وقرارك بالتأكيد ، لكن ارجوك .. لا تدعى أن أحدا اقنعك بما انت مقتنع به أصلا .. لأنك انت نفسك الذى كنت تختلف سابقا مع وجهات نظر أخرى مهما جرت حوارات حولها ، طالما كنت ترى خيارا آخرا أصح وأصوب .. ادعو الله ان يهديك ويهدينا لما هو أصح وأصوب للوطن وللشعب وللثورة . أما الشعب ، فهو وحده ، صاحب القرار والارادة فى النهاية ، لا بالتفويض ، ولا بالاعلام ، ولا بادعاء اى حزب او حركة بالتعبير عنه ، وانما فقط : اما بثورة ، او بصندوق انتخابات .
……………………………………………………………………………………..
وقام مؤنس بنشر هذا المقال على صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى (فيس بوك )