كنت قد كتبت بالأمس مقالا بعنوان ” عندما أقنعني صباحي بانتخاب السيسي ” وعرضت فيه تفاصيل آخر لقاء لي بالأستاذ حمدين صباحي والذي تناولنا في جزء منه الحديث عن الانتخابات الرئاسية وعن دعم المشير عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة .
وعقب نشر المقال بموقع “الموقع” جاء الرد من الصديق العزيز حسام مؤنس , المتحدث الرسمي للتيار الشعبي، و الذي أشار إلى عدة ملاحظات أرى أنه من الواجب عليّ توضيحها .
أولا : حسام مؤنس قال أن العنوان ” عندما أقنعني صباحي بدعم السيسي ” لا يتفق مع مضمون المقال ، وتساءل كيف أقنعني حمدين بذلك بينما كان يرى أن الأفضل هو عدم ترشح السيسي ؟!.
دعني أقول لك يا صديقي أنني لم أقل مطلقا أن حمدين نصحني أو وجهني لانتخاب السيسي ، وقد عرضت في المقال ما دار بيننا من حوار ، وجاءت قناعتي بما حدثني فيه حمدين وليس بتوجيه منه ، وقد ذكرت في مقالي أن حمدين كان يفضل عدم ترشح السيسي ، وقد قال أنه سيصبح “قديسا ” إن لم يترشح وللعلم ذلك التصريح تم نشره واتصلت بي وطلبت مني تعديل العنوان علي موقع “تمرد”.
ثانيا : علق حسام على ما ورد في المقال بأن حمدين قال بأنه علينا الدفع بالسيسي لتبني برنامج وفريق رئاسي معبرين عن 25 يناير و 30 يونيو ، وتوافق من القوى الوطنية أيضا ، وأشار حسام إلى أن السيسي لم يعلن برنامجه ولم يعلن عن فريقه الرئاسي ولم تتوافق عليه القوى الوطنية .
وهنا دعني أسألك يا حسام هل انتظر حمدين برنامج السيسي وفريقه الرئاسي ليرى إذا كان معبرا عن 25 يناير و 30 يونيو ثم يقرر ما إذا كان سيترشح أم لا ؟ , كما قال لنا في اللقاء .
هل فعل الأستاذ حمدين صباحي ما قاله لنا ، خلال الاجتماع , وقدم للسيسي رؤيته وبرنامجه ؟ لماذا لا يكون حمدين صباحي والتيار الشعبي والكرامة اول القوى التي توافقت حول السيسي وهم يعلمون أنه صاحب الفرص الأوفر والشعبية الأكبر والوطنية التي لا يستطيع أحد أن يزايد عليه فيها ، وهو ما أكده صباحي بنفسه ؟ وإذا كان هناك قوى شبابية تؤيد صباحي فعليك ألا تغفل قوى شبابية أخري تؤيد السيسي على رأسها حركة تمرد .
أما عن الخلاف داخل تمرد ، فدعني أسألك ماذا عن الانقسامات داخل التيار الشعبي ؟ وماذا عن مكتب المنوفية الذي أعلن بالأمس تأييده للسيسي وانفصاله عن المركزية وكذلك مكتب قنا ؟ يا صديقي العزيز الخلاف في حركة تمرد وارد ومنطقي لأننا حركة تضم جميع الأطياف والأفكار ، بعكس التيار الشعبي الذي له برنامج ورؤية سياسية وتنظيما تدعون أنه قويا ولكم الحق .
ولكن رغم هذا رأينا كثيرا من شباب التيار الشعبي وأنصار حمدين صباحي غير ملتزمين بقرار التيار في موقفه من الدستور ، وغير ملتزمين بقرار التيار في موقفه من ذكرى شارع محمد محمود وكثير من المواقف .
ثالثا : فيما يخص شق الصف ، أتفق معك تماما أن التردي الإعلامي والتجاوزات الأمنية واحتجاز زملائنا الذين نثق في إخلاصهم كـ”دومة وايات وناجي وخالد ” و الاعتداء عليهم وتعذيبهم وتلفيق التهم ، وغير ذلك مما ذكرت ومما لم تذكر أيضا هو شق للصف وتحامل على الوطن في أزمته ، وهو ما يستوجب فتح تحقيق جاد ويستوجب أيضا اعتذارا من السلطة ، ولكن يا صديقي إذا كنت تريد أن تتحدث بموضوعية فعليك أن تضع الأمور في نصابها ولا تحمل السيسي كل شيء وهو مجرد وزير في الحكومة ، أما إذا كنت تريد ان تتعامل بهذا المنطق فإنه لزاما عليك أن تحمل المسؤولية كاملة لعم كمال أبو عيطة و الدكتور حسام عيسى والدكتور أحمد البرعي وغيرهم من الوزراء.
ودعني أسألك أيضا كيف قررت وقدرت بأن ترشح السيسي شقا للصف ؟! أليس حمدين صباحي نفسه قال لنا في جلستنا أن السيسي صاحب شعبية جارفة وظهير شعبي يؤهله لأن يحقق إنجازات كبرى ؟ و حمدين نفسه عندما يظهر في لقاءاته التليفزيونية يؤكد على أن السيسي زعيم وبطل شعبي ؟ وأتفق معك تماما أن القوى الوطنية لن تكون كلها مع السيسي وكذلك لن تكون كلها مع حمدين ، ولكن ماذا عن أحزاب جبهة الإنقاذ التي اتفقت أغلبها على دعم السيسي وما زالت الأحزاب الأخرى تدرس المرشحين ؟.
بل أن أضعف الإيمان يا صديقي .. الناصريون بأحزابهم وحركاتهم لم يتفقوا على حمدين صباحي أبن التيار الناصري ، ومن الطبيعي يا زميل أنه كما يوجد هناك شخصيات وطنية تدعم السيسي فأيضا لابد أن يكون هناك شخصيات وطنية تدعم صباحي ، وكما انه من الوارد أن يغير بعض مما ذكرتهم موقفه من دعم السيسي ، فمن الوارد بقوة أن يغير بعض ممن ذكرتهم أنت موقفهم من دعم صباحي.
، وبالمناسبة .. أنت تعلم يا حسام أنني واحد ممن أسسوا حملة مرشح الثورة الداعمة لحمدين صباحي ، ولكنني انسحبت منها بعد أسبوعين من تأسيسها لاعتراضي على طريقة إدارتها واعتراضي أيضا على مواقفها المعاكسة لمواقف حمدين .
كما ان الهدف الرئيسي من تلك الحملة هو تحقيق التوافق الوطني على شخص حمدين ، وهو ما لم يتم بالمرة ، بل رأيت أنهم يفرضون إسم صباحي ويهاجمون من يختلف معهم فكان ذلك من ضمن أسبابي لتغيير موقفي أيضا بالإضافة لاقتناعي بكلام حمدين .
كما أن الحملة تتخذ من مهاجمتها للمشير السيسي أسلوبا للدعاية لحمدين .
.الأهم من كل ذلك،انك لم تنفي ما قاله لي الأستاذ حمدين صباحي وكتبته في مقالي السابق ، ما اعتبرته – ولا أملك المصارده على رأي غيري – دافعا لانتخاب السيسي ودافعا لأن تكون لديّ القناعة الكاملة لدعمه .
صديقي العزيز حسام مؤنس ، من حق أي شخص يترشح ومن حقنا أن ندعم من نشاء ، ومن حق الشعب علينا أن نتركه يختار من يشاء ، ولكن ينبغي علينا ان نحافظ على مساحات الاحترام بيننا وهو ما اعلم وتعلم تماما أنه متبادل بيننا ، ولكن علينا ألا ننظر تحت أقدامنا ، فإن كنا نختلف اليوم فالأيام القادمة بها من المعارك ما يستوجب علينا أن نتحد مرة أخرى .