كان الفتى أيهم ينظر إلى بعض الأولاد، وأحدهم يمسك بقطة من رقبتها ليخنقها، والمسكينة تصيح وتستغيث.
وكان الطفل يحكم قبضته حول رقبة القطة، ويزيد من ضغطه عليها وأحيانا يحملها من ذيلها ويجعلها تتأرجح بين يديه، والقطة تستنجد.
وكان هذا الطفل يقهقه بأعلى صوته مسرورا بما يفعله، وكان أيهم هادئا لا يريد أن يفعل شيئا مضرا بزملائه.
فكان أسلوب تعامله معهم أدبيا، لأنه يرى أن المشاجرة لا تجدى نفعا، وتقدم أيهم إلى الطفل وطلب منه أن يكف عن أذى الحيوان، وأفهمه أن لهذه القطة فوائد في المنزل، وفي أي مكان وجدت فيه.. فهي عدوة للفئران والحشرات الضارة، فهي تقضي عليهم ولا تجعل لهم أثرا، وأن من الواجب أن يترك الإنسان الحيوانات وشأنها.لأنها أليفة، وبالتالي لاتضر.
ثم قال له: ماذا تستفيد من تعذيبها بهذا الشكل؟ وهي عاجزة عن المقاومة، وبحاجة إلى رعاية، وكانت القطة المسكينة تنظر إلى أيهم لعله يخلصها من اليد القابضة عليها، وهنا رق الطفل وشكر أيهم على نصيحته الجيدة، وأعترف بأن هذا فعلا حيوان لا يضر، وقال لأيهم : إنه لا يدري أن عمله هذا ردئ، حيث أنه لم يسمع من أحد في البيت أو من أصدقائه ما سمعه من أيهم.
وعاد أيهم إلى منزله، وذات يوم قبل أن يأوى إلى النوم.. تذكر أنه يريد أن يشرب من الثلاجة الموجودة بالمطبخ، فاتجه إليها، وبعد أن شرب رأى نورا خافتا من جهة الباب الخارجي للمنزل، فتذكر أن والده سيتأخر وأن عليه أن يغلق الباب، وتقدم أيهم ليغلق الباب وفجأة !!
لاحظ شيئا ما أمام عينه يا الله.. إنه ثعبان.. وكان طويلا.. فصرخ أيهم فزعا وأخذ أيهم يستغيث، ويحاول أن يجد له مخرجا من هذا المأزق، ولكن الطريق أمامه مسدود، فهو لا يدري ماذا يفعل.. واضطربت أنفاسه، وكاد يغمى عليه..
وبينما هو في فزعه!! نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه، وقد قضى عليه، وقد عرف أيهم أن هذا هو القط الذي أنقذه ذات يوم من ذلك الطفل، وقد امتلأ جسمه، وأصبح في صحة جيدة.
ونظر القط إلى أيهم .. وكأنه يقول له: وإنني أرد لك الجميل يا أيهم: وعاد أيهم بعد أن أغلق الباب إلى غرفته يفكر.. كيف أن فعل الخير يدخر لصاحبه.. حتى يوّفى له..
فتعلم درسا طيبا.. وقرر أن تكون حياته سلسلة من الأعمال الخيرية.