أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، أن الحلف يعزز التعاون مع تركيا فى مجال ضمان الأمن بمنطقة البحر الأسود ومحاربة الإرهاب فى سوريا والعراق.
وقال ستولتنبرج، فى مؤتمر صحفى مشترك مع الرئيس الجورجى جيورجى مارجفيلاشفيلى، الخميس 8 سبتمبر الحالى، لقد “قمنا بتعزيز وجودنا العسكرى فى تركيا، وعلى سبيل المثال، تراقب طائرات تابعة للناتو ومزودة بنظام أواكس المجال الجوي التركى، كما أوصلنا إلى تركيا منظومات إضافية للدفاع الصاروخى”.
بهذه التصريحات، استبق الأمين العام لحلف الناتو زيارته إلى تركيا بعد فترة جفاء، وعقب لقائه مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قال إن بقاء تركيا دولة قوية وديمقراطية أساسى لاستقرار المنطقة، مشددًا على أهمية تركيا كحليف فى الناتو، كونها قائدة فى منطقة البحر الأسود، ومجاورة لمناطق الأزمات الراهنة كسوريا والعراق”، غير أنه لوَّح من جهة أخرى بإمكانية استخدام الغرب ورقة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان فى تركيا، بقوله: “إن أى هجوم على الديمقراطية، فى أى بلد كان، هو هجوم على الركيزة الأساسية لحلفنا”، فى إشارة واضحة إلى اتساع عمليات طرد الموظفين والعسكريين والقضاة للاشتباه بصلتهم بالمحاولة الانقلابية ضد أردوغان.
وفى علاقة حلف الناتو بالأزمات فى سوريا والعراق وأفغانستان، أكد ستولتنبرج ضرورة تدريب القوات المحلية للدول التى ينشط فيها تنظيم داعش، مضيفا بقوله: “إننا ندعم جهود تركيا فى محاربة تنظيم داعش”، مشيرًا إلى ضرورة تجهيز وتدريب القوات المحلية للعراق وأفغانستان وسوريا، معتبرًا أن ذلك هو “الحل الأهم والصواب على المدى البعيد”.
وأوضح ستولتنبرج قائلا: “أنه من المهم أن تكون القوات المحلية إلى جانب القوات التى يرسلها الناتو، قادرة على فرض النظام فى بلادها ومحاربة الإرهاب، نحن نعمل على رفع درجة سلامة القوات المحلية فى العراق وأفغانستان وسوريا”.
هذه التصريحات تحمل العديد من الرسائل التى تتأرجح بين التهديد والترغيب، وبين العصا والجزرة، إذ أنه يلوِّح لأنقرة بورقة الديمقراطية وحقوق الإنسان في ظل الإجراءات القائمة بعد الانقلاب، وفى الوقت نفسه يغمز بإمكانية ليس فقط الموافقة على أدوارها فى سوريا والعراق، بل وأيضا بإمكانية منحها أدوارا إضافية.
أما عبارة “قائدة فى البحر الأسود”، وهى عبارة غزل سياسى وعسكرى تتضمن شكلا من أشكال التوجيه فى اتجاه محدد، إذ أن هناك روسيا التى تقف على الشاطئ الآخر من البحر الأسود.