مثلت حوادث الطرق في الآونة الأخيرة العديد من المآسي للأسر المصرية، وما من يوم يمر إلا وتودع أسرة فقيدا لها على الأسفلت؛ ففي الأمس القريب سقط أكثر من 18 قتيلًا من أطفال مصر وهم فى طريقيهم إلى المدرسة، وقبلهم سجلت الطرق المصرية أكثر من 10 حوادث طرق كبيرة خلال الشهرين الماضيين منهم حادث أسوان الذى راح ضحيته نحو 30 قتيلًا، وحادث آخر بالبحيرة أدى إلى وفاة 18، إلى جانب حوادث أخرى متفرقة في أكثر من مكان انتهت بفقدان أكثر من 20 شخصَا.
وفى الوقت ذاته مازال مسؤلي الطرق يتهربون من مسئولية الحوادث ويتهمون السائقين بأنهم السبب الرئيسى فيها، في الوقت الذى أصبحت مصر فيه رقم 1 على مستوى العالم فى حوادث الطرق والكبارى، وأصبحت تفقد سنويًا حوالي 20 ألف مواطن بسبب حوادث الطرق.
ويرى المهندس محمد السيد، أستاذ الطرق بجامعة القاهرة، أن ترسيم نقاط الإسعاف على الطرق غير طبيعى ويحتاج إلى إعادة ترسيم، وخاصة أن وصول الإسعاف فى مصر إلى أماكن الحوادث يستغرق وقتًا طويلًا مقارنة ببقية دول العالم؛ حيث إن المعدل الطبيعى هو 10 دقائق، أما في مصر فقد تستغرق الإسعاف ساعة كاملة في طريقها إلى مكان الحادث!
ويقول المستشار أحمد أمين، المنسق العام للجمعية المصرية للنقل، إن أزمة الطرق فى مصر تحتاج إلى تضافر جهود رجال الشرطة والمرور حتى يتم بسط يد الدولة على الطرق والتخفيف من حدتها، خاصة أن معظم الحوادث ناتجة عن تعاطى السائقين للمواد المخدرة وعدم الالتزام بآداب الطريق.
وقال المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، فى تصريحات صحفية عقب الحادث، إن حالة الطرق في البحيرة ليست لها علاقة بحادث اليوم ولكن الحادث ناتج عن سوء تقدير من السائقين، خاصة وأن عدد كبير من سائقى المركبات لا يلتزمون بقواعد الطرق، وتابع “ضاحى” أن الوزارة سخرت كافة إمكاناتها لمتابعة الحادث.
كما طالب “ضاحى” الشرطة والإدارة العامة للمرور بتوقيع كشف دورى على السائقين للتقليل من حوادث الطرق، مؤكدًا أن السائقين هم السبب الرئيسى فى معظم الحوادث.
وقال سعد الجيوشى، رئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى، فى تصريحات صحفية إن حادث البحيرة مثله مثل العديد من الحوادث التى تندرج تحت بند حوادث سلوكية ناتجة عن السرعة الزائدة أو سوء تقدير الطريق من جانب السائق، موضحا أن 80% من حوادث الطرق ناتجة عن سلوكيات خاطئة لقائدى المركبات والسيارات.
وأضاف “الجيوشي” أن الطرق والكبارى تعمل على نشر الإرشادات على كافة الطرق ولكنها لا تملك القدرة على إجبار السائقين للالتزام بالسرعات المقررة وقواعد المرور.