نتائج مرضية ولكن يجب التعامل معها بحذر، هكذا فسر خبراء المياه البيان المشترك للدول الثلاثة ” مصر والسودان وإثيوبيا”، حيث إعتبر الخبراء أن النتائج مرضية من ناحية وجود خبراء دوليين، يحكمون علي ما يصدر من دراسات وبيانات، وأن هذه القرارات ملزمة علي جميع الدول وهو ماركانت ترفضه إثيوبيا سابقا، وكذلك تحديد الإنتهاء من الدرسات الخاصة بتأثيرات السد خلال 6 أشهر، وهو ما يساعد علي التحكم في إستغلال إثيوبيا لعامل الوقت، بعد توقف 8 شهور، إنتهت خلالهم من بناء 37.5% من حجم السد.
وأكد الدكتور مغاوري شحاته، خبير المياه ورئيس جامعة المنوفية الأسبق، في تصريحات لـ”الموقع نيوز” أن عامل الوقت في صالح أثيوبيا، والتفاوض الجاد يقطع علي أثيوبيا إستغلال الوقت في بناء السد، مشيرا الي أن الإنتهاء من الدراسات ستكون قبل قيام إثيوبيا بالبدء في ملئ سد النهضة،.
وأضاف شحاته أن أثيوبيا تتهم مصر بأنها تستولي علي الجزء الكبير من مياه النيل، وهذا ما تعرضه إثيوبيا علي العالم، ولكن ذلك في الحقيقة غير صحيح ” علي حد قوله”.
ومن جانبه أكد الدكتور نصر علام، وزير الرى الأسبق، أن اللجنة الدولية لتقييم سد النهضة أكدت خطورة انهيار السد بجانب الأضرار الكبيرة التي ستقع على مصر خلال سنوات التخزين، مضيفا أن أثيوبيا لم تدرس أي بدائل تنموية للسد، مؤكدا أن كفاءة السد لا تتعدى 30%.
وأوضح وزير الرى الأسبق في تصريحات لـ”الموقع نيوز”، أن أثيوبيا تدَّعِى أن السد ليس له آثار سلبية على مصر والسودان خلال اللجنة الثلاثية، مؤكدا عدم وجود رد مصري على ذلك حتى الآن، مشيرا إلى ضرورة التركيز على الدراسات الدولية والمصرية التي تؤكد خطورة السد على مصر.
وأشار، وزير الري الأسبق، أن إدارة ملف “سد النهضة” خلال الثالث سنوات السابقة كانت غير جيدة مما أوجد العديد من العقبات أمام وزارة الرى ووزيرها الجديد، موضحا أن الرئيس السيسي على دراية جيدة بالخطر المحيط بمصر من الجنوب الذي يريد عزل مصر وتركيعها.
ونوه”علام” إن ما توصلت إليه اللجنة الثلاثية المشكلة منذ ثلاث سنوات وضعت جميع الخيوط في يد “إثيوبيا” دون دراسات وافية مع العلم بأن اللجنة وآراءها استشارية، مشيرا الي إنه “على وزير الرى حسام المغازى عدم قبول زيارة سد النهضة خلال الشهر القادم قبل استكمال الدراسة؛ لعدم إضفاء شرعية على بناء السد”، مشيرا الي أن: زيارة مجموعة من الفنيين لتقييم ودراسة السد تكفى.
وأوضح وزير الرى الأسبق، أن إثيوبيا لاترى ضررًا على مصر من بناء السد، وترفض إشراكها في جميع الاتفاقيات.
وفي السياق نفسه أكد الدكتور مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن سد النهضة يعد كارثة بكافة المقاييس على مصر، مضيفا أن سد النهضة يعمل على نقص حصة مصر من مياه نهر النيل، كما أنه يأخذ من كهرباء السد العالى في مصر مما يضاعف أزمة الكهرباء، هذا بالإضافة إلى تبوير الأراضي الزراعية.
وقال “غباشي” لـ”الموقع نيوز”: “إن أثيوبيا تخطط لإنشاء 3 سدود إلى جانب سد النهضة ليصبح لديها أربع سدود تنتج من خلالهم 45 ألف ميجاوات من الكهرباء، ما يسمح لها بتصدير الكهرباء للخارج وهذا بالطبع يؤثر على مستقبل الكهرباء في مصر”.
وأضاف: أنه يجب على مصر أن تتحرك سريعا تجاه هذه القضية لمنع استكمال بناء سد النهضة، مشيرا إلى أن العبء الأكبر يقع على وزارة الخارجية وذلك بإقامة علاقات قوية مع الدول المجاورة لمنع بناء السد، بالإضافة إلى الاتفاق مع الدول المشاركة في بناء السد وإقامة علاقات معهم مثل إيطاليا والصين وبعض الدول العربية لمنع بناء سد النهضة.