لم تمر على الأهلى أوقات مثل التى يشهدها حاليا، بعد تمرد بعض نجوم الفريق على سياسة القلعة الحمراء، فأصبحت الجزيرة مسرحا للخلافات والصراعات بين الكبار والصغار، وباتت غير آمنة على ساكنيها بسبب أفعال غير مسؤولة من نجوم.
وبعدما كان السر فى بئر داخل الأهلى، أصبح لا يوجد مستور فى بيت صالح سليم، الذى أقر قواعد صارمة داخل القلعة الحمراء لمعاقبة المتمردين وإثابة الملتزمين، مهما بلغت أسماؤهم عنان السماء، وهو ما لم يعد يطبق بحزم فى عهد مجلس الإدارة الحالى، برئاسة المهندس محمود طاهر.
نجمان، كانت قناعة كثيرين أنه ليس بمقدور شيطان أن يغيريهما بوساوسه، عماد متعب، أخطر مهاجمى الأحمر وأحمد فتحى، جوكر الكرة المصرية، لكن تلك القناعة تغيرت لدى الجميع، بعد تصريحاتهما غير المبررة مؤخرا، وهجومهما على الأهلى فى وقت مريب.
متعب أطلق هجوما غير متوقع على الجهاز الفنى للأهلى، بقيادة حسام البدرى، لعدم مشاركته فى المباريات الرسمية، معبرا عن غضبه، مع وكيله نادر شوقى، فى حفلة لم يتركها أصحاب القلوب غير الرحيمة على الأهلى تمر مرور الكرام، مؤكدا أنه لن يكون داخل مجرد موظف، كاشفا عن نيته فى الرحيل إذا بقى الوضع على ما هو عليه.
الغريب فى أزمة تصريحات متعب أنها جاءت بعد التجديد له لمدة عام مقابل 5 ملايين جنيه، لإنهاء مشواره الكروى، بشكل يليق به، لاقترابه من الاعتزال بعد وصوله الـ34 عاما، وبدلا من أن يرد الجميل، أنكر ذلك بأنه تحمل على مدار السنوات الماضية ما لا يطيقه بشر فى العالم، وأنه دفع ثمن عشقه للنادى الأهلى بشكل كبير، وأنه لن يقبل بالبقاء داخل الفريق خلال الفترة المقبلة، ما لم يكن له دوره الحقيقى، والبعد عن دكة الاحتياطى وعدم الاكتفاء بالمشاركة دقائق فى بعض المباريات.
وبالنسبة لأحمد فتحى، الجوكر، الذى أنقذه الأهلى بعد رحلة احتراف شبه فاشلة، فى فريق أم صلال فى الدورى القطرى، وعندما عاد لم يغلق الأحمر بابه ضده، وإنما استقبله وهو فى حالة يرثى لها، وذلك بعدما خاض تجربتين بالدورى الإنجليزى، الأولى مع “شيفيلد يونايتد”، والثانية مع فريق “هال سيتى”، وكلاهما لم يُكتب له النجاح.
عاد الجوكر من أقوى الدوريات فى العالم الـ”بريميرلييج” بعد الخيبة والفشل لعدم توافق مستواه وطريقة لعبه مع هذا الدورى الكبير، ليصمم على خوض تجربة الاحتراف، لكنها هذه المرة مع فريق “أم صلال” بالدورى القطرى، بغرض تأمين مستقبله، ولكنه فشل وتراجع مستواه بشكل ملحوظ، ولكن أصر الأهلى على حماية أولاده، إذا حصل على خدمات فتحى مرة أخرى، ورغم ذلك يخرج فتحى الأيام الماضية ويهاجم سيد عبدالحفيظ مدير الكرة.
لاعب الأهلى عبر عن استيائه الشديد من التصريحات التى أدلى بها سيد عبدالحفيظ، بأن العروض الاحترافية التى تلقاها كانت جميعها “وهمية”، قائلا: “عبدالحفيظ قال إن العروض التى تلقيتها كانت وهمية، وصدمت عندما سمعته يقول هذا.. لقد تلقيت بالفعل عرضا من أهلى جدة السعودى”.
وأضاف فتحى: “العرض كان بقيمة 700 ألف دولار، سيحصل عليها الأهلى، وهذا العرض شاهد عليه محمد عبدالشافى لاعب أهلى جدة، وعندما تحدثت مع حسام البدرى عن الرحيل فأكد أنه يرغب فى بقائى، ما جعلنى أصرف النظر عن العرض”، لافتاً إلى أنه شعر بالحزن عندما قال عبدالحفيظ إن العرض “وهمى”.
ولم تنته قذائف فتحى عند هذا الحد، بل تعدت إلى أكثر من ذلك، عندما نشر على “إنستجرام”، صورة له، معلقا عليها: “عندما سكت أهل الحق توهم أهل الباطل أنهم على حق”، وذلك فى إشارة منه إلى الأزمة الأخيرة مع الجهاز الفنى.
خدمات ثنائى الأهلى لا ينكرها إلا جاحد، لكنهما خرجا عن المألوف وتعمدا الهجوم على سياسة لم يخالفها أحد من قبل إلا وكان الطرد من جنة الجزيرة مصيره، وذلك هو ما بدأت القلعة الحمراء فى العمل عليه، إذ قرر الجهاز الفنى للفريق الجلوس مع اللاعبين للتعرف على الأسباب التى دفعتهما لهذه التصريحات واتخاذ القرار المناسب معهما، وأيضا منع جميع اللاعبين تماماً من التصريحات الإعلامية خلال الفترة المقبلة.
من جهته، رفض عبدالحفيظ الرد على تصريحات فتحى، قائلا: “لن أرد على ما قاله فتحى، ولا يصح أن نتحدث عن أمور تخص الشأن الداخلى للفريق بين اللاعبين والجهاز الفنى خلال وسائل الإعلام”، ولفت عبدالحفيظ إلى أنه عقب عودة فتحى من معسكر المنتخب سيجلس معه للتعرف على الأسباب التى دفعته للإدلاء بتلك التصريحات.
فيما حذر الجهاز الفنى عماد متعب من التصريحات المستمرة لوكيل أعماله نادر شوقى حول رحيله عن النادى، وتلويحه المستمر بورقة الزمالك، مؤكدا أن الأهلى لا يقف على أى لاعب، ولا يتعامل أبداً بسياسة لى الذراع، والعلاقة بين الجميع داخل النادى تخضع لمبادئ لا يجوز تجاوزها.