لم أرد ان اكتب نقدى او تقيمى المتواضع لمسلسل الفنان العبقرى السقا فى بداية الشهر الكريم كما يفعل معظم النقاد إلا إننى أردت الانتظار لمنتصف الشهر حتى تكون وجهة نظرى مكتملة حول المسلسل وأفهم القصة وأبعادها.
فجأنا النجم أحمد السقا بمسلسل يتحدث عن واقع مرير نعيشه فى مجتمعنا المصرى بشكل قاسى ونكاد نراه يحدث يوميًا حتى لأقرب الناس لنا. يعنى بلبلدى “الموضوع مبقاش بعيد عنا”، وانقلبت “السوشيال ميديا” كلها ليصبح الحديث عن الفنان وعن المسلسل ونقله لمشاعر الآلم ومناقشتها فى مشاريعه الفنية.
وجائت الحلقة الأولى صادمة واستطاع السقا أن يدق باب كل عائلة ويلعب على أوتار قلوبهم حتى أبكانا بخطف ابنه فلا يوجد أب أو أم لم يشعر بنفس شعور السقا عندما علم بخطف ابنه منه أو حتى مجرد ضياعه فى مول كبير.
وبعدما تعاطف معه الجمهور أتت الحلقة الثانية لتكون الصدمة الأكبر للجمهور عندما نعلم أن خالد يلجأ للواسطة وإن والده لواء متقاعد وخال سامى شريكه يعمل بجهه أمنية وتتكاتف كل هذه الجهات للبحث عن يس ابن خالد “أحمد السقا”، وهنا نبدأ جميعنا بالتساؤل يعنى لو كان مجرد مواطن عادى هل كان سيرى كل هذا الإهتمام من غير الواسطة؟
ولا الغلابه ليس لهم نفس الحق فى أطفالهم؟
وبالفعل تستمر أحداث المسلسل متتابعة لنرى أن فكرة الواسطة تتأكد والمعاملة المحترمة لأستاذ خالد وعائلته وعدم انتظار الـ 48 ساعة المشهورين لاختفاء أى شخص، فالشرطة كلها تنتفض وتبدأ بالبحث.
والحقيقة هنا أنا لم أدرك هل قصد المسلسل تسليط الضوء على دور الشرطة فى البحث عن الأطفال المختطفين بالإيجاب أم بالسلب، وإن كان بالإيجاب فلم يكن هناك داع فى القصة لدور أقراب خالد بالأمن الوطنى والشرطة!. أما ما حدث هو العكس إن معظم الجمهور بدأ يفكر بشكل سلبى الشرطة لن تساعد أى مواطن عادى وتعامله بكل هذا الاحترام ما لم تكن تملك الوسطة.
الصدمة الأخرى، التى ظهرت بالمسلسل هى تسخير خالد لأمواله ليعيد ابنه، وبالطبع لا يستطيع كل الأهالى الذين يمرون بنفس وضع السقا بالمسلسل أن يفعلون مثله.
فهم لا يستطيعون دفع 100 ألف جنيه لمتهمة لتشى بصديقتها؟!
وطبعا علاقات خالد رجل الأعمال لا تنتهى، وبالتالى يستطيع أن يزور أقاربه فى لبنان وأمريكا ويذهب قبرص ويعود فى وقت قصير”ذهاب وعودة”.
وطبعا بالنهاية وبعدما يتضح لنا أن موضوع الخطف كان بسبب سرقة الأعضاء فعلينا أن نفقد الأمل نهائيًا فى أطفالنا، خصوصًا إذا لم تكن عائلتك مشابهة لعائلة خالد الكريمة. ولن انسى أن أذكركم أن تعليم الأطفال بالمدارس الانترناشونال وتصرفاتهم الذكية لها دور ايضا، والتى لو قارنها بأطفال المدارس الحكومية، سنجد الطفل يستطيع أن ينطق اسمه بالعافية.
بالرغم من كل تلك هذه الأفكار السلبية، عن المسلسل إلا إن الفكرة المطروحة جيدة والعمل رائع، مس قلوب الجميع، وكالعادة تألق النجم أحمد السقا فى أداء دور الأب القلوق على ضياع ابنه.
كتبت: نرمين عارف