حياتها فى علوم الأحياء، واهتمامها الأساسى، استخدام النباتات الموجودة فى جزيرتها الإفريقية، بدائل لأدوية تجارية فعالة، صنفت كل ما هو مزروع فى مورشيوس، وكان تصنيفها حصرا دوليا مهما، حصلت بسبب نشاطها فيه على العديد من الجوائز الدولية، آخرها، تعيينها رئيسة جزيرة مورشيوس.
إنها أمينة فردوس غريب فقيم، أول رئيسة إفريقية عالمة مسلمة، ولدت فى جزيرة موريشيوس فى الـ17 من أكتوبر عام 1959.
تسلّمت أمينة مهام منصبها، اليوم، بعد أن حلفت اليمين الدستورية فى مورشيوس، وهى مؤمنة بأن المرأة تتعرض بشكل عام للاضطهاد فى بلدها، خاصة ما يجرى منعها من العمل فى مجال العلوم والبحوث، عكس من الرجال.
وأكدت فى أحاديثها الصحفية، بحسب مجلة “ديلى انديا” للعلوم والمعرفة، أنه مع مرور الوقت سيتغير الحال، وستسيطر المرأة، بل وتتفوق على الرجل فى العديد من المجالات.
وقال سانتى باى هانومانجى، رئيس البرلمان بموروشيوش: “بعد موافقة المشرّعين على اقتراح رئيس الوزراء، انيرود جوجنوث، بترشيح غريب فقيم .. فإنها المرة الأولى فى تاريخ موريشيوس التى تصل فيها امرأة إلى هذا المنصب”.
وقالت أمينة: “أتشرف بقبول المنصب. وأشعر إن هناك توافقًا بين أعضاء البرلمان والمواطنين”. بحسب ما جاء فى صحيفة لاكسبريس اليومية.
وحكت أمينة لـ”تديكس بولج”، مصادفة وجودها فى المنصب الرئاسى قائلة: إن قلت لن تصدقوا، ففى العام الماضى، أرادت الحكومة السابقة تغيير الدستور، لإعطاء رئيس الوزراء المزيد من الصلاحيات، وحينها رفض حزب المعارضة الأمر، قائلًا: “لا نرغب فى تغيير الدستور نرغب فى اقتراح رئيسة.
وتابعت أمينة، وعندما طلب منى ذلك، قلت لهم: “أنا لا أرى نفسى سياسية. ولن أخوض فى هذه اللعبة، فالرئيس لا يقوم بمنصب شرفى هنا، بل على كاهله العديد من المسؤوليات”، ولكنهم قالوا لى: “لن تكونى فى حاجة لتنفيذ أى حملة، وسننفذ كل الأعمال نيابة عنك”، فوافقت وأنا بعقلى الصغير أعتقد إنهم سيخسرون الأمر، وكأنها مزحة”، ولكنهم فازوا، وحدث هذا عقب انتهاء محاضرتى فى تديكس، وكنتم أنتم أول من فاجأنى بالأمر”.
وأكملت حديثها لـ “تيدكس بولج”: “وعندما فاز حزب الرئيس السابق، الذى كان من المفترض أن تستمر ولايته حتى عام 2017، فكّرت “حسنا ما زال أمامنا الكثير من الوقت لنستعد للأمر”، ولكنه استقال يوم الجمعة 29 من شهر مايو، وهو ما أعاد الأضواء لقصة حصولى على الرئاسة”.
وأكدت رئيسة موريشيوس فى حديثها لتديكس: (لم يكن لدى أى فكرة عن الأمر، وبدأت أسمع بعض الأخبار عن استقالته، يوم الخميس، والذى تأكد يوم الجمعة، وبعدها قال لى حزبى: “نحن بحاجة إلى تعيينك بسرعة”).
وتابعت: “ولحسن الحظ هنا قإن الرئيس هو الوصى على الدستور، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، على الرغم من أنه ليس لدينا جيش، ولكن لدينا شبه وحدات عسكرية، وبالتالى هناك مساحة كافية لفعل أشياء أخرى”.
وأضافت: “أنا أريد أن أقود المؤسسات الفكرية الخاصة بالعلوم والتكنولوجيا، لذا افتتحنا مؤتمر تيد العالمى BioPark موريشيوس، وهى أول حديقة تكنولوجية فى العالم”.
وتابعت: “يشغلنا تغيير المناخ وأمور أخرى من مشاكل التنمية المستدامة، التى تمثل نقطة ساخنة للتنوع البيولوجى، وبطبيعة الحال سنولى اهتمامًا كبيرا للتعليم، وحزبى يركز للحصول على الحقوق الاقتصادية، لأنه بالاقتصاد يأتى العمل، وبالتالى الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليم المجانى”.
ووجهت أمينة رسالة للأمهات والفتيات: “على الأمهات إرسال فتياتهن لتعلم العلوم وعدم هجرها، فالأمر ممكن إن كنتِ امرأة”.
وأكدت في حديثها أن: “الأمر كبير جدًا، أن تصل أنثى إلى رئاسة البلد، فلا توجد نساء كثيرات يحصلن على مثل تلك المناصب فى القارة الإفريقية، مع أن لها حق صناعة التاريخ”.
وأشارت أمينة إلى أن طبيعية المجتمع فى موريشيوس، أبوى، لكنها كانت فتاة صغيرة محظوظة، لالتحاقها بالتعليم، خصوصًا أنه لم يكن مجانيا، وكثير من الفتيات لم يحصلن على هذا الحق.
واسترسلت رئيسة موريشيوس متحدثة عن هوية دولتها: “نحن شعب من أصل هندى إفريقى، صينى وأوروبى، ولكن فى يوم الاستقلال فى موريشيوس 12 من مارس، نتذكر أننا موريشيوسيون فقط، ونحتشد من أجل النشيد الوطنى”.
وتابعت: “وعلى الرغم من إننا بلد بلا موارد طبيعية، فإن دخل الفرد عندنا واحد من أعلى المعدلات فى إفريقيا، وخليط الناس شكّل نسيجا غنيا وقويا، فلدينا تنوع بيولوجى فريد، يمكن أن يزيد فرص الاقتصاد والتنمية المستدامة”.
وكانت حكومة جزيرة موريشيوس قد أعلنت تعيين العالمة المختصة بعلوم الأحياء، أمينة غريب فقيم، رئيسة لها، بعد استقالة الرئيس السابق لكيلاس بورياج، وأكدت تقارير وكالة الأنباء الفرنسية أن أمينة أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب، منذ استقلّت الجزيرة عن الاستعمار البريطانى عام 1968، وهى الجزر التى تعد أغنى الدول الإفريقية، وتعتبر ثالث امرأة تتولى منصب الرئيسة فى إفريقيا، بعد جويس باندا، رئيسة مالاوي، وإلين جونسون سيرليف، فى ليبيريا.
وتقع جمهورية موريشيوس فى المحيط الهندى، وتبعد نحو 2000 كم عن الساحل الشرقى للقارة الإفريقية، قرب جزيرة مدغشقر، وهى مكونة من عدة جزر، عاصمتها مدينة بورت لويس.
ويذكر أن القائمة التى أعدتها أمينة، أول قائمة حصر بالنباتات العطرية والطبية فى موريشيوس وجزيرة رودريجز المجاورة، وأتاح هذا التحليل العلمى معرفة الخصائص المضادة للأمراض الجرثومية والفطرية وداء السكرى، والمتوافرة فى عدد من النباتات، للبدء باستخدام هذه الأخيرة كمواد بديلة وفعالة للأدوية التجارية.
وفى عام 1987 شغلت أمينة منصب قائد لأول مشروع بحثى إقليمى على “فأر”، ودراسة للنباتات الطبية والعطرية من المحيط الهندى، بتمويل الصندوق الأوروبى للتنمية، برعاية لجنة المحيط الهندى، وانتهى المشروع فى عام 1992.
وفى عام “1995” عملت مديرا بمجلس البحوث فى موريشيوس، وظلت فى منصبها حتى عام 1997.
وخلال هذه الفترة، لم تترك أمينة كتاباتها التى وصلت إلى 28 كتابا فى مجال حفظ التنوع البيولوجى والتنمية المستدامة، حصلت بسببها على العديد من الجوائز والأوسمة، منها جائزة “نوبل لوريال”، التابعة لمنظمة اليونسكو فى إفريقيا عام 2007، كما حصلت على جائزة الاتحاد الإفريقى للمرأة فى مجال العلوم فى 2009.
أمينة عملت عضوا منتدبا فى المركز الدولى “CIDP” للبحث والابتكار، وانتخبت رئيسة المجلس الدولى للاتحاد العلمى – المكتب الإقليمى لإفريقيا، للفترة “2011-2014، وألقت العديد من المحاضرات العلمية فى العديد من دول العالم.
ولم تغفل أمينة المشاركة فى الاجتماعات الاستشارية، المختصة بالقضايا البيئية التى ينظمها البنك الدولى، خصوصًا كونها عضوا مؤسسا فى رابطة عموم إفريقيا للنباتات الطبية الإفريقية، وكان آخر مناصبها قبل تولى الرئاسة، شغلها منصب المدير التنفيذى لمركز أبحاث العلاج بالنباتات (CEPHYR)، بالإضافة إلى عملها أستاذة محاضرة فى مادة الكيمياء العضوية، ونائبة رئيس جامعة موريشوس.