أرسلت زوجة رسالة غير تقليدية إلى طليقها عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تشكره على تطليقها والاستماع لأحاديث المحيطين له المتسببين في خراب بيتهما -على حد وصفها-
وجاء نص الرسالة كالتالي:
“طليقي العزيز… شكرا
طليقي العزيز “……………” تحية طيبة، أرسلها لك وأنا أستمتع بفجر يوم جديد تشرق شمسه على حياتي جالسة بشرفة منزلي… بالتأكيد مازلت تذكرها؟ فهي شهدت الكثير من الذكريات على مدار السنوات الماضية، شهدت وعدك وعهدك الذى أبرمته لي قبل دقائق من كتب كتابنا بأن زيجتنا هي زيجة العمر ولا يستطيع بشر أو شئ يجعلك تبتعد أو تتخلى عني!
أقسمت ألا تعرف لكلمة الطلاق طريق فاستنكرت عليّ كيف أفكر فيه وأنا بالنسبة لك حب العمر الذى وجدته.
أنا الآن أشكر الله و أحمده على طلاقي.. ممتنة لله الذي أيقظني من غفلتي وكشف لي المستور، ممتنة لنقضك الوعد و العهد ممتنة لحنثك بميثاق الله الغليظ… راضية جدا بما قسمه الله لي وممتنة لقدره الذي أغدقه علي بكرمه، ولأني مؤمنة جدا بكون من لم يشكر الناس لا يشكر الله فوجب الشكر و الامتنان.
فأقر بكامل تصالحي الداخلي وسلامي الروحي والنفسي والقلبي والعقلي بأني ممتنة وبشدة لك ومديونة لك بسعادتي الحالية، بل ومديونة لأهلك الأعزاء ولزوجتك بل ولكل المقربات منك أيضا، فكل منهم كان له دوره على خروجك من حياتي وبخنوعك وانصياعك التام لهم رسمتوا لي خطوات الفرج والنجاة، ممتنة لوالدتك العزيزة التي أخبرتني برفضها لطلاقنا، التي أخبرتني برغبتها في عودتنا، التي أخبرتني أنك جعلتها كمرسال بيني وبينك وأرسلت معها كلماتك الرقيقة التي تعبر فيها عن حبك لي و تمسكك بي ورغبتك في بدء حياتنا من جديد.
ممتنة لعدم قدرتي على تصديقكم؛ ممتنة لجمودي معكم ممتنة لعدم تجاوبي هذه المرة مع مشاعرك ومشاعر والدتك، ممتنة وبشدة جدا جدا جدا لأحد المقربين من عائلتك الكريمة والذي سعى للوقوف بجانبي وحذرني كثيرا وعمل على حمايتي ووفاني بالكثير من المعلومات التي تجعلني أسجد شكرا لله لبعدك عني.
ممتنة لإحدى المقربات من عائلتك والتي أفطنتني أيضا عما كنت أغفل عنه، ممتنة للمقربات منك فكل منهن تواصلن معي وسردوا لي قصصهن معك فأدركت أن الواقع في أحيان كثيرة يفوق الخيال.
ممتنة لمن انصعت أنت له على الرغم من إنه حلل لنفسه من قبلك ما حرمه عليك، أحبكم جميعا وأذكركم في دعائي وأحدث الله عنكم أشكره وأرجوه أن يجازيكم خيرا بمثل عملكم وأن يجعل لكم مما قدمتوه لي نصيب عاجلا و ليس آجلا، فعندما اجتمعوا من اجتمعوا على كلمة خراب بيتي وقمت أنت بتنفيذها غيابيا بدون علمي سخركم الله دون أن تدروا لإعمار حياتي.
أراد الله أن يبدلني خيرا و أن يريني حكمته وعجائب قدرته فجعلك تختفي كالبرق من حياتي لتمطر سمائي من خيرات الله، كنت المنع الذى سبق العطاء ولأني قدرت النعمة و أيقنت بلن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فلن أسعى لاستردادك بل تركتك وأنفقتك و تصدقت بك على من يحتاجك فزادني الله من نعمه وفتح لي فتحا مبينا ورزقني من حيث لا أعلم و لا أحتسب.
كنت أنت العسر بين يسرين فجاء اليسر وأعطاني ربى فرضيت، كنت الظلام الذي إشتد وسبق النور فمن الله على بنور البصيرة و حسنة الدنيا، وجودك بحياتي السنين السابقة جعلها السنين العجاف التي مهدت لعام الرخاء فأزهرت نفسي وروحي وفاح قلبي بالعطر بعد ذبول دام سنوات، ممتنة لك لأن رحيلك جعلني لله أقرب فكنت أنت المعصية التي سبقت التوبة وكنت ظلم النفس الذي سبق الإقرار بالذنب فنجاني الله من الظلمات.
كنت النار التي أدت للنضج و تحولت بعدها لبردا و سلاما، فكنت الخوف الذي سبق الأمان والطمأنينة، ممتنة لكونك الركود و خروجك من حياتي حرك المياه الراكدة فكنت الفشل الذي سبق النجاح فعندما أخرتني و رجعت بي خطوات للوراء و تركتني دفعتني بقوة دفع مماثلة للأمام، شكرا لأن بدونك لن أستطيع أكون على ما هو أنا عليه الآن، شكرا لأنك كنت الصخب الذى سبق هدوئي و كنت الضعف الذي سبق القوة و كنت الملل الذي سبق الشغف، ممتنة لكونك اللامعني فجعلتنى أبحث عن المعني ووجدته الحمدالله.
ممتنة لله الذي وضعك في طريقي كعثرة ليتغير مساري وأجد الطريق، ممتنة لك لعدم إعطائي حقوقى فجعلتني أكثر صلابة وأكثر فهما، علمتني أنا هناك فرق بين العفو والتسامح وبين التهاون في الحق، ممتنة لكل تنازلاتي لكل تضحياتي ممتنة لكل عطائي المادي والمعنوي والذى قابلته أنت بالمنع والشح فعلمتني أن أستمر وألا أندم فرسخت بداخلي أن اليد العليا خير من اليد السفلي.
ممتنة لكونك المحنة التى أخرجت المنحة، ممتنة لرهاني عليك الخسران، ممتنة لكوني”ت.م”، “ت.م” التى شفيت منك وتعافت فالحمدلله الذى عفاني مما ابتلى به غيري، “ت.م” القادرة على حكي سر ما جرى بمنتهى الأريحية وهي ترتشف قهوة الصباح تستمتع بسلامها النفسي في شرفة منزلها وتسرد تفاصيل ماضيها لتكون عبرة أمل لغيرها .
ممتنة لكونك راهنت على إنكساري فخذلتك عندما تخلصت من طاقة ما مضى السلبية، وعودت لنفسي ولسابق عهدي طاقة إيجابية متجددة لا تفنى ولكن تتحول من صورة إلى صورة أخرى إلى أن وصلت لأبهى صوري الآن بفضل الله و نعمته، ممتنة لأنك كنت جسر نقلني لمرحلة جديدة وأفسحت المجال لأناس جدد أيضا، يحتلون الآن روحي ويملكون قلبي، أناس هم أولى بي و أولى بسعادتي، أنا الآن بدأت من جديد، فالحمدلله الذي بفضله وبعزته ونعمته وجلاله ورحمته تتم الصالحات.
خالص محبتي لك و لعائلتك ولزوجتك و لكل المقربين والمقربات منك، وخالص تمنياتي لكم بأن تنعموا بالراحة والسكينة والسلام”.
تسنيم محمد عادل