أعلن عدد من الباعة الجائلين بمنطقة وسط البلد رفضهم الانتقال إلى جراج الترجمان، كمقر مؤقت حتى يتم تجهيز أرض «وابور التلج»، المخطط تجهيزها كسوق تجارية لهم، مفضلين الاستمرار فى الشارع حتى يتم الانتهاء من إنشاءات السوق الجديدة. برر الباعة رفضهم بأن جراج الترجمان لا يصلح كسوق تجارية، لخلو محيطه من المارة، بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى التى ذكروها وجعلتهم يرفضون الانتقال إلى الترجمان ولو بصفة مؤقتة. وقال مصطفى سعدون، الشاب الثلاثينى،
الذى يفترش رصيف المشاة ببضاعته أمام نقابة المحامين وسط عشرات من الباعة: «الفرشة دى فاتحة بيوت تلات أسر، أنا واتنين من إخواتى، والحمد لله ربنا ساترها معانا، لكن لو انتقلنا الترجمان مش هنقدر نوفر مصاريف أى واحد منا، وليس أسرنا، بسبب قلة المارة الموجودين فى المكان، بالإضافة إلى طبيعة المنطقة التى تخضع لسيطرة بلطجية بولاق أبوالعلا». أضاف الشاب القادم من المنيا: «ذهبنا لاستطلاع المكان الذى أعلن عنه محافظ القاهرة، وحدثت احتكاكات بيننا وبين العشرات من أهالى المنطقة الذين أكدوا أنهم الأوَلى بالمكان، خاصة أن بعضهم يعمل فى تجارة ملابس البالة بوكالة البلح القريبة من الجراج». ويرحب محمد مسعود، دبلوم صناعى، وهو يقف قرب نقابة المحامين، مستظلاً من الشمس خلف ستاند معدنى يعرض عليه بضاعته، بالانتقال إلى أرض «وابور التلج»،
كما أعلنت الحكومة قبل ذلك، لأنها توجد فى منطقة حيوية تشهد تكدساً من المارة لكنه يرفض «الترجمان» لأنها منطقة مهجورة، على حد تعبيره، ولا يوجد بها غير مبانٍ عشوائية يقيم فيها أهالى المنطقة، يقول: «أى بائع يتمنى أن يكون له مكان مخصص يرحمه من مطاردات البلدية، فمشكلات الشارع لا تنتهى». يتفق رمضان عبدالله، الجالس ببضاعته أمام مبنى الشهر العقارى، مع زميله «محمد» فى رفض النقل إلى الترجمان؛
لأنه «لا يثق فى تصريحات ووعود المسئولين بأن الانتقال إلى موقف الترجمان مؤقت، فالمحافظ يقول ذلك، لامتصاص غضب الباعة الجائلين»، لكنه يؤيد النقل إلى أرض وابور التلج. «المول التجارى ده متكلف ملايين على الحكومة، وزى ما أنت شايف بقى خرابة»، بيمينه يشير جمال سعد إلى المبنى المكون من خمسة طوابق، الكائن بجوار جراج الترجمان، وتعلوه لافتة «ميناء القاهرة البرى»، يقول: «المول يوجد به أكثر من 50 محلاً تجارياً، تم إغلاقها بسبب الخسائر التى حققتها، ووقف حركة البيع والشراء فيها، فإزاى هنروح هناك، نعمل إيه؟!».