التحكم في العقل البشري، وزيادة الذكاء، وسعة الذاكرة ظلت لسنوات فكرة تتردد في الأعمال الأدبية، ويتحدث عنها العلماء على استحياء، فلم يمتلك العلم سوى بعض التدريبات التي تعين على تحسين القدرات العقلية.
التكنولوجيا الحديثة وفرت للعلماء آفاقا غير محدودة لتطوير تقنيات جديدة يمكنها زيادة الذكاء البشري، وتوصيل المخ بشبكة الإنترنت، ليتمكن من الاستفادة من المخزون المعلوماتي الهائل على تلك الشبكة في توسيع مدارك وقدرات العقل البشري.
هذا الحلم بدأ في التحقق من خلال مشروع يعمل به باحثون على تطوير رقائق ذات تقنية عالية يمكن زرعها في المخ البشري لتعزيز الذكاء ورفع إمكانياته وقدراته.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، قال الدكتور موران سيرف، عالم الأعصاب في جامعة نورث وسترن، إنه بموجب التطورات التكنولوجية الأخيرة يمكن أن يحدث ذلك خلال السنوات الخمس المقبلة، محذرا من أن الخطوة ربما تخلق أشكالا جديدة من عدم المساواة.
وأوضح أن هذه الرقاقات ستكون متصلة بالإنترنت ويمكنها الذهاب إلى صفحة Wikipedia وعند التفكير في أي شيء أو طرح سؤال عنه، تمنحك الإجابة على الفور.
وتابع أن الجميع يقضي الآن وقتا طويلا في محاولة العثور على طرق لوضع أشياء داخل المخ دون حفر فجوة في الجمجمة. ويعمل سيرف حاليا على تطوير رقاقة من هذه الرقاقات بهدف تحسين الذكاء البشري بدمجه مع التكنولوجيا.
وفي السياق ذاته، اتخذ فريق البحث في البنتاجون الصيف الماضي خطوات في مشروع يهدف إلى سد الفجوة بين البشر والآلات، واختارت وكالة المشاريع البحثية الدفاعية المتقدمة عددا من الفرق في شهر يوليو الماضي لتطوير واجهة عصبية كجزء من برنامجها الجديد N3 بهدف تطوير أنظمة يمكن من خلالها السماح للقوات بإرسال معلومات واستلامها باستخدام الموجات الدماغية، ما يعني أن القوات العسكرية يمكنها في يوم ما أن تتحكم في الطائرات بدون طيار والأنظمة الدفاعية السيبرانية وأي تقنيات أخرى بواسطة عقولهم.
وعلى الرغم من أن ذلك يبدو كالخيال العلمي، فإن الوكالة تسعى إلى تحقيق ذلك بطريقتين.. عن طريق جهاز غير غازي خارج الجسم، أو نظام غير جراحي يمكن بلعه أو حقنه أو توصيله من الأنف.
وفي النهاية يمكن أن يسمح هذا التطوير للشخص بالتخصص والتمكن السريع من المهارات المعقدة التي تستغرق في العادة آلاف الساعات من الممارسة والتطبيق.