توقع الكاتب البريطانى روبرت فيسك أن تشهد تركيا انقلاباَ جديداَ لكنه سيكون ناجحا تلك المرة محملاَ الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مسئولية محاولة الانقلاب عليه من جانب الجيش، مشيرا إلى أن التاريخ يُرجّح وقوع انقلاب آخر فى الأشهر أو السنوات المقبلة.
وقال فيسك فى مقال بصحيفة الإندبندنت البريطانية إن أردوغان تأخر فى إدراك تكلفة تصرفاته فى المنطقة، مؤكداَ ضرورة معالجة بعض القضايا الخطرة بعدما لم يعد بإمكانه الوثوق في جيشه بعد الآن.
وأضاف أنه لم يكن ممكناَ أن يظل الجيش التركى ممتثلا لأردوغان بينما يحوّل الأخير الذى يفترض البعض أنه سيعيد الإمبراطورية العثمانية دول الجوار إلى أعداء ويجعل بلاده مثار سخرية.
وأكد فيسك ، أن السيطرة على الانقلاب العسكرى لا يعنى أنه كان مجرد مسألة لحظية يبقى الجيش بعدها مطيعا لأردوغان، كما لا يمكن اعتبار مقتل 161 شخصا على الأقل واعتقال أكثر من 3 الآف آخرين بمعزل عن انهيار الدول القومية فى الشرق الأوسط لافتا إلى أن محاولة الانقلاب فى تركيا متصلة اتصالا وثيقا بانهيار الحدود ومؤسسات الدولة.
وأوضح أن انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط أصبح مُعدياَ تماماَ كما الفساد، لا سيما بين دكتاتوريها الذين أصبح أردوغان واحداً منهم بعدما غير الدستور لمصلحته الخاصة، وأعاد نزاعه الخبيث مع الأكراد.
كما شبّه قوات الجيش التى ساندت أردوغان ضد الانقلاب وأيدت بقاءه فى السلطة – حتى الآن – بالدول التى سلمت لنفسها لحكام طغاة في أعقاب انهيار، وتفكك الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
ورأى الكاتب البريطاني، أن تركيا اتخذت طريق الدولة الفاشلة حينما بدأت لعب نفس الدور الأمريكي في سوريا عبر إرسال الأسلحة للمعارضة المسلحة، وتعاون أجهزتها الاستخباراتية مع المتمردين الإسلاميين هناك، حيث مُنيت بعدها مدنها بالتفجيرات الكبرى وتسلل الإسلاميين إلى ريفها.
بالإضافة إلى ذلك، تسببت إعادة الصراع المسلح مع الأكراد في مزيد من الدمار وعدم الاستقرار للبلاد، مشيرا إلى أن حجم الدمار الذى تشهده مدينة ديار بكر التركية ذات الأغلبية الكردية يماثل حجم الدمار فى مناطق واسعة من محافظتي حمص وحلب السوريتين.
وأكد فيسك ، أنه لابد من وجود بضعة آلاف من أفراد الجيش التركى يصدقون أن أردوغان يدمر بلده ، مبينا أنه فى حالة نجاح الانقلاب فإن أردوغان لم يكن لينال تأييد الولايات المتحدة والغرب الذى قال إنه يفضل الاستقرار على الحرية والكرامة.
وعلى جانب آخر، نوّه الكاتب إلى أن التساؤل الحقيقي الآن يكمن فى الدرجة التى سيشجع فيها النجاح اللحظى فى صد الانقلاب، الرئيس التركي، على إجراء المزيد من المحاكمات وسجن الصحفيين وإغلاق المزيد من الصحف، وقتل المزيد من الأكراد.