ريا وسكينة تجردتا من مشاعر الإنسانية، عندما أقبلتنا على تكوين عصابة شارك فيها زوجيهما، وعملوا على استدراج النساء، وقتلن لسرقتهن.
فقتلوا 17 إمرأة مرتكبين جريمة إنسانية بشعة تعد من أكثر الجرائم التي اقشعرت لها الأبدان على مر التاريخ المصري.
الهلع والفزع اللذان أثارتهما قضية عصابة ريا وسكينة جعل محاكمتهما تاريخية، حتى أن حضورها كان بتذاكر، في الوقت الذي كان فيه الجمهور العادي يقف مزدحمًا لرؤية المتهمين الذين أقبلوا على قتل النساء، وحفر جثثهن في مكان إقامتهم، حيث يأكلون، ويشربون، ويمارسون حياتهم الطبيعية فوق جثث الموتى!.
آخر ضحايا ريا وسكينة كانت فردوس، والتي غابت يوم 12 نوفمبر، وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر، إذ قالت صاحبة البلاغ السيدة خديجة حرم أحمد علي الموظف بمخازن طنطا، وهي سودانية الجنسية أن ابنتها فردوس اختفت فجأة، وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيهًا وزوج أساور ثمنه 35 جنيهًا، وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات، لتبدأ بعدها خيوط العصابة تتفتح أمام جهات التحقيق، خاصة بعد العثور على جثث نساء في بيوت سبق وأجرتها ريا وسكينة .
حالة ريا وسكينة، وزوجيهما حسب الله، وعبدالعال على الترتيب، عند دخولهم السجن، وقبل تنفيذ حكم الإعدام فيهم ما بين يومي 1921-12-21/22، جاءت في وثائق نشرتها صحيفة الأهرام المصرية، وهي تقارير الطب الشرعي عن المسجونين المنفذ عليهم حكم الإعدام شنقًا، وهي كالتالي:
سكينة علي همام:
-نمرة المسجون بالدفتر العمومي : 4919
-الاسم: سكينة على محمد همام.
-العمر: 20 سنة.
-وزنه عند دخول السجن : 47 كجم.
-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 53 كجم.
-تاريخ دخوله السجن: 17 نوفمبر 1920
-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921
-تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921
-حالته الصحية عند دخول السجن: جرب بالجسم.
-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريئة ورابطة الجأش.
-آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: أنا جدعه وباتشنق محل الجدعان وقتلت 17 وغفلت الحكومة ونطقت بالشهادتين.
-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: أربع دقائق.
ريا علي همام:
-نمرة المسجون بالدفتر العمومي : 5560.
-الاسم: ريا على محمد همام.
-العمر: 35 سنة.
-وزنه عند دخول السجن : 42 كجم.
-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 50.50 كجم.
-تاريخ دخوله السجن: 16 ديسمبر 1920.
-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921.
-تاريخ التنفيذ عليه: 21/12/1921.
-حالته الصحية عند دخول السجن: جيدة.
-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: باهتة لون الوجه وحائرة.
-آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: أودعتك يا بديعة بنتي عند الله ونطقت بالشهادتين.
-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: دقيقتين.
محمد عبدالعال:
-الاسم: محمد عبد العال.
-العمر: 24 سنة.
-وزنه عند دخول السجن : 67 كجم.
-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 74 كجم.
-تاريخ دخوله السجن: 20/12/1920.
-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921.
-تاريخ التنفيذ عليه : 22/12/1921.
-حالته الصحية عند دخول السجن: جيدة
-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريء جدًا ورابط الجأش وبحالته الطبيعية.
-آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: كتف شد حيلك ونطق بالشهادتين.
-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: خمس دقائق.
حسب الله مرعي:
-نمرة المسجون بالدفتر العمومي: 5638
-الاسم: حسب الله سعيد مرعي.
-العمر: 27 سنة.
-وزنه عند دخوله السجن : 70كجم.
-وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه: 72 كجم.
-تاريخ دخوله السجن: 20/12/1920.
-تاريخ الحكم: 16 مايو 1921.
-تاريخ تنفيذ عليه: 21/12/1921.
-حالته الصحية عند دخوله السجن: سحجات مسطحة بالظهر.
حكايات من التراث عالم ورق زى النهاردة سينما صور نادرة
-حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريء جدًا ورابط الجأش.
-آخر عبارة قالها بها قبل التنفيذ عليه: نطق بالشهادتين واقر بأنه صحيح قتل خمسة عشر 15 وليس سبعة عشر 17.
-مدة الزمن التي شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: ثلاث دقائق.
وكانت شاهدة الإثبات التى إنفردت بها النيابة في القضية بديعه بنت ريا التي طلبت الحصول على الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها وزوجها وبالفعل طمأنوها
فاعترفت بأنهم استدرجوا النساء إلى بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن.
وتم حبس المتهمين وتحديد جلسة ثم أصدر الحكم بالإعدام المتهمين وبعد ربع الساعة من الضوضاء التي سادت المحكمة، هدأ روع الناس والمتهمين، وتم اقتياد السفاحين إلى السجون لتنفيذ عقوبة الإعدام في حقهما، لتنطوي هذه الصفحة المزعجة من الحياة المصرية، ويعود الهدوء إلى المدينة الساحلية التي افتقدت سحرها لمدة عامين بدماء الضحايا، وتبدأ الناس في تناقل أحداث هذه القصة من جيل إلى جيل إلى رؤية مختلفة.