هن أيقونات السينما المصرية ونجمات عصرها الذهبى وصانعات تاريخها بالأبيض والأسود وبالألوان، نجمات السينما المصرية الكلاسيكية مررن فى مسيرتهن الفنية الحافلة بالسينما العالمية، كانت زياراتهن عابرة ونادرة، لم تكتمل تجاربهن العالمية كما حدث مع عمر الشريف الذى ما زالت تجربته هى الأهم والأشهر والأكثر فى تنوعها وأهميتها.
لسبب ما ابتعدت النجمات المصريات عن هوليوود قلعة السينما فى العالم واتجهن إلى السينما الأوروبية والآسيوية أكثر، ربما لأن الأفلام الأوروبية والآسيوية كانت مألوفة للمشاهد المصرى قبل أن تغيب تدريجيًّا عن قاعات العرض التى تسيطر عليها السينما الهوليوودية حاليًّا دون منافس أجنبى، وربما تأثرًا بالفتور السياسى بين مصر والولايات المتحدة وقتها. من فوائد الدش، هذا الجهاز الذى يضع بين أصابعك قنوات التليفزيون من كل دول الكرة الأرضية، أنك قد تعثر على عمل أجنبى نادر مجهول به حشد من أبطال وكومبارس السينما المصرية، قد تلتقى بفيلم إيطالى قديم تظهر فيه لبنى عبد العزيز تتحدث بالإيطالية فى أثناء هروبها مع بطل الفيلم من عصابة تطاردهما فى شوارع القاهرة فى الستينيات، وقد تنبهر بفيلم ملوّن من الخمسينيات لسامية جمال فى دور«مرجانة» ترقص وتتحدث الفرنسية.
سامية جمال.. «مرجانة » فى الفيلم الفرنسى «علِى بابا »
شاركت سامية جمال برقصة لمدة دقائق ضمن الفيلم الأمريكى «وادى الملوك» Valley of the Kings ، وكان ذلك أمام نجمى هوليوود روبرت تايلور واليانور باركر بمنطقة وادى الملوك، كان ذلك فى عام ١٩٥٤ ، هذه الرقصة الساحرة أصبحت جزءًا من معالم الفيلم، حيث حرص صُناع الفيلم على وجود لقطات، منها فى التريلر الدعائى للفيلم، وصورة سامية ببدلة الرقص الشرقى أصبحت جزءًا من خلفية أفيش الفيلم.
ورغم ذلك لم تكن هوليوود هى وجهة سامية جمال، بل فرنسا، إذ قامت فى نفس العام بدور البطولة فى الفيلم الفرنسى «علِى بابا والأربعين حرامى» Ali Baba and the Forty Thieves، المأخوذ عن القصة الشهيرة من «ألف ليلة وليلة»، وجسد دور علِى بابا الكوميديان الفرنسى الشهير فرناندل الذى يشبه فى ملامحه إلى حد كبير نجم الكوميديا إسماعيل ياسين.
الفيلم تم تصويره فى استوديوهات باريس، وتم تصوير مشاهده الخارجية فى مدينة تارودان فى جنوب المغرب، حيث اختار المخرج أماكن صحراوية لتصوير مشاهد السوق.
شادية.. مغامرة يابانية على ضفاف النيل
تجربة نادرة وغير مشهورة خاضتها شادية عام ١٩٦١ مع السينما اليابانية، كانت وقتها من أهم نجمات السينما المصرية، نجمة شباك وصاحبة رصيد هائل من الأعمال الفنية الناجحة، وكان آخر أعمالها «الزوجة١٣ »و «اللص والكلاب»، وجاءتها فرصة العمل خارج نطاق السينما المصرية، وذلك فى الفيلم اليابانى المصرى المشترك «على ضفاف النيل»، حيث قامت بدور مطربة بأحد الملاهى بالقاهرة، تلتقى رجل أعمال يابانى شاب تطارده الشرطة الدولية، لاشتباههم فى ضلوعه فى الأعمال الإجرامية كواحد من عصابة دولية، وكان الشاب اليابانى تعرضّ لتبديل حقيبته عن طريق الخطأ مع رجل عصابات دولى فى مطار بيروت، شادية تجسد فى الفيلم شخصية «ليلى» المطربة الاستعراضية بأحد الملاهى الليلية المصرية، وتشترك مع شقيقها فى تنظيم وطنى سرى، وتساعد ليلى الشاب اليابانى فى فك شفرة الطلسم الذى وجده فى حقيبته.
الفيلم تم تصويره جزء من مشاهده الخارجية فى مصر على شاطئ النيل، وفى منطقة الأهرامات، وفى الشوارع المحيطة بكوبرى الجامعة، أما المناظر الداخلية فتم تصويرها فى واحد من أكبر استوديوهات اليابان، وهو استوديو مملوك لشركة «نيكاتسو» اليابانية، وقد سافرت شادية إلى اليابان، حيث قضت ما يقرب من ثلاثة أسابيع للتصوير، وشارك شادية فى بطولة الفيلم من النجوم المصريين كمال الشناوى ومحمود المليجى وصلاح نظمى وحسن يوسف والطفل وجدى العربى، ومن اليابان يوجيرو إيشبهارا وإيزومى إيشاكاوا ويوجى أوداكا، وأخرج الفيلم اليابانى كوناكاهيرا عن قصة نوبوو ياوا، وحوار محمد أبو يوسف، وإنتاج حلمى رفلة، وقد عُرض الفيلم فى يناير عام ١٩٦٣ .
سميرة أحمد.. ثورة المصريين ضد الاحتلال الرومانى
فى فترة ركود السينما المصرية بعد هزيمة ١٩٦٧ ، توجهت سميرة أحمد إلى بيروت وقامت بالمشاركة فى بعض الأعمال الفنية اللبنانية والتركية، وقبل هذا بسنوات وتحديدًا عام١٩٦٣ شاركت فى بطولة الفيلم الإيطالى التاريخى «ابن كليوباترا» Son of Cleopatra الذى أخرجه وشارك فى كتابة السيناريو فرناندو بالدى، وهو إنتاج مصرى إيطالى مشترك وقام ببطولته مارك دامون، وشارك فيه من نجوم مصر: يحيى شاهين وشكرى سرحان وحسن يوسف وليلى فوزى، وجسدت سميرة أحمد فى الفيلم شخصية ميرو، ويتناول الفيلم قصة فساد الحاكم الرومانى بترونيوس الذى يُشعل ثورة المصريين ضده بقيادة شاب يدعى «الكبير» يقوم بدوره مارك دامون ويكتشف هذا الشاب لاحقًا أنه ابن الملكة كليوباترا وأنطونيو.
فاتن حمامة.. تمصير هوليوودى لمارلين مونرو
رغم أنها تجربة عابرة فى حياة واحدة من أهم نجمات العصر الذهبى للسينما المصرية، فإن فيلم فاتن حمامة الأمريكى «القاهرة» Cairo، من إخراج وولف ريلا، من الأعمال التى تعرضها شبكة قنوات الكيبل للأفلام الكلاسيكية TCM بصورة دورية، الفيلم جسدت فيه فاتن حمامة شخصية «أمينة » وهى حبيبة شخص يدعى «علِى» يجسد شخصيته الممثل ريتشارد جونسون، الفيلم تمثل فيه فاتن حمامة بإنجليزية سليمة ودون دوبلاج، ويشارك بأدوار صغيرة فى الفيلم عدد كبير من الممثلين المصريين، منهم أحمد مظهر وصلاح منصور ويوسف شعبان، بالإضافة إلى كمال الشناوى وصلاح نظمى وشويكار
ولفاتن حمامة تجربة أخرى فى فيلم مغامرات بوليسية إنجليزى بعنوان «ظل الخيانة» Shadow of Treason عام١٩٦٤ ، وهو فيلم مغامرات وجاسوسية يتناول بعض الأحداث الحقيقية التى تناولت صراع يدور بين المخابرات البريطانية والمخابرات التشيكوسلوفاكية على خلفية فضيحة تجسس يتورطّ فيها بعض أفراد السفارة الإنجليزية.
لبنى عبد العزيز .. مغامرات مضيفة طيران وجاسوس إيطالى
رغم أنها ظهرت فى عدد من المشاهد المحدودة فى الفيلم الكوميدى الإيطالى «تزلج متعرج» Slalom ، فإن مساحة دور الفنانة لبنى عبد العزيز تتساوى تقريبًا مع بطلتى الفيلم الإيطاليتين دتنييلا بيانشى وببا لونكار، الفيلم الذى تم إنتاجه عام١٩٦٥ بطولة الممثل والمخرج فيتوريو جاسمان وتدور أغلب أحداث الفيلم فى القاهرة، حيث يجد الزوج الشاب لوتشيو رودلفى نفسه متورطًا فى مغامرة مع فتاة فى أثناء رحلة تزلج فى إيطاليا، الفتاة تعمل جاسوسة ويجد لوتشيو نفسه بصحبتها على طائرة متوجهة إلى القاهرة بجواز سفر وهوية مزيفَين، ويجد نفسه مطاردًا فى القاهرة من أشخاص لا يعرفهم ولأسباب يجهلها تمامًا، وتساعده مضيفة الطيران المصرية «فرحة» التى تجسد دورها لبنى عبد العزيز فى الاختباء من مطارديه، ومن الأشياء اللطيفة بالفيلم المشاهد الخارجية التى تصوّر القاهرة فى الستينيات، وموسيقى الفيلم التصويرية من الأعمال المبكرة للموسيقار الإيطالى الشهير إنيو موريكونى الذى اشتهر بتأليف عدد كبير من موسيقى أفلام الويسترن.
ورغم إقامتها فى الولايات المتحدة نحو ٣٠ عامًا بعد هجرتها فى نهاية الستينيات، فإنها لم تشارك فنيًّا فى أعمال أمريكية، وباستثناء التجربة الإيطالية لم تشارك فى عمل أجنبى آخر باستثناء مشاركتها فى إحدى حلقات المسلسل الإنجليزى «العميل العاطفى»The Sentimental Agent وهو من مسلسلات الجريمة.