زيد بن حارثة الصحابى الشهير ومولى النبى وكان قد تبناه فكان يُدعى بزيد بن محمد .
هو زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى رضى الله عنه .. مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وجاء ذكر اسمه فى القرآن الكريم تكريماً له .
مولده ووفاته :
ولد عام 35 ق.هـ وتوفى فى العام 8 هـ ودفن فى مؤتة بالأردن
قصة التبنى الشهيرة :
تبدأ قصة زيد بن حارثة حين كان بصحبة أمه فى زيارة لأهلها فخطف وبيع فى سوق عكاظ وكان غلاماً صغيراً واشتراه حكيم بن حزام لعمته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فلما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبته له .
وتمضى الأيام وفى موسم الحج رآه بعض أقاربه فتعرفوا عليه وعادوا إلى ديارهم فأخبروا أباه الذى أسرع ليفتدى ابنه ويحرره وكان زيد يحظى عند النبى صلى الله عليه وسلم بمكانة عظيمة لدرجة أنه كان يقال عنه : “زيد بن محمد”.
ولما جاء أباه وعمه إلى النبى وطالبوا به فقال له النبى : ” إخترني أو اخترهما ” فقال زيد : ” ما أنا بالذى أختار عليك أحداً ، أنت منى مكان الأب والعم ” فقالا له : ” ويحك !! أتختار العبودية على الحرية ، وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك ؟ ” فقال لهما : ” ما أنا بالذى أختار عليه أحداً وإنى يا أبى رأيت من ذلك الرجل الشىء الحسن فما أنا بمفارقه “.
فحينها فرح الرسول ووقف على صخرة أمام الكعبة وقال: ” يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابنى يرثني وأرثه “. فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما وانصرفا ومنذ ذلك الحين دعى بزيد بن محمد، حتى جاء الإسلام فنزلت الآية الكريمة : ” ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ” فدعى منذئذ زيد بن حارثة، ونُسب بعد ذلك كل من تبناه رجل من قريش إلى أبيه.
مكانته عند الرسول :
يذكر لنا التاريخ أن النبي عندما رحل إلى الطائف، كان برفقته زيد بن حارثة، وفي الطائف ضيق أهلها على النبي، ورموه بالحجارة، وأدموا رجلاه الشريفتان، وكان زيد يقيه بنفسه حتى جرح في رأسه.
شهد زيد مواقع بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر، وكان من الرماة المعروفين كما أرسله رسول الله في سرية إلى مكان يُسمى (الفَردة)، وهي أول سرية خرج فيها زيد أميراً. ثم أرسله في سرايا أخرى، كانت الأولى إلى (الجَموم)، والثانية إلى (العيص)، والثالثة إلى (الطَّرَف)، والرابعة إلى (حشِمي)، والخامسة إلى (الفضافض)، وغيرهم من السرايا.
حكاية زواجه وطلاقه من زينب بنت جحش :
زوَّج النبى زيد من زينب بنت جحش، فطلقها زيد، وتزوجها النبى وكان الزواج لضرورة اقتضاها التشريع، حيث أنه كان قد تبنى زوجها زيد، وكان العرب يعتقدون أن آثار التبني هو نفس آثار البنوة الحقيقية، فيحل له، ويحرم عليه، ويرث، ويعامل كالابن الحقيقى تماماً من دون فرق فأمر الله نبيه بالزواج من زوجة ابنه بالتبنى لقلع هذا المفهوم الخاطئ من أذهانهم وقد أشار القرآن الكريم إلى علة التزويج في الآية 37 من سورة الأحزاب .
قال الله سبحانه وتعالى ” وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ” .
استشهاده :
استشهد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة، في السنة الثامنة للهجرة ولما بلغ رسول الله خبر استشهاد زيد بن حارثة، مع جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، قام وذكر شأنهم فبدأ بزيد فقال: ” اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد “. وقال له أصحابه: ” يارسول الله مارأيناك تبكى شهيدا مثله ” فقال: ” هو فراق الحبيب لحبيبه “.