كتب: محمد علي حسن
” إذا كان السلام يولد من رحم الحرب، فإن السلام في الشرق الأوسط يصبح أمراً بعيد المنال؛ لأن الحرب في الشرق الأوسط تكاد تكون واقعاً معاشاً، وبدونه لا يمكن تخيل المنطقة، فالحرب في الشرق الأوسط هي القاعدة، والسلام استثناء!”.
هكذا بدأ الكاتب والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد عبد اللطيف حماد، كتابه المهم الصادر حديثاً عن مركز النيل للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية، الذي جاء تحت عنوان ” سلام الخيارات الصعبة .. رؤية إسرائيلية لاستحالة التسوية مع العرب “، والموجود بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال45.
يقول الدكتور أحمد حماد أن الكتاب عبارة عن ترجمة من اللغة العبرية لبحث متفرد ورائد، يناقش ويدرس موانع تسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من وجهة نظر إسرائيلية، وهي رؤية مقصورة على الصراع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، دون مناقشة عامة للصراع العربي ـ الإسرائيلي، بدعوى أن بقاء إسرائيل بات أمراً حتمياً للمجتمع الدولي، ودون مناقشة، وبالتالي فإن الكتابات الإسرائيلية تركز جل جهودها في حل الصراع في الأراضي الفلسطينية فحسب. فيؤكد الدكتور حماد أن الكتاب يركز على موانع السلام الهيكلية والاستراتيجية والسياسية والنفسية والتاريخية والثقافية والدينية التي تحول أو تصعب على الأطراف وضع حد لها.
يشير الكاتب والمترجم الدكتور حماد إلى أن الكتاب يناقش موانع التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين الممثلة في جذور الصراع العميقة، وفي هوية الأطراف والقيم ومنظومات الاعتقادات والرواية التاريخية وذاكرتهم الجمعية. ليذكر أن الكتاب الإسرائيلي متفرد من نوعه في محاولته اقتراح وسائل للتعاون مع الموانع التي تحول دون تسوية الصراع، وهذا بهدف التوصل إلى تسويته.
و يحتوي الكتاب على 13 فصلاً، عبر ثلاثة أجزاء رئيسية، يتناول الأول منها الموانع النفسية والاجتماعية، ويتضمن أربعة فصول، ويناقش الجزء الثاني الموانع النابعة من الروايات والثقافة والدين والوقت وموانع سياسية وقانونية، ويضم ثلاثة فصول. فيما يحتوي الجزء الثالث على ستة فصول، ويتحدث عن الموانع السوسيو ـ نفسية الرئيسية التي تعوق التقدم في المجتمع الإسرائيلي نحو حل ممكن للصراع بالطرق السلمية، ومنها الاعتقادات والأيديولوجيات المؤيدة للصراع.
يذكر أن اختيار العنوان الرئيسي للكتاب، ” سلام الخيارات الصعبة “، يختلف كلياً ـ بحسب ما قاله الدكتور حماد ـ عن عنوان آخر، مثل ” الخيارات الصعبة للسلام “، بدعوى أن العنوان الأخير يشير إلى إمكانية تحقيق السلام، وإن كانت خيارات صعبة، ولكن العنوان الأول للكتاب يعني استحالة تحقيق سلام بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي.
يشدد الكاتب على ضرورة توجيه ما يتضمنه الكتاب من موانع لتسوية الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلية إلى الزعماء المعنيين بسلام حقيقي مع إسرائيل، حتى يضعوا في اعتبارهم هذه الموانع والتعامل معها بصورة مختلفة وجديدة، ليؤكد مجدداً أن الكتاب يتوجه بشكل أساسي إلى صناَّع القرار في العالم العربي، والكُتاب والباحثين والصحفيين المهتمين بالشؤون الإسرائيلية، باعتبارها رؤية إسرائيلية جديدة متباينة عن سابقتها من الرؤى.
تجدر الإشارة إلى أن الكتاب ” سلام الخيارات الصعبة .. رؤية إسرائيلية لاستحالة التسوية مع العرب “، صادر عن مركز النيل للدراسات الاستراتيجية والاقتصادية بالقاهرة، بالاشتراك مع مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية ببيروت، وهو للكاتب والمترجم عن اللغة العبرية الدكتور أحمد عبد اللطيف حماد، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، وأستاذ اللغة العبرية بكلية الآداب، جامعة عين شمس.