كتبت: زينب أبو شنب
“مس كوري الشرق “فتاة مصرية ظهرت علي الساحه العالمية فى أربعينيات القرن الماضي ،عند تأسيسها هيئة الطاقة الذرية بعد ثلاثة أشهر فقط من إعلان قيام دولة إسرائيلية .
إنها سميرة موسي …..ولدت “سميرة” بمحافظة الغربية لأبوين مصريين عام 1917 تعلمت القراءة والكتابة وكانت شغوفة بقراءة الصحف حيث كان منزل والدها ملتقي لأهل القرية لمناقشة كافة الأمور الإجتماعية والسياسية ،إنتقلت مع والدها للقاهرة لتلتحق بمدرسة قصر الشوق الإبتدائية ومنها للمدرسة الثانوية”بنات الأشراف “التي أسستها “نبوية موسي”
ظهر نبوغها منذ الصغر حيث كانت الأولي علي شهادة التوجيهية عام1935
ودفع تفوقها ناظرة المدرسة “نبوية موسي” إلي تجهيز معمل خاص لسميرة بعدما عرفت أنها تنوي الإنتقال لمدرسة حكومية لتوافر المعامل بها،كما قامت سميرة أثناء دراستها في المرحلة الثانوية بإعادة صياغة كتاب الجبرالحكومي في السنة الأولي الثانوية وطبعت نسخ لجميع زميلاتها في الصف علي نفقة أبيها الخاصة .
تأثرت سميرة بأستاذها مصطفي مشرفة أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم التي إلتحقت بها سميرة وكان تأثرها به علي المستوي الشخصي وليس من الناحية العلمية فقط، وكانت سميرة الأولي علي دفعتها وأصر“مشرفة “على تعيينها بشدة رغم اعتراض الأساتذه الإنجليز ثم حصلت بعد ذلك علي شهادة الماجستير في موضوع “التوصيل الحرارى للغازات” وبعدها سافرت في بعثة إلي بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي وحصلت علي دكتوراه في “الأشعه السينية و تأثيرها علي المواد المختلفه”،توصلت من خلال أبحاثها إلي معادلة هامة تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع لكن ذلك لم يجد قبولًا في العالم الغربي آنذاك كما لم تدون الكتب العلمية الأبحاث التي توصلت إليها “موسي”،لفت انتباهها حلم إسرائيل في السيطرة وامتلاك أسلحة الدمار الشامل وسعيها الدؤوب للإنفراد بالتسلح النووى في المنطقة بالإضافة للخراب الذي سببته تجارب القنبلة الذرية من تدميرفي هيروشيما وناجازاكى1945،فرغبت في انتشار السلام وكانت علي اقتناع تام إن أي دولة تتبني فكرة السلام لا بد وأن تتحدث من موقف قوة فلابد من زيادة التسليح النووى بمصر والوطن العربى لتحقيق السلام،فحرصت علي إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة نظمت مؤتمر الذرة من أجل السلام الذي استضافته كلية العلوم وشارك فيه عدد كبير من علماء العالم،مقولتها الشهيرة”أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين”حيث كانت تأمل أن تسخر الذرة لخيرالإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي ، كما كانت عضوا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة علي رأسها “لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية،للسمراء المصرية إسهامات في المجالات الإنسانية والإجتماعية حيث انضمت إلي ثورة الطلاب في 1932 والتي قامت احتجاجًا علي تصريحات اللورد البريطاني “صمويل “، شاركت في مشروع القرش لإقامة مصنع محلي للطرابيش وكان “مشرفة” مشرفًا علي هذا المشروع، في جمعية الطلبة للثقافة العامة والتي هدفت إلي محو الأمية في الريف المصري و جماعة النهضة الاجتماعية والتي هدفت إلي تجميع التبرعات؛ لمساعدة الأسر الفقيرة كما أنضمت أيضًا إلي جماعة إنقاذ الطفولة المشردة، وإنقاذ الأسر الفقيرة،لها عدة مؤلفات لها من بينها مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية وأثرها وطرق الوقاية منها شرحت فيها ماهي الذرة من حيث تاريخها وبنائها، وتحدثت عن التجارب النووية وآثارها المدمرة وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي ومقالة عن الخوارزمي ودوره في إنشاء علوم الجبر،سافرت”سميرة” لبريطانيا ومنها للولايات المتحدة الأمريكية لتدرس بجامعة أوكردج ،واستجابت لدعوة للسفر للولايات المتحدة الأمريكية عام 1952لإجراء بحوث في معامل جامعة “سان لويس “بولاية ميسوري كما تلقت عروضًا للبقاء هناك ،لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا ،وهناك انتهت حياتها في حادث سيارة مدبر في 15 أغسطس 1952 إكتنفه غموض كبيرلم يتم الكشف عنه حتى يومنا هذا، وقال محللين أن المخابرات الإسرائيلية هي التي اغتالتها، جزاًء لمحاولتها نقل العلم النووي إلي مصر والوطن العربي آنذاك.
وكان لسميرة مقولة شهيرة عندما يعرض عليها البقاء في الولايات المتحدة الأمريكيةفكانت ترد ” ينتظرني وطن غال يسمى مصر”