مدينة سيوة.. واحة فى الصحراء الغربية المصرية، وتبعد نحو ٣٠٤ كيلومترات عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربى من مدينة مرسى مطروح، وتبعد عن الحدود الليبية بنحو ١٠٠ كيلومتر، وتتبعها إداريًّا وتقع بها منطقة شالى القديمة التى بها قلعة أثرية ومعبد فرعونى، كما تُعد إحدى المحميات الطبيعية فى مصر، ويتبعها عدد من القرى أهمها مشندت والمراقى وأغورمى، وقد زارها الإسكندر المقدونى عام ٣٣١ قبل الميلاد، وزار معبد التنبؤات بمعبد آمون، ومنحه الكهنة المصريون لقب ابن آمون ويعود أصل سكانها إلى قبائل الأمازيغ التى تقطن الجزء الأوسط من الصحراء الكبرى بجنوب الجزائر وليبيا، ويعتمد سكانها الذين يبلغ عددهم ٣٠ ألف نسمة ويعملون فى الزراعة بأشجار النخيل والزيتون وجزء يعمل بالسياحة والتجارة وسياحة السفارى والعلاجية على وجه الخصوص.
وتعد واحة سيوة نقطة حدودية مهمة بالنسبة إلى الوضع الأمنى المصرى، إذ تقع بالقرب من الحدود المصرية-الليبية قبالة واحتَى الجغبوب والكفرة، وتعد سيوة أحد القطاعات الثلاثة فى الحدود الغربية مع ليبيا، إذ يبدأ هذا النطاق من الكيلو ٦٥ شمال مدينة سيوة وحتى حدودها الإدارية الجنوبية مع محافظة الوادى الجديد.
ممر الهجرات غير الشرعية
وتعتبر سيوة ثانية المناطق الحدودية بمحافظة مطروح بعد السلوم، إذ تشهد سيوة هجرات غير شرعية وعمليات تهريب أسلحة وسجائر مسرطنة والخمور، وفى بعض الأحيان لتهريب الحيوانات النادرة، مثل السلاحف البرية. ويسلك المهربون والمتسللون الدروب والمدقات المنتشرة غربى سيوة، مرورًا بقرية بهى الدين التى تبعد عن سيوة المدينة نحو ٣٠ كيلومترًا غربًا، ويتمكَّن المهربون والمتسللون من اجتياز هذه القرية بواسطة أدلاّء وسماسرة ينقلونهم من القرية إلى خارج حدودها الصحراوية، ومنها إلى المسالك ببحر الرمال والكثبان الرملية، حتى دخول الأراضى الليبية والتى تبعد عن سيوة بأقل من ١٠٠ كيلومتر ناحية الغرب.
هذا القطاع الاستراتيجى على الحدود مع ليبيا، تقوم قوة من عناصر حرس الحدود بتأمينه وتشديد الرقابة الأمنية على مداخل ومخارج المدينة عامة وبهى الدين خاصة، كما توجد نقاط تتبع حرس الحدود على الطريق من مرسى مطروح وسيوة بطول ٣٠٠ كيلومتر، ويوجد به نحو ٣ نقاط، وقد تمكَّن كمين بير النص من القبض على القيادى الإخوانى صفوت حجازى، وغيره من العناصر الإخوانية الخطرة التى كانت فى طريقها إلى سيوة لتسلل الحدود مع ليبيا وهروبها من الأحكام القضائية الصادرة بشأنها فى وقائع تعذيب ضابط رابعة العدوية، كما أحبطت هذه القوات كثيرًا من موجات الهجرات غير الشرعية عبر قرية بهى الدين القريبة من الحدود الليبية.
خلال الأشهر القلية الماضية قامت مجموعة من المهربين بإشعال النيران فى زراعات النخيل والزيتون الخاصة بأهالى بهى الدين وقرية مشندت، لاعتراضهم على مرورهم عبر أراضيهم واستخدامها فى تهريب الأسلحة والبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية، وتسهيل مرور المهاجرين غير الشرعيين من أبناء محافظات الصعيد وتوصيلهم إلى الجانب الليبى.
وقد انحسرت عمليات تهريب السلاح وتحول المهربين إلى تهريب السجائر الأجنبية المسرطنة مجهولة المصدر، كما قلتَّ أيضًا حركة المتسللين من المهاجرين غير الشرعيين من وإلى ليبيا، بسبب التشديدات الأمنية على طريق مطروح-سيوة الصحراوى.