وجدت شادية نفسها مشدودة الى هذا العالم الساحر، وليلة بعد ليلة كانت تسهر في ضيافة الكاتب الكبير مصطفى أمين ومع صفوة المجتمع، جلسات كان يحضرها عادة الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وزوجته نهلة القدسي أحيانا، وعبدالحليم حافظ وكمال الطويل، وكامل الشناوي، وأحمد رجب، وموسى صبري، وجليل البنداري، وأنيس منصور، وكمال الملاخ….أخذت شادية التي كانت صغيرة جدا وسط كثير من هؤلاء العمالقة، تراقب كيف يتصرف هؤلاء الكبار، وكيف يسرع عبدالوهاب أحيانا الى ورقة وقلم ليكتب حروفا لم تفهم معناها، عرفت فيما بعد انها نوتة موسيقية لجملة لحنية عنت على خاطره في ذلك الوقت.
وكانت شادية تشعر بنوع من التميز عندما تقرأ في اليوم التالي في الصحف كلاما وأخبارا سمعتها في الليلة السابقة، وذلك بفضل معرفتها بهؤلاء الكبار، الذين تصنع الأخبار بين أيديهم
لكن التصاق شادية الشديد بهذا العالم لفت الأنظار، ونسجت قصص كثيرة حولها، وتولدت شائعات عدة، منها شائعة، أو مزحة زواجها من الصحافي الكبير أحمد رجب،التي تكلمنا عنها …لكن علاقة الصداقة التي نشأت بين شادية والصحافي الكبير مصطفى أمين فتحت الباب للكثير من التأويلات، فهناك من قال انها صداقة، ومن قال انها علاقة غرامية.
زواج ام صداقة
لقد عملت ماكينة الشائعات بقوة لتنتج أخبارا تنشرها الصحف حول نوع العلاقة بين شادية ومصطفى أمين، وأطلق بعض الصحافيين العنان لخيالهم، ونسجوا قصصا حول علاقة الزواج بين مصطفى أمين وشادية
الأغرب من ذلك ان مصطفى أمين تلقى يوما دعوة حكومية لحضور حفل كان يحضره الرئيس جمال عبدالناصر، وكانت الدعوة موجهة للكاتب مصطفى أمين و«حرمه»،وأصيب مصطفى أمين بالدهشة، لأنه لم يكن متزوجا في ذلك الوقت، ما دفعه الى الاتصال بالرئيس جمال عبدالناصر ليخبره بأنه غير متزوج، وتكشف بعد ذلك ان المخابرات العامة هي التي أرادت ان تسيء الى الكاتب الكبير وقد أكد بعض الذين عاصروا شادية وكانوا قريبين جدا منها ان هذا الزواج كان أحد النقاط التي تناولتها التحقيقات التي أجريت مع مصطفى أمين في قضية التخابر مع أميركا التي اتهم فيها وقال هؤلاء ان الأحاديث كانت تدور في ذلك الوقت حول زواج عرفي بين الصحافي الكبير والنجمة الصاعدة، بل ان البعض لم يستبعد حدوث الزواج بالفعل، ولكن الواقع ان شادية لم تنف ولم تؤكد هذا الأمر، في شكل قاطع، وهو ما فعله أيضا الكاتب الكبير الراحل مصطفى أمين الذي لم يشأ أن يدخل في معارك يظهر فيها في موقف الدفاع عن النفس بل إنه لم يحدث يوما ان قالت شادية انها تزوجت مصطفى أمين الذي تعترف له بفضل كبير في توجيهها ووضعها على بداية طريق سينمائي وفني أدخلها مرحلة النضج الفني بعد سلسلة من الأفلام والأغاني الخفيفة.
وحينما سئلت شادية يوما عن هذا الموضوع قالت: إن الكاتب الكبير مصطفى أمين علمني كيف أفكر بعقلي قبل قلبي، وكان يعطيني الحنان بلا حساب، ويدفعني للبحث عن الأدوار الجيدة، وهو الذي طالبني بالابتعاد عن الأدوار الخفيفة التافهة، وقد اقنعني بأن أعود الى الغناء، والذي كنت تركته لفترة، وكان يساعدني على انتقاء الأغنية الجيدة، ومع ذلك فقد قالت الشائعات ان زواجي منه أبعدني عن الحياة الفنية، والحقيقة ان صداقتي مع هذا الكاتب الكبير كانت من أجمل فترات حياتي، فترة عاقلة ورائعة، وجدت نفسي فيها
هكذا رسمت شادية صورة العلاقة بينها وبين الكاتب الكبير مصطفى أمين، وقالت
انني أدين للأستاذ مصطفى أمين بالكثير، إنه صاحب الفضل في النضج العقلي الذي يظهر في تصرفاتي وعملي وأفلامي، وفي علاقاتي بالناس من حولي، لقد جعلني أحب الحياة بعد أن كرهتها…وعندما سألوا الفنان كمال الشناوي حول حقيقة زواج شادية من مصطفى أمين، قال انه لا يعلم شيئا عن هذا الموضوع، وليست لديه فكرة عنه وقال «لا أحب أن أتكلم في شيء كهذا,. وهكذا أيضا ترك كمال الشناوي الذي بدأ مشواره الفني مع شادية وكون معها أبرز ثنائي سينمائي حتى الآن، وقدم معها ثلاثين فيلما توزعت على مراحلها المختلفة، ترك الباب مفتوحا، لم يؤكد أو ينف، مثلما فعلت شادية، … تزال قصة شادية ومصطفى أمين أحد الأسرار المجهولة في حياة دلوعة الشاشة، التي سنجدها بداية من العام 1959 تتجه اتجاها فنيا آخر وتنتقل الى مرحلة النضج الفني الذي بدأته مع فيلم «المرأة المجهولة»، الذي شاركها بطولته أيضا كمال الشناوي
بعد طلاقها من المهندس الاذاعي عزيز فتحي، تفرغت شادية لممارسة حياتها بالشكل الذي صنع منها خلال ما يقرب من تسع سنوات نجمة ذات مذاق خاص،
فقد حققت خلال هذه السنوات نقلة ظاهرة بين أفلام الدلع والخفة الى الافلام التي ظهرت في معظمها ممثلة فقط، ونادراً ما كانت تقدم الأغنيات في أفلامها في هذه الفترة، بحيث يمكن اعتبار هذه مرحلة يمكن أن يطلق عليها مرحلة «شادية الممثلة»، وقدمت فيها 21 فيلماً أظهرت فيها قدراتها كممثلة ناضجة
وكان للصحافي الكبير مصطفى أمين دور بارز لعبه من وراء الستار في توجيه شادية الى اختيار ما يناسب هذه المرحلة، وجعلها تبتعد عن أفلام الدلع والأفلام الخفيفة لتقديم الأفلام الدرامية والاجتماعية، ولم يخل الأمر من أفلام كوميدية أيضاً، لكنها قدمتها بنضج أيضاً كما في «مراتي مدير عام» و«الزوجة 13» وغيرهما, وهو أيضاً الذي وجهها الى عدم اغفال جانب المطربة فيها، فعادت في بعض هذه الأفلام الى تقديم بعض الأغاني الخفيفة.
وخلال هذه الفترة كانت شادية تظهر منفردة في المجتمعات التي ترتادها، خاصة المجتمع الصحافي الذي أدخلها اليه مصطفى أمين، حتى الذين كتبوا انها تزوجت مصطفى أمين لم يتمكنوا من تقديم الدليل على أن هذه الزيجة تمت بالفعل،
كما أن معظم الذين عاصروا هذه الفترة لا يحب الخوض في هذا الأمر حرصاً على العلاقة القوية مع شادية التي تتمتع بشخصية آسرة كسبت احترام الجميع وحبهم، واحتراماً أيضاً لوضعها الجديد الذي ابتعدت فيه عن الفن وتفرغت تماماً للعبادة، ولشؤونها الخاصة
مع صلاح ذو الفقار
وإذا كانت شادية كونت في فترة الخمسينيات أروع وأجمل ثنائي عرفته السينما العربية والمصرية حتى يومنا هذا مع الفنان كمال الشناوي، فإنها في فترة الستينيات كونت ثنائياً آخر، كان أقل تأثيراً لدى الجمهور، لكنه أيضاً حقق النجاح، كان هذا الثنائي مع صلاح ذو الفقار الوافد على الفن من جهاز الشرطة المصرية،
وهذه المرة، وخلافاً لما حدث مع كمال الشناوي، تحول التمثيل الى حقيقة وتزوجت شادية من صلاح ذو الفقار
كان أول لقاء جمع بين شادية وصلاح ذو الفقار هو فيلم «عيون سهرانة» العام 1957 أثناء زواجها من عماد حمدي، وربما يكون عماد حمدي لمح خلال هذا الفيلم بحاسة الزوج ما يقلقه ويوتر علاقته مع شادية، لا سيما وأنه كان شديد الغيرة، خاصة في الأيام الأخيرة من حياتهما الزوجية التي انتهت في مايو من العام نفسه.
لكن الثابت أن علاقة الحب بين شادية وصلاح ذو الفقار لم تشتهر ولم تعرف للناس إلا عندما قدما معاً فيلم «أغلى من حياتي» العام 1965، وهو الفيلم الذي شهد اللقاء الثاني بينهما ، وأخذت قصته عن قصة فيلم «الشارع الخلفي» لجون جافن وسوزان هيوارد، وهو فيلم شديد الرومانسية يروي قصة شاب وفتاة تحول الظروف دون زواجهما، ويسير كل منهما في طريقه الى أن يتزوج المهندس الشاب ويشتهر في مجاله وتصبح له أسرة وأبناء، وبعد سنين طويلة يلتقي بفتاته الأولى التي لم تتزوج غيره رغم طول السنين، ولم يكن حبها مات في قلبه أيضاً، فيتزوجها سراً، ويسكنها الشارع الخلفي، ويدوم الحال سنين طويلة، ولا يكشف السر إلا ابنه الأكبر لحظة وفاة أبيه.
وقد صورت المشاهد الخارجية للفيلم في مدينة مرسى مطروح، على شاطئ البحر وتحت الأشجار في جزيرة النباتات حيث البحر والخضرة والزهور والجو الساحر الخلاب ما شجع، على أن تتحول مشاهد الغرام الملتهبة بين بطلي الفيلم الى حقيقة،
وفعلاً كان صلاح ذو الفقار في الحياة هو ذلك الأب الذي وقع في حب جديد لم يجد له علاجاً سوى الزواج، والحقيقة أن شادية تزوجت صلاح ذو الفقار مرتين لا مرة واحدة، ففي نوفمبر 1967، وبعد قصة حب دامت شهوراً بعد فيلم «أغلى من حياتي»تزوجا وعاشا حياة سعيدة جداً، لكن شادية شعرت مرة أخرى بالحنين للانجاب، وحملت بالفعل للمرة الثالثة، ومكثت في البيت قرابة الخمسة أشهر لا تتحرك حتى يثبت حملها، لكن القدر كان قال كلمته، وفقدت الجنين، وأثر هذا بشكل سيء على نفسيتها، وبالتالي على حياتها الزوجية فوقع الطلاق بينهما بعد أقل من عام في أغسطس 1969
وكان هذا الحلم، حلم الانجاب، هو أحد الأسباب التي أرقت حياة شادية، وحراتها من أن تهنأ بالسعادة، وكانت دائماً نقطة خلاف ينها وبين أزواجها،
فحينما تزوجت من عماد حمدي، كان الاتفاق بينهما على تأخير الانجاب أعواماً عدة، لكن رغبتها الجارفة في تحقيق هذا الحلم دفعتها الى مخالفة الاتفاق، وحملت بالفعل، وعاندها القدر أيضاً، فقد أكد لها الأطباء خطورة الحمل على صحتها، وأن جسمها الضعيف النحيل لا يقوى على احتمال الانجاب، لكنها تمسكت بالانجاب
وكان ذلك سبباً آخر للخلاف مع عماد حمدي، والطلاق فيما بعدوفي زيجتها الثانية من المهندس عزيز فتحي حملت شادية، وسقط جنينها أيضاً، ما دفعهما لتكذيب نبأ الحمل الذي كانت الصحف نشرته يوم 16 أكتوبر العام 1958
ثم كان الحمل الثالث من صلاح ذو الفقار، وفقدت الجنين أيضاً في شهره الرابع.
وبعد أن وقع الطلاق بين شادية وصلاح ذو الفقار سعى بعض المقربين منهما الى اعادة المياه الى مجاريها بينهما، بعد أن عز عليهم أن تنتهي قصة الحب التي كانت مضرب الأمثال في الوسط الفني في ذلك الوقت تلك النهاية وتتحطم على صخرة خلافات بسيطة مبعثها سوء الحالة النفسية والاحباط الذي عانت منه شادية بعد أن فقدت حلمها في الانجاب مراراً،… ونجحت محاولات الوساطة في اعادة الزوجين مرة أخرى في سبتمبر من العام 1969، ومضت سفينة الحب تحملها من جديد في بحر الهوى الذي ربط بين قلبيهما، ..لكن ها هي السفينة تتحطم من جديد على صخرة الخلافات، ويتم الطلاق النهائي بين «أحمد ومنى» أو صلاح ذو الفقار وشادية في منتصف العام 1973…وقد أثمر هذا الارتباط والزواج بين شادية وصلاح ذو الفقار عدداً من الأفلام الناجحة التي قاما ببطولتها ، فقد اشتركا معاً في بطولة أفلام ** اغلي من حياتي **1965 «مراتي مدير عام» 1966 و«كرامة زوجتي» 1967، و«عفريت مراتي» 1968، وجميعها من اخراج فطين عبدالوهاب، كما أنتج لها صلاح ذو الفقار فيلم «شيء من الخوف»، الذي أخرجه حسين كمال،دون أن يشارك في بطولته، وهذا الفيلم هو أحد روائع السينما المصرية على مدى تاريخها.
عشق الطفولة
بعد الطلاق الثاني بين شادية وصلاح ذو الفقار، قررت ألا تكرر تجربة الزواج مرة أخرى وأن تعيش لتربية أبناء اخوتها، الذين ملأوا عليها حياتها، وكانت ترى فيهم التعويض المناسب عن حلمها المفقود في أن تصبح أماً. وقد قامت شادية بتربية «خالد» و«ناهد» ابني شقيقها الراحل «طاهر»، الذي كان أقرب أشقائها اليها، والذي كان يرعى جميع شؤونها حتى وفاته، وكانت تجد سعادتها في الجلوس معهما، وباقي أطفال العائلة، والى الآن تحرص في يوم ميلادها على أن تجمع هؤلاء الأولاد، الذين كبروا الآن وأصبحوا آباء، وأبناؤهم، الذين تعتبرهم أحفادها، حول مائدة تصنعها بنفسها، وتغدق عليهم من حنانها المتدفق وحتى الآن تشعر شادية بهذا الحنين تجاه الأسرة، فدائماً كانت تعيش في كنف أهلها، كان البيت ممتلئاً عليها، تعيش معها أمها، وشقيقها، الى أن توفيا ثم كبرت «ناهد» وتزوجت، وسافر «خالد» للعمل في الولايات المتحدة، وكذلك شقيقتها الكبرى «عفاف شاكر» التي انتقلت للاقامة الدائمة هناك، والتي تحرص شادية على أن تسافر لتمضي معها عدة أشهر كل عام.
ويبدو هذا الملمح قوياً جداً في حياة شادية، وفي آخر أحاديثها بعد الاعتزال والحجاب عبرت عن ذلك قائلة
ارتباطي بعائلتي قوي جداً، وربنا عوضني بولدي شقيقي اللذين رحلا قبل الخمسين من عمرهما «محمد وطاهر»، أولادهما كبروا وتزوجوا، وأولادهما أصبحوا أحفادي، الولد الصغير بناديه «بوي فرند» واسمه «طاهر» على اسم جده، وهناك «خديجة»، و«محمد» باسم أخي الأكبر، الحمد لله هذه نعمة من عند الله، وكلهم يحبونني، ويسمون بيتي «بيت الأمة».
وتضيف شادية: «أنا أعرف أني طفلة كبيرة، وهذا شيء حلو، فلو زعلت من حاجة بعد خمس دقائق تلاقيني نسيت إن عشق الأطفال يسري في دم شادية ويملأ عليها كيانها لدرجة أن حقيبة يدها لا تخلو من قطع الشيكولاتة لتوزعها على الأطفال الذين يقابلونها، كما كان حبها للأطفال سبباً في أن تقدم واحداً من أروع مشاهدها في فيلم «ليلة من عمري» العام 1955 عندما قام المخرج عاطف سالم بوضع طفل داخل أحد الأقفاص، ورغم أنها كانت تعلم أن القفص سيوضع به شيء آخر غير الطفل عندما يقذف القفص على الأرض طبقاً للمشهد، صرخت، وظلت تصرخ وتبكي، وخرج المشهد طبيعياً ومن أروع المشاهد لقد ظل هذا العشق هاجساً في نفس شادية لدرجة أنها اعتبرت أن فقدها الجنين أكثر من مرة، لأسباب خارجة على ارادتها، تضحية من أجل الفن، وقالت «الفن يأخذ من رغبات الفنان كانسان عادي، أنا مثلاً كنت أحب أن أكون أماً، حرمت نفسي في سبيل الفن، ولكن الله عوضني بأولاد أخوتي
هذه هي شادية التي تبقى فريدة في كل شيء حتى في أحزانها وآلامها، فرغم النجاح في الفن والسعادة التي عاشتها في التفاف الناس حولها وتعلقهم بها، إلا أنها كانت تطوي نفسها على ألم عميق،
الشيء الوحيد الذي لم تنعم به كاملاً هو الحب، رغم أنها عاشت سنوات جميلة وهانئة مع زوجها الأول عماد حمدي، بشهادة من عملوا معها، ومنهم المذيعة سهير سامي التي شاركتها بطولة فيلم «ميرامار»، والتي قالت لي أن أسعد أيام حياتها هي التي عاشتها أيام زواجها من عماد حمدي، ورغم سعادتها أيضاً مع صلاح ذو الفقار، فإن سعادتها بهذا الحب وبالحياة الزوجية، وبحياتها عموماً كنجمة وانسانة، كان يعكر صفوها دائماً غياب طفل كانت تتمناه…في سنوات الستينات بدا من خلال الأفلام التي قدمتها شادية أنها لم تعد تلك الفتاة المدللة، التي توصف بأنها المتحدثة الرسمية باسم المراهقات، وقابل الناس على الشاشة شادية الممثلة المختلفة التي تقدم الدراما الخالية من الاغنيات الخفيفة التي ميزتها طوال مرحلتها الاولى،
وهكذا تثبت شادية من جديد أنها مختلفة وتقدم قدراتها ومواهبها كممثلة لا مطربة
كانت بداية الخط الجديد الذي قررت شادية السير فيه هي فيلم «المرأة المجهولة» مع كمال الشناوي واخراج محمود ذوالفقار العام 1959 فقد كشف دورها في هذا الفيلم عن وصولها الى درجة عالية جدا من النضج الفني الذي تولد بلا شك عن نضجها الانساني.
وكما قلنا سابقا فإن اندماج شادية في الوسط الصحافي والادبي من خلال الصحافي الكبير مصطفى أمين كان بداية ادراك شادية لضرورة ان تصنع صورة جديدة ترسخ من خلالها حضورا مختلفا وكان لتوجيهات مصطفى امين الذي ربطته بها صداقة متينة مهدت فيما بعد لأن تقدم من تأليفه فيلم «معبودة الجماهير» مع عبدالحليم حافظ، الذي كان أول لقاء جمعها به في ذلك الحفل الذي دعاه اليه مصطفى أمين لمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد مؤسسة اخبار اليوم.