أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن مصر دعمت مرشح فرنسا في انتخابات مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)؛ لشعورنا بأن مرشح قطر لا يمثل الوطن العربي.
وقال شكرى – خلال لقاء خاص على قناة (أون) ، مساء أمس – إن قطر تساهم في تأجيج الصراعات في العالم العربي وتدعم كيانات وتنظيمات إرهابية في العالم العربي ؛ حيث شاركت فى قتل الأبرياء في مصر والعراق وسوريا وليبيا ، مشددا في الوقت ذاته على أن قطر كانت تسعى لتولى هذا المنصب من أجل إثبات الذات وليس لخدمة الدول العربية.
وأضاف أن أهداف المنظمة بالنسبة لقطر ينقصها المصداقية ، وكذلك رؤية العالم إليها ، لافتاً إلى أن الترشيح القطري ربما جاء لمحاولة اقتناص خصوصية أخرى بالتباهي وإثبات الذات ، وهذا الاحتياج غير متواجد فى مصر.
وتابع ” إن ما تردد داخل أروقة المنظمة يجعل لدينا قدراً عالياً من عدم الإرتياح من الأسلوب الذي تم به التحفيز لدعم الترشيح القطري ، كل ما بذلته قطر من جهد شرعى أو ما تردد حول استخدام أساليب تخرج عمّا هو مألوف كان احتمال أن يؤدى إلى نتائج لا نرضاها”.
وأكد وزير الخارجية أن مصر قادرة على أن تكون راعية للمصالح العربية المشتركة؛ وهو ما جعلها تخوض المنافسة على هذا المنصب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مصر وجدت مساندة من الأشقاء العرب لما تستحقه وما تبذله في سبيل خدمة الدول العربية الأخرى ؛ حيث قام مرشح العراق بالانسحاب لصالح مصر.
وقال إن اختيار السفيرة مشيرة خطاب للترشح لمنصب مدير عام اليونسكو جاء من خلال تشكيل لجنة ، والتي بدورها وضعت معايير توفرت في شخص مشيرة خطاب ، مشددا على أن انتخابات اليونسكو كانت ملحمة خاضتها مصر لإحساسها بجدارتها لإدارة هذا المنصب.
وأكد وزير الخارجية سامح شكري أن المنظمات الدولية قائمة على مبدأ المساوة بين الدول ، وميزانيتها يتم إقرارها من خلال أنصبة مرتبطة بالدخل القومي للدول الأعضاء ، فالدولة الصغيرة في الأمم المتحدة تتساوى في الحقوق والالتزامات تجاه المنظمة وعملها بنفس قدر أغنى دولة.
وحول الدول التى قررت إعطاء أصواتها لصالح قطر في انتخابات اليونسكو ، قال شكري ـ خلال لقاء خاص على قناة (أون) ، مساء أمس ـ إن من أعطى صوته لقطر فهو له كل الحق في ذلك ، مؤكدا أنه فى نهاية الأمر أصبح صوته هباءاً ، موضحا أن فوز فرنسا كان مؤكداً.
وفيما يتعلق بالهتاف الذي حدث خلال انتخابات اليونسكو ، أكد وزير الخارجية أن هذا الشخص ليس له أي علاقة بالبعثة الدبلوماسية المصرية في اليونسكو ، لافتاً إلى أن تواجده ربما جاء لارتباطه بمنظمة غير حكومية ، أضاف ” أوجد له العذر لأن هناك شحناً معنوياً كبيراً نظرا للسياسات القطرية التى جعلت العواطف تخرج عن الإطار المعتاد”.
وأضاف سامح شكري ـ حول التعاطف مع المرشح الأجنبى ضد المرشح العربي ـ ” إنه شيء مؤلم ، إلا أن هذا هو النتيجة الطبيعية للسياسات التي خرجت عن التضامن والإطار والأمن القومي العربي” ، لافتا إلى أن الشعب القطرى تربطنا به كل المحبة والتقدير ، إلا أن سياسات الحكومة القطرية هى التى تجعلنا فى هذه الورطة.
وحول إعلان موقف مصر علناً بدعمها لفرنسا ، أوضح شكري أن علاقة البلدين تاريخية وبها قدر عالي من الاهتمام على مستوى الشعب الفرنسي ومدى شغفه بالحضارة المصرية وتقديره لمصر وما أسهمت به ، وأيضا مصر وارتباطها بفرنسا في مجال العلوم والاستكشافات التي تمت من الوفود الفرنسية ، فضلا عن التعليم الفرنسي في مصر والمصالح الاقتصادية والسياسية والتوافق الذي تم تعزيزه في السنوات الأخيرة ، كل هذا وأكثر يجعل لهذه العلاقة أولوية متقدمة في السياسة الخارجية المصرية.
وأضاف ” إن وجود فرنسا على رأس هذه المنظمة وتنافسها مع من لا نرى فيه نفس الاستحقاق والقدرة أو مصلحة للمنظمة كان لابد أن نعلنها بشكل واضح ، ولا سيما وأن هناك مجموعة من الدول كانت تدعم مصر منذ بداية الانتخابات ، وكانت قد اتخذت مواقف تظهر ارتباطها الوثيق بها وبفكرة العناصر التي طرحتها مصر ، فيما يتعلق باستحقاقها لهذا المنصب سواء لدور المجموعة العربية أو لفكرة التناوب على المنصب ، فتم الاستشعار أنه لا بد من الإعلان عن ذلك حتى لا تتخذ الدول التي أعطت صوتها لمصر قرارا خاطئا مبنيا على أنه ما إذا تراجعت مصر فتذهب هذه الأصوات إلى الطرف الذي لا نراه جديرا بالمنصب”.
وقال وزير الخارجية ” إن هناك دولا عديدة قامت بدعم مصر في انتخابات مدير عام اليونسكو ، وإن تلك الدول نقدر موقفها الثابت في كل مراحل الانتخابات” ، لافتا في الوقت ذاته إلى أن هناك دولا عربية قامت بتأييد مصر بشكل قوى ومستمر وهناك دول كانت تتوقع مصر أن تؤيدها إلا أنه لم يحدث ذلك.
وأشار إلى أن بعض الصحافة الفرنسية – مثل جريدة (لوموند) – رصدت تحركات مريبة تشير إلى ممارسات تثير الشبهات من خلال وجود حقائب يتم تداولها وأشياء أخرى.
وحول الثقافة القطرية ، قال شكري إنها مستمدة من الثقافة العربية ، ومصر تحترم خصوصية الثقافة في كل الدول العربية الشقيقة ، ولكن عندما نأتي إلى اليونسكو فإن تلك المنظمة مرتبطة بتعدد الإسهامات وإثراء الثقافة العربية عبر سنوات طويلة من التأثير ، والتأثير المصري واضح ، حيث هناك كتاب مصريون حصلوا على جائزة نوبل ، فضلا عن الثقافة المصرية المستمدة من الحضارة العربية والقبطية والفرعونية والإغريقية ، فمصر هي أم الحضارات ولا يمكن أن تقارن ، ومن هنا أتى إحساس الدول العربية الشقيقة بأن مصر ممثلة عنهم في الدفع نحو الخارج في الثقافة العربية.
ونفى شكري أن يكون قد مبعوث قطر قد تحدث مع الجانب المصرى ، مشدداً على أن مصر لم تبادر الى التنسيق مع قطر ، وذلك لاعتبارات الأزمة القائمة وعدم إعطاء أي إشارة خاطئة بوجود أي نوع من التقارب أو الرضا لهذه المنافسة.
وحول الترشيح المصري على الرغم من وجود فرنسا، قال وزير الخارجية سامح شكري إن ترشيح مصر كان مبكراً بينما الترشيح الفرنسى جاء قبل ساعات من غلق باب الترشيح ومفاجئاً، خاصة لما تم استشعاره من مرحلة تقبل من قبل فرنسا ودول أخرى عندما تم طرح ترشيح مصر وارتياح من هذه الدول للترشيح المصري.
وحول ما إذا تم طرح ملف الإرهاب القطرى على الدول الأعضاء فى منظمة اليونسكو، أكد شكري أن هناك دول أخرى بجانب مصر أعلنت أنها لن تدعم الترشيح القطري وذلك لتورط قطر فى دعم التنظيمات الإرهابية ودعم التوجهات المتطرفة والفكر المنغلق، وخطورة ذلك على المنظمة.
وما إذا كانت قطر تروج ضد مصر ، قال شكري إنه لم يكن هناك ترويج، ولكن كان الترويج في إطار القدرة المالية لقطر ودعمها للمنظمة، مشددا على أنه لم يكن هناك أي إثارة سلبية للترشيح المصري من أي طرف.
وعما إذا كانت قطر قد إسرائيل بإخراج المسجد الأقصى من أي جدل قائم داخل اليونسكو في حال فوزها، أوضح شكري أن أي قرار يتم اتخاذه داخل منظمة اليونسكو فهو من قبل المجلس التنفيذي والمؤتمر العام لليونسكو وهو حصيلة الأغلبية للأعضاء وسياستها وتدعهما وليس في مقدور المدير العام للمنظمة اتخاذ أي قرار يخالف توجه الأغلبية داخل المجلس التنفيذي والمؤتمر العام.
ومن ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية سامح شكري أن أن مصر تقدر الشعب القطري، علاقات وثيقة تربط مصر بالشعب القطري وكذلك باقي الشعوب العربية، مشدداً على أنه لا يوجد أي نوع من التجاوز في حق الشعب القطري أو خفض من شأنه، وفيما يتعلق بسياسات الحكومة القطرية، أعرب شكري عن أمله في أن تتغير تلك السياسيات حتى تعود قطر إلى المحيط العربي مرة أخرى.
وحول شروط الرباعية العربية التي تلتزم بها قطر، قال وزير الخارجية سامح شكري إن الشروط الـ13 التي وضعتها الدول الأربع واضحة وهي الأمور التي تتبعها قطر وتأتي بآثار مدمرة للدول العربية، فضلا عن المبادئ المستقرة في الأدبيات الدولية بالنسبة لضرورة مقاومة الإرهاب وتجفيف منابعه.
وأضاف أن الدول الأربع تحمي نفسها بالإجراءات التي تم اتخاذها بالتضامن فيما بينها والطرح على العالم الخارجي والدول الصديقة لأهمية أن تبذل جهودها لإقناع الدولة القطرية بتغير منهجها والإعلان عن ذلك ووضع الآليات التي تحقق من خلالها هذا التحول.
وأعرب شكري عن أمله في أن تعود قطر إلى سياسات رشيدة لا تضر باستقرار وأمن المنطقة، وفي هذه الحالة سنكون دائما منفتحين على صياغة مبادئ العلاقات فيما بيننا.
وحول المطالب المصرية في هذا الشان، أوضح شكري أنها تتضمن عدم التدخل في الشان الداخلي، وتسليم من تورطوا في أعمال عنف وإرهاب في مصر وتحتضنهم قطر، وتحول وسائل الإعلام القطرية عن منهج الإثارة والترويج للفكر المتطرف والتنظيمات المتطرفة، مشيرا إلى أن إغلاق الجزيرة لم يكن مطلب لأنه مرتبط بوسائل الإعلام وهي داعمة لأي مجتمع، ولكن المضمون الذي يطرح على قناة الجزيرة وما يحتويه من تعظيم للعمليات الإرهابية وقنص الجنود المصريين وترويج لفكر الاستهداف والتفجيرات من أشخاص مثل “القرضاوي”، مشددا على أن المحتوى الذي تعرضه الجزيرة هو محل الاعتراض.
واستبعد شكري تنفيذ الجانب القطري لهذه المطالب ولا سيما تسليم المطلوبين وعلى رأسهم “القرضاوي”، وفقا للسلوك والتوجه الحالي ، وتوقع ذلك عندما يكون هناك تعاون قضائي وحسن النية وعندما يكون هناك تقدير للأحكام القضائية الصادرة، لابد أن يكون هناك التسليم، مشيرا إلى أنه يتوقع ذلك ولكن في حال تغيير السياسة القطرية.
وشدد شكري على أن المطالب الـ13 التي أقرتها الدول الأربع غير قابلة للتفاوض، موضحا أن الأمن القومي المصري والدم المصري غير قابل للتفاوض، وحماية الشعب محل للتفاوض.
وحول المشادة مع مندوب قطر في الجامعة العربية، أوضح وزير الخارجية سامح شكري أن هذه المشادة خرجت عن المألوف، لافتا إلى أنه في مثل هذه الجلسات، ينبغي أن يتم مراعاة الشكل اللائق لمثل هذا المستوى من الاجتماعات، إلا أن الحديث أتى به خروج عن القواعد واللياقة من ممثل قطر ، مما اقتضى أن يكون الرد واجباً.
وحول وجود أدلة لدى وزارة الخارجية، تفيد بتورط قطر بالإرهاب ضد مصر، أشار شكري إلى أن الأجهزة الأمنية المصرية، كافة المتابعات التي تمت والأحداث التي تم رصدها ، هناك ملف متكامل لكافة أوجه الدعم الذي وفرته قطر بشكل مباشر أو غير مباشر سواء بالتمويل أو الرعاية وبث الرسالة ، منها أمور واضحة ومنها أموز يتم رصدها وتوثيقها من قبل الأجهزة الأمنية المعنية .
هل ما زالت أمريكا تلح على إنهاء هذا الملف.. الولايات المتحدة ترى أهمية بالنسبة لها لإنهاء هذا الملف بتروي حيث أن إنهائه يؤدي إلى استقرار المنطقة واحتواء التوتر ومصالح أمريكية مرتبطة بوجودها في قطر، إلا أنها تقدر أن هناك مشاغل حقيقية لدى الدول الأربع وأنه لابد من التعامل معها.
من جانب آخر، وحول قانون الجمعيات الأهلية في مصر، قال شكري أنه تم إفراز هذا الاهتمام والقلق قبل ما يتطلع أحد على القانون، وإنما كانت توقعات كثيرة قبل أن يصدر ويعتمد القانون، فخلق نوع من الانطباع غير مماثل لحقيقة الأمر.
وأوضح أن الولايات المتحدة وغيرها من الدول لها قانون ينظم الحياة الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني.
وحول التخفيض في المعونة الأمريكية، قال شكري أن الكونجرس هو من أقدم على تخفيض المعونة العسكرية مؤخرا.. الإدارة الأمريكية اتخذت خطوات تتسم بالإيجابية مثل الإعفاء من الشرط وبعض المساعدات التي كانت معلقة.. تلك الخطوات تأتي من منظور الكونجرس أو الإدارة الأمريكية نظرا لتخفيف ميزانيتهم أو لتوصيل رسالة للإدارة المصرية.
وأضاف وزير الخارجية ان مصر على حوار دائم مع الإدارة الأمريكية بالنسبة لطبيعة المساعدات، لافتا في الوقت ذاته إلى أن تلك المساعدات ليست منحة ، مشددا على أن الولايات المتحدة تعلم جيدا أنها مستفيدة من هذه المساعدات وأن العلاقات بينها وبين مصر عادت عليها بمنافع تفوق بكثير القيمة المادية لهذه المساعدات.
وحول السفينة الكورية الشمالية التي وقفتها مصر، قال شكري إن مصر ملتزمة بقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولة، مشددا على أن مصر تطالب دوما باقى أعضاء المجتمع الدولي بالالتزام، مشيرا إلى أن وفود ومحققين من مجلس الأمن شاركوا في الإجراءات التي تم اتخاذها تجاه السفينة الكورية الشمالية، لافتا في الوقت ذاته أن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن أشاد بالأسلوب اتخذته مصر حيال ذلك .
المصدر : أ ش أ