قالت مجلة “أميريكان إنترست” في تقرير لها نشرته على موقعها على الإنترنت، إن السؤال الكبير الذي يثار حول أسعار النفط هو: إلى أي مدى يمكن أن تنخفض؟ ولكي تعرف الإجابة، انظر إلى إيران. فلو أُسقطت العقوبات المفروضة على البلد، فالراجح أن سيلاً من النفط الإيراني سينهمر على الأسواق العالمية في ظل سعي طهران المتعطشة إلى النقد وإلى استعادة حصتها السوقية وزيادة حجم إيراداتها.
ونقلت وكالة أنباء وزارة النفط الإيرانية عن وزير النفط الإيراني بيجن زنغنة قوله: “في حال رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران، ستضاف مليون برميل يوميّاً إلى إنتاج البلد وصادراته من النفط الخام في غضون عدة أشهر”.
كما توقّع الوزير أيضاً فإن الإمدادات الإيرانية الإضافية لن “تؤثر كثيراً على أسعار النفط الخام ولا الأسواق العالمية”.
اقرأ أيضًا: الهادى يتهم الحوثيين بتنفيذ مشروع إيرانى فى اليمن
جس نبض مشتري النفط
وقد جسّت إيران بالفعل نبض مشتري نفط آسيويين بشأن استيعابهم إمدادات إضافية، على حد قول مسؤولين نفطيين إيرانيين. وأضاف أحد مسؤولي النفط الإيرانيين بقوله: “قلنا لعملائنا الآسيويين إننا جاهزون لإمداد المزيد عند رفع العقوبات”.
الشيء الأقل وضوحاً، بحسب تقرير المجلة، هو كم من النفط تستطيع إيران بالضبط ضخه بشكل مستدام، وذلك بعد أن دفعت سنوات من العقوبات وسوء إدارة قطاع الطاقة شركات النفط الدولية إلى الخروج من البلد.
ربما يكون بمقدور إيران تصدير ما يصل إلى 800 ألف برميل إضافي من النفط في غضون سنة “إذا وجدوا سوقاً تستوعب نفطهم الخام” على حد قول روبن ميلز، رئيس الاستشارات في “منار للطاقة”، وهي شركة استشارية مقرها دبي. وأضاف قائلاً: “هذه مجرد إعادة تشغيل للحقول، وبعد ذلك سيظل الإنتاج ثابتاً أو يتراجع ريثما يحصلون على بعض الاستثمار الأجنبي”.
اقرأ أيضًا: وزير الخارجية الإيرانى يقلل من احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي
روسيا أكبر الخاسرين
فإذا أضافت إيران كمية كبيرة إلى المعروض العالمي من النفط، فسوف يتسبب هذا على الأرجح في مشكلات لمنتجي النفط الآخرين. لكن روسيا ستكون على الأرجح أكبر الخاسرين، بحسب المجلة الأمريكية.
وأوضح التقرير أن أي شيء يزيد من الهبوط الحالي في أسعار النفط أو يخلق بين المستثمرين والتجار انطباعاً بأن العالم يواجه تشبّعاً نفطياً على المدى الطويل مع انخفاض في الأسعار سيضرب الروبل وكذلك الناتج الاقتصادي الروسي وسوقي السندات والأسهم الروسيتين. ومن شأن صادرات الأسلحة الكبرى وغيرها من السلع إلى إيران مساعدة روسيا على تعويض هذه الخسائر، لكن على العموم، تبدو نهاية العقوبات الإيرانية كتطور سيء بالنسبة لروسيا.
ليس واضحاً بالمرة ما إن كان سيتم التوصل إلى صفقة أم لا، تقول المجلة، كما أن معارضة الكونغرس على ما يبدو في ازدياد في الولايات المتحدة. لكن احتمال أن نرى روسيا – في ظل تباعد المصالح الروسية والإيرانية وقرب التوصل إلى هذه الصفقة – تسعى إلى إفساد هذه المساعي ليس بالشيء المحال؛ فلا يوجد بلد يستفيد من مناخ الأزمة الذي يسود أسواق النفط الشرق أوسطية أكثر من روسيا، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيلعب بوتين أوراقه إذا أخذ يتبدى لموسكو كما لو أن نهاية العزلة الإيرانية صارت قاب قوسين أو أدنى، بحسب أميريكان انترست.a