في السادس من يونيو من كل عام يحتفل العالم بيوم المعارض العالمي، وهو احتفال غريب على مصر، فالدولة الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، لا تعير مجال صناعة المعارض الاهتمام الكافي.
وفي حال البحث عن أهم المعارض في الشرق الأوسط وأفريقيا، سيخبرك موقع الرابطة العالمية لصناعة المعارض “UFI”، بأهم المعارض في دول مثل الإمارات والمغرب وإثيوبيا وجنوب أفريقيا، ولن تجد ذكرًا لأي معرض في مصر.
والأمر غير مرتبط بالدول الغنية المستقرة فقط، فسوريا أظهرت اهتماما واضحا خلال الفترة القصيرة الماضية بإحياء صناعة المعارض، حتى قبل انتهاء الحرب الأهلية، وهذا ليس أمر مُستغرب، فوفقا لتقارير الرابطة العالمية لصناعة المعارض، بلغت عدد المؤتمرات والمعارض التي يتم تنظيمها سنويا على مستوى العالم حوالى 400 ألف مؤتمر ومعرض بإجمالي نفقات حوالي 280 مليار دولار.
ومع كل معرض هام في دول الجوار، تُثار شجون المهتمين بالاقتصاد المصري، فمنذ أيام انطلقت في دبي فعاليات معرض «جلف فود 2018»، بحضور 134 شركة مصرية من الشركات المتخصصة في تصدير المنتجات الغذائية، وأكثر من 200 مستورد مصري، يستهدفون كل أسواق العالم، وليس الإمارات فقط، فالمعرض يستقطب أكثر من 90 ألف زائر من المتخصصين في قطاع الأغذية، ويضم نحو ٥ آلاف شركة عالمية.
الأمر الجيد أن الحكومة المصرية تقوم بدعم مشاركة الشركات المصرية بقيمة 225 مليون جنيه في العام المالي الحالي، وأن الصحفيين أعادوا السؤال المتكرر على وزير التجارة والصناعة، المهندس طارق قابيل، “ما الجديد في صناعة المعارض المصرية؟”
من ناحيته أكد الوزير استهدف زيادة إقامة المعارض المتخصصة في كافة محافظات الجمهورية، دون التقيد بقدرات الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، لافتا إلى أن صناعة المعارض تعد من الصناعات المهمة والتي من الممكن أن تسهم في إحداث طفرة في أداء الاقتصاد المصري، وتتطلب مجهودات كبيرة في مختلف المجالات يقوم عليها اقتصاد مدن بأكملها حول العالم.
ومصر أكبر تكتل سكاني في المنطقة، القريبة من خطوط النقل، متنوعة مصادر الدخل، المركز السياحي الهام، لديها فرصة رائعة للحصول على جزء كبير من كعكة المعارض العالمية، فاحتياجات الصناعة موجودة بالفعل، بقى أن تدرك الحكومة أهمية هذه الصناعة بالذات، وألا ينحصر اهتمامها في الرد على سؤال موسمي يتكرر مع كل معرض هام في دول المنطقة.