بعض العلاقات في مجتمعاتنا العربية سمعتها تميل إلى السلبية، تحكمها مواريث ثقافية واجتماعية، خصوصًا في بعض الأوساط الاجتماعية، ولعل علاقة الحماة وزوجة الابن على رأس القائمة، فهي علاقة معقدة جدًّا، تحكمها الغيرة والمنافسة في الحصول على حب واهتمام الرجل، الذي يمثل في هذه الحالة الابن والزوج.
الوقت كفيل بتغيير كل شيء، ولكن في بعض الحالات قد لا يعد عامل الوقت كافيًا لتحسين هذه العلاقة، ولا حتى تغير الظروف وإثمار الزواج عن أطفال، مما يفترض بأن يزيد من الروابط بين المرأتين ويدعم العلاقة بينهما، ففي الواقع قد تزداد الأمور سوءًا في وجود عمات للأطفال يتعمدن افتعال المشكلات مع الأم أو مضايقتها.
في ظل هذه الطروف الصعبة، قد تميل بعض الأمهات لنقل المشاعر السلبية للأبناء كنوع من التنفيس عن الإحساس بالرفض وعدم الترحيب بها كفرد من أفراد الأسرة، فهل تعد هذه الطريقة سليمة ومقبولة عند التعامل مع الجدة والعمات؟
في الواقع إن نقل هذه المشاعر السلبية للأبناء يعد فشلًا ذريعًا في أداء وظيفتكِ كأم، بل قد يعد سقوطًا أخلاقيًّا وخيانةً للزوج في تربية أبنائه، فأهله هم أهل أولادكِ في كل حال، والأهل عزوة وسند، بل إن تغاضيكِ عن خلفيات العلاقة الشائكة في طريقة ربط أطفالك بأهل أبيهم، قد يكون السبيل الصحيح في بعض الأحيان لتصحيح مسار هذه العلاقة.
كيف يمكنك تقوية الروابط بين طفلك وأهل زوجك؟
يمكن أن تتم هذه العملية باتباع إجراءات، تشمل القيام بالواجبات الاجتماعية مع تجنب نقل المشاعر السلبية للأبناء:
1. احرصي على التواصل الاجتماعي معهم:
التواصل يشمل تبادل الزيارات المنتظمة مع الجدة والأعمام والعمات خصوصًا في المناسبات الاجتماعية والأعياد، مع الحرص على التزام آداب الزيارة من استئذان وعدم المبالغة في المكوث في الزيارة، وحمل الهدايا.
2. تحدثي عنهم بإيجابية:
فجمل مثل “جدتك تحبك جدًّا” أو “هدية عمتك لك تدل على حبها واهتمامها” كفيلة بغرس أفكار ومشاعر إيجابية عن الأهل لدى طفلك.
3. لا تتذمري من تصرفاتهم أمامه:
احتفظي بتفاصيل الخلافات بينك وبين زوجك، ولا تضخمي الأمور، فأنت لست على أرض معركة، وإنما أنتِ تحاولين بناء بيت وأسرة وطفل مستقر ومتوازن نفسيًّا.
4. عودي طفلك على إهداء الهدايا الرمزية لهم:
وخاصة جدته، فأنت بذلك تربين أطفالك على الاهتمام بصلة الرحم وأداء الواجبات الاجتماعية، وتنالين تقدير حماتك، وحب زوجك في الوقت نفسه.
5. احرصي على دعوتهم في منزلك والترحيب بهم:
أن تكوني قدوة لأطفالك هي الطريقة المثلى لتربيتهم، وحرصك على استقبالهم في بيتك وإكرامهم تحفز طفلك على إظهار الحب والود تجاههم.
6. رتبي لنزهات أو رحلات مشتركة معهم:
فجو النزهات والرحلات من شأنه أن يلطف العلاقات، ويزيل الكثير من الحواجز النفسية والعاطفية بينك وبينهم، ويوطد من العلاقات بين طفلك وبينهم.
عزيزتي، إن حرصك على تربية أبنائك على احترام أهل أبيهم وحبهم وصلتهم هو إنجاز ونجاح تقدرين عليه، خصوصًا إذا كانت علاقتك معهم لا تتسم بالسلاسة وتبادل الود، وتأكدي أن الخير الذي تزرعينه اليوم في تربية أولادك، تحصدينه غدًا برًّا ورفقًا من أبنائكِ بكِ، وحبًا وتقديرًا من زوجك ومن أسرته.