کشف مساعد وزیر خارجیة إیران للشؤون العربیة والأفریقیة أمیر عبد اللهیان، عن وجود أطراف تسعی لضرب علاقات إیران مع مصر، وأکد أن مصر لن ترجع إلی الوراء مرة أخری، معلنًا عن زیارات قریبة علی مستوی عال للسعودیة، ومعربًا عن اطمئنانه إلی أن حماس ستبقی علی خط المقاومة دائمًا.
مواقف عبد اللهیان جاءت فی مقابلة أجرتها معه صحیفة «الأخبار» اللبنانیة علی هامش مشارکته فی حفل تنصیب الرئیس المصری عبد الفتاح السیسی، ونشرتها الیوم الثلاثاء، وصفت فیها المصافحة الحارة بین عبد اللهیان والسیسی بأنها «مشهد تجاوز حدود البروتوکول».
وأکد عبد اللهیان أن «دور مصر العربی والإسلامی مهم، وبالتوازی مع ذلك فإن العلاقات المصریةـ الإیرانیة تتطوّر، ونتابعها بدقة. کذلک نهتم بمطالب الشعب المصری ونؤکد أن مصر لن ترجع إلی الوراء مرة أخری، کذلک نری أن الانتخابات الرئاسیة خطوة إلی الأمام».
وقال: « نعتقد أن علی جمیع الأطراف المصریة أن تسهم فی بناء مستقبل مصر وألا تتکرر الأخطاء التی ارتکبها مرسی فی تهمیش الأطراف الداخلیة، ونرجو أن ینجح الرئیس الجدید فی إعادة مصر الحقیقیة». موضحًا أنه نقل للرئیس السیسی تحیات الرئیس حسن روحانی، وأکد له استعداد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة للتعاون القریب مع الحکومة والشعب المصری. وقال: «فی المقابل، سمعت کلاماً طیباً ورائعاً من الرئیس السیسی، ولمست من حدیثه اطمئناناً کبیراً علی مستقبل مشرق وواع للعلاقات الثنائیة بین البلدین».
ونفی عبد اللهیان ردًا على سؤال – وجود «ملفات عالقة بقدر ما یوجد تشویه منهجی لهذه العلاقات تقوده أطراف خارجیة تسعی إلی ضرب العلاقات المصریة ـ الإیرانیة. نعلم من هی هذه الجهات وما أهدافها، لکن الأهم أن طهران مستعدة لمساعدة مصر الشقیقة والحبیبة فی المجالات الاقتصادیة والتجاریة کافة. من هنا، فإن وجود وفد رسمی فی القاهرة یحمل رسالة إیجابیة إلی الشعب المصری. وسنستکمل معاً الخطوات فی المستقبل، ونتمنی أن یکون هناک تبادل للوفود ذات الاختصاص بین العاصمتین فی کل المجالات».
وشدد عبد اللهیان علی أن إیران لا تقطع علاقاتها مع أحد، ولا تعادی أحداً. وقال: «هناك وضع جدید فی مصر، سنتعامل ونتعاون معه ما دام هناک احترام متبادل بین البلدین. ننظر إلی الحکم الجدید نظرة احترام. وهناك استعداد جاد من طرفنا لفتح آفاق التعاون فی المجالات کافة».
أضاف: «خلال لقائي الرئیس السیسي، أحسست بمشاعر صادقة ومخلصة تجاه إیران.. وهذا ما سیتضح خلال الفترة المقبلة عبر تطوّر العلاقات الإیرانیة ـ المصریة.. إیران ترحّب بعلاقات علی أعلی مستوی مع مصر وترغب فی استقبال المسؤولین المصریین».
وحول حدیث السیسی عن أن أمن مصر من أمن الخلیج “الفارسی” قال عبد اللهیان: «طبعاً لا ننظر إلی المسائل والتصریحات بفهم عدائی. نلتمس النیات الحسنة.. إیران ومصر وکل دول الخلیج “الفارسی” تعیش فی منطقة واحدة ومشترکة، والأمن مفهوم متصل ولیس قابلاً للتجزئة. نعتقد أن أمن مصر هو أمن إیران، وأمن إیران هو أمن مصر، کذلك فإن أمن الخلیج “الفارسي” أمن لمصر والمنطقة.. العلاقات بین إیران والأشقاء فی الخلیج الفارسی مثمرة، ولیس هناک ما یهدّد أمن المنطقة من ناحیة إیران، ولا حتی علاقاتنا مع أی دولة أخری فی المنطقة تهدّد دول الخلیج “الفارسی”».
وردًا عن سؤال أکد عبد اللهیان أن «العلاقات بین طهران والریاض وصلت إلی مستوی سفیر وسفارة.. ولایوجد أي عداء بیننا وبین السعودیة، بل علاقتنا جیدة معها. هناك زیارات قریبة علی مستوی عالٍ.. وأظن أن علاقات الدول فی ما بینها فی منطقة الخلیج “الفارسی” تعود بالإیجابیة علی مصر وکل المنطقة. الشیء الأهم هنا أننا نرفض تدخل أي طرف أجنبي في علاقتنا بدول الخلیج “الفارسي”».
وردًا عن سؤال أکد عبداللهیان أن إیران لا تدعم فصیلاً معیناً فی فلسطین، «بل ندعم خیار المقاومة فقط لأنها الحلّ الوحید لإعادة الحقوق إلی الشعب الفلسطینی. نحن مطمئنون إلی أن حماس ستبقی علی خط المقاومة دائماً. ولا أظن أنها ستتدخل سلبیاً فی شؤون الدول المجاورة».
وشدد علی أن « المقاومة هی الخیار الوحید الذی یجعلنا نحتفظ بحماس وعلاقتنا معها مهما اختلفت وجهات النظر. خیار المقاومة هو الرابط الأکبر بین حماس وإیران ما دامت حماس تحتفظ بهذا الخیار».
وعن المفاوضات بین إیران والدول «5+1» أوضح عبد اللهیان أن هذه المفاوضات «تجری فی أجواء إیجابیة وهادئة. الطرفان یتفاوضان بجدیة. نؤکد حقوقنا فی استخدام التکنولوجیا النوویة السلمیة ولن نتنازل عن هذه الحقوق مهما کان الثمن. المفاوضات مستمرة، لکن هناک صعوبة بسبب الوقت القصیر الذی وضع لمناقشة قضیة کالملف النووی الإیرانی. نشدد فی هذا الإطار علی أنه یجب أن لایکون هناك أي مزایدات علی طهران، فهناک احتمال للتوافق الدائم قریباً، بل أعتقد أن هناک خطة کبیرة للنجاح فی هذا الملف».