«ما بين عم هلال وعم ممتاز نصار تلاتة بالله العظيم اللى هيحاول يمنعنا من الانتخابات».. هنبندقه بهذه العبارة صرخ أحد المتصلين وهو الاستاذ هلال من محافظة قنا لمذيع الجزيرة رافضا تهديدات الاخوان المسلمين بمنع أو عرقله عملية التصويت أوالمشاركة فى الانتخابات.
وأكد فى حديثه على ان من حق اى انسان ان يتظاهر ويؤيد “الشرعية ” او يعترض باى اسلوب او يلجا للشكوى لكن ليس من حقه ان يمنع احدا او يمنعنا من حقنا فى الانتخابات بالقوة “واللى هيمنعنا هنبدقه ” اى سوف ندافع عن حقنا فى التصويت وانتخاب من نريد ونحترم من يعترض ومن يتظاهر لكن لا تمنعنا من حقنا فى التصويت ومن يمنعنا هنرفع عليه السلاح بهذه الجملة نبدقه وهى مشتقه من كلمة البندقية يدافع عم هلال عن حقه فى التصويت والاختيار الحر.
نعود إلى قنا وهى إحدى محافظات مصر المعروفة بحرارة جوها وبعدها عن العاصمة وعن فرص التنمية أيضا، حيث تعانى مثلها مثل باقى محافظات الصعيد من التهميش والفقر . وكانت ما قبل ثورة يناير المجيدة تتصف بضعف المشاركة السياسية نظرا لعهود مضت تم تاميم فيها السلطة لصالح كبار العائلات والقبائل والأثرياء الذين سيطروا على طرق التغير الرسمية فى العملية السياسية الا وهى ” انتخابات مجلسى الشعب والشورى”.
ولا احد ينسى فى هذا الصدد اسطورة البرلماني عبد الرحيم الغول وهو المعروف بانتمائة لحزب مبارك وممارساته التى اتصفت باستغلال البعد القبائلي والطائفى فى العمل السياسي وقد استمرت عضويته فى مجلس الشعب من 1975 حتى 2010 اى لمدة 35 عاما بل إنه ترشح فى انتخابات مجلس الشعب لعام 2012 وحصل على 29 ألف صوت لكن لم يستطيع النفاذ الى البرلمان للعام 37 على التوالى وقد وجهت له اتهامات عديدة بالتورط فى عمليات فساد واسعه وهو ايضا صاحب التصريح الشهير “أنا أبو الفلول فى مصر”، ذكرت كل ما سبق لوصف بئية سياسية وجغرافية واقتصادية لمحافظة قنا .
ومن عم هلال الى عم ممتاز نصار مرشح مجلس الشعب عن دائرة البدارى محافظة اسيوط وهو لمن لا يعرفه احد ضحايا مذبحة القضاء الشهيرة والتى على اثرها خرج من سلك القضاء الى المحاماة وترشح لعضوية مجلس الشعب فى 1976 ليفوز للمرة الاولى.
وفى 1984 كانت الانتخابات بالقوائم فرشح فى قوائم الوفد ، ولكن لم يمنعه هذا الترشح على قوائم حزب الوفد من الدفاع عن ارض سفح الهرم وتصدى لبيعه ورفض ايضا الإجراءات الاقتصادية للسادات والذى فتح الباب لبيع مصر تحت مسمى قوانين الاستثمار والانفتاح .
الدرس المهم فى انتخاب ممتاز نصار المعارض الشرس للسلطة وتجاوزاتها أيام السادات ومبارك ان السلطة عجزت عن تزوير الانتخابات لان صناديق الاقتراع تم حمايتها من اهل البدراى بالسلاح اى بالبندقية ولم تستخدم هنا بغرض التهديد او ممارسة العنف بل لحماية اصوات الناس وللوقوف بجوار لرجل انحاز وبحق للشعب ضد النهب والخصخصة وبيع ارض مصر هذا هو الدرس ان الجماهير تستطيع حماية أصواتها وتتعلم من تجاربها وتحس بمن ينحاز لها عبر التجربة فتقيس الصواب والخطا وتستطيع التغيير حين تقرر التغيير وحتى وان انهزمت مرة سوف تقوم لتدافع عن نفسها مرة اخرى . تذكرت عم ممتاز نصار حين سمعت عم هلال وبغض وتذكرت كلماته البسيطة التى تؤكد على حق الناس فى التعبير والتظاهر وحماية صناديق الانتخاب وفى ذات الوقت احترم واقدر فى كل الاحوال من لا يريد المشاركة فى الانتخابت متخذا موقف المقاطعة لان من حق الناس تقرير مصيرها بكافة السبل التى تريدها دون الحجر على حق احد فى الاختيار
. عصام شعبان باحث فى الانثروبولوجيا السياسية عضو المجلس الاعلى للثقافة – شعبة العلوم الاجتماعية