خريطة استرشادية جديدة، اتخذت هذه المرة اسم “عقد الثورة”، تحاول رسم خريطة طريق لمستقبل رئيس مصر القادم، من خلال عقد موقع بينه وبين الحركات والقوى الثورية والشبابية، يلتزم بإدراجه في برنامجه الانتخابي ويعمل على تحقيقه.. “عقد الثورة” ليس الطرح الوحيد بهذا الشكل حاليا، فقد سبق الإعلان عنه منذ أيام، اتخذ خلالها اسم مبادرة “مستقبل مصر.. رد الاعتبار للوطن والمواطن”، التي تضمنت نفس البنود تقريبا. الطرح أثار جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية.. خاصة مع أزمة الثقة لدى أغلب شباب الثورة، الذين عاصروا مؤتمر “فيرمونت” الذي أقامته القوى السياسية للرئيس المعزول محمد مرسي والتزم خلاله بتحقيق عدداً من المطالب، تخلى عنها كلها بمجرد جلوسه على مقعد الرئاسة، وبالتالي أصبح الجميع في حاجة إلى ضمانات كافية لتحقيق ما يتعهد به الرئيس القادم.
“مستقبل مصر.. إعادة الاعتبار للوطن والمواطن”، التي كانت طرحتها وتوافقت حولها مجموعة من القوى والشخصيات السياسية، مثل الدكتور محمد غنيم والمهندس عبد الحكيم عبد الناصر، وعدد آخر من قيادات الأحزاب والقيادات النقابية وممثلي المجتمع المدني والقوى الوطنية والثورية منذ أيام. كانت تهدف في المقام الأول إلى طرح 10 مبادئ أساسية، يجب أن تضمها برامج كافة المرشحين في انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة، كشرط لتقييمهم، وتأتي على رأس هذه المبادئ الاعتراف بثورتي 25 يناير و30 يونيو بالأفعال لا بالأقوال والتعهد في البرامج الإنتخابية بالسعي على تحقيق أهداف الثورتين، وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني.
الطرحان يثير الكثير من التساؤلات التي تبقى بلا إجابة إلى أن تبدأ انتخابات رئاسة الجمهورية لتتضح الأمور حينها، أول هذه التساؤلات هو: ما الذي يمكن أن يحدث في حالة صدور وثيقة ثالثة يطالب من خلالها شباب الثورة المرشح الرئاسي المقبل بأن يتبنى مجموعة جديدة من المبادئ؟ هل يمكن أن يحدث الطرح الثالث أي نوع من الخلافات والانقسام بين شباب الثورة والقوى السياسية بزعم ميل مرشح رئاسي معين لجانب دون الآخر رغم أن المضمون في النهاية سيكون واحداً ولن يخرج عن إطار الانحياز إلى مبادئ ثورتي مصر في 25 يناير و30 يونيو؟ الأيام القادمة ستجيب عن الكثير. وليعلم الجميع أنهم لم يختلفوا في الهدف سواء ظهرت المبادرة الثالثة – وأعلنت تمرد عن مشروع مماثل بالمناسبة- أم لم تظهر، ولكنهم على شفا الاختلاف حول الاستقطاب.. واستقطاب المرشح الرئاسي أصعب.