منذ ما يقرب من شهر وتحديدا قبل الإستفتاء على الدستور بأيام ، التقيت بالأستاذ حمدين صباحي بمقر التيار الشعبي المصري بالمهندسين بصفتي عضوا بالتيار ، وكان من المفترض أن يدور الاجتماع حول مستقبل التيار الشعبي ونشاطاته في الفترة المقبلة ، ولكنني كنت مهتما أكثر بأن نتحدث عن الإنتخابات الرئاسية ومواقف التيار الشعبي مما يدور من أحداث على الساحة السياسية ، وبالفعل تناقشنا في هذا الموضوع .
كان حمدين صباحي يرى أن عدم ترشح السيسي للرئاسة هو الأفضل من وجهة نظره ، حتى لا نعطي للمتربصين الفرصة كي يصدروا للعالم ويؤكدوا أن ما حدث في مصر ” إنقلاب ” ، وقال نصا ” إن لم يترشح السيسي للرئاسة واستمر في منصبه سيصبح قديسا ” ، وقال ” طالما أن السيسي لم يعلن ترشحه ، فلا ينبغي علينا أن نتحدث عن هذا الأمر ، وعندما يترشح فسيكون لنا حسابات أخرى ” ، قلت له أن هناك قطاع هو الأكبر من المصريين يطالب السيسي بالترشح للرئاسة ، ومن الجنون أن نقف في وجه إرادة هؤلاء الملايين ، بل ينبغي علينا أن نقف في صفهم ، لأن الشعب المصري يرى فيه ” منقذا ومخلصا ” وإذا ظل السيسي وزيرا للدفاع سيكون لمصر رئيسين وعندما يريد المصريين شيئا سيطلبونه من وزير الدفاع وليس من الرئيس ، وقلت أن هذا الظهير الشعبي سيسهل المهمة أمام السيسي لينجز مطالب المصريين ويقف أمام الإرادة الأمريكية التي فرضت علينا منذ أكثر من أربعين عاما ، تدخل الزميل جمال سالم وقطع الحديث وقال ” ده معندهوش برنامج يا ريس ، هننتخبه بأمارة إيه ؟! ” هنا رد صباحي وقال ” إن لم يكن لديه برنامج بالفعل فعلينا أن نشاركه في وضع البرنامج أو حتى يأخذ برنامجنا ويطبقه ” وأكد صباحي أن السيسي ” ناصري ” التوجه ، وقال أنه سيكون أقرب إلى دعمه حتى لا يشق الصف حيث أنه – صباحي – غير راغب في منصب الرئاسة وعلى استعداد أن يخدم مصر من أي موقع ، وأنه لن يترشح إلا عندما تتفق كل القوى الوطنية على دعمه ، وإن دعمت القوى الوطنية أحدا غيره فسيلتزم بالقرار وسيدعم هذا الاخر .
حمدين صباحي الرجل الذي وقفت بجانبه منذ مارس 2011 وكنت ومازلت أرى أنه حقا ” واحد مننا ” ، ولا أريد أن أفتح بابا للمزايدة عليه ، وله كل الحق في أن يترشح للرئاسة حتى وإن خالف الشروط التي قطعها على نفسه كي يترشح وأولها توافق الجميع عليه ، فلم نرى أي جهة توافقت على دعمه سوى التيار الشعبي وحزب الكرامة اللذين أسسهما صباحي ، جتى وإن وجدنا رموزا من التيار الشعبي كعبد الله السناوي وعبد الحليم قنديل وخالد يوسف وحسام عيسى وآخرين يدعمون السيسي ، حتى وإن كان يرى أن السيسي زعيم وبطل ورجلا للمرحلة بكل المقاييس ، لا أريد أن أسأله لماذا غير موقفه ، ولكنني سأنتخب السيسي بعد أن أقنعني صباحي .