قال مسؤولون فلسطينيون في قطاع الصحة، “إن غارات جوية إسرائيلية قبل فجر اليوم الثلاثاء قتلت فلسطينيين اثنين ودمرت أحد أعلى المباني السكنية والإدارية في غزة، مما تسبب في انفجارات ضخمة وأدى إلى إصابة 20 شخصاً”.
ولم تعلق إسرائيل على الغارات التي وقعت، بينما تواصل مصر جهودها للوساطة في تهدئة يمكنها الصمود لإنهاء الحرب التي دخلت الآن أسبوعها السابع.
ويقول مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني، “إن 2125 فلسطينياً معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 490 طفلاً قتلوا في غزة، منذ بدأت إسرائيل هجومها على القطاع في الثامن من يوليو، بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود من غزة”.
وقال مسؤولون فلسطينيون، “إن 70 أسرة تعيش في المبنى المكون من 13 طابقاً، وأدت الانفجارات إلى ميل المبنى على جانبه، ويضم المبنى أيضا مكاتب إدارية ومجمعا للتسوق”.
وقال شهود إن مئات الجيران في المنازل المجاورة تم اجلاؤهم أيضا لتجنب التعرض للأذى إذا انهار المبنى.
ولم يسقط قتلى في هذا الهجوم نتيجة صدور تحذيرات للسكان لإخلاء المبنى، وإطلاق صاروخين غير متفجرين للتحذير من طائرتين بدون طيار.
جاءت الهجمات بعد إطلاق صواريخ بكثافة على إسرائيل، إذ قال الجيش الإسرائيلي، “إن نشطاء فلسطينيين أطلقوا ما يربو على 130 صاروخاً، وقذائف مورتر على جنوب إسرائيل يوم الاثنين، في حين أصيب إسرائيلي جراء قذيفة مورتر”، على حد قولهم.
وأعلنت حماس، المسؤولية عن إطلاق صواريخ على تل أبيب، واعترضت منظومة القبة الحديدية واحداً على الأقل من هذه الصواريخ، وسمعت أصوات صفارات الإنذار في تجمعات سكنية إسرائيلية متاخمة لمطار بن جوريون الدولي.
وقتلت الغارات الجوية الإسرائيلية تسعة فلسطينيين في غزة يوم الاثنين.
وبحلول الليل يوم الاثنين، أطلق صاروخان على إسرائيل عبر الحدود اللبنانية أيضا، وقال الجيش الإسرائيلي، “إنه رد بإطلاق قذائف المدفعية على (مصدر الهجوم)”، ولم ترد تقارير عن إصابات على الجانبين.
ورغم احتدام العنف ظهرت بوادر بشأن احتمال اتجاه الجانبين نحو هدنة جديدة.
وقال قيس أبو ليلى مسؤول فلسطيني كبير، شارك في المحادثات التي ترعاها الحكومة المصرية، للتوصل لتهدئة “إن القاهرة اقترحت وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى”.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية، “إنه قد يتم التوصل لاتفاق خلال ساعات”، وفي السابق انهار وقف إطلاق النار عدة مرات خلال أيام.
وتدعو أحدث مبادرة مصرية، لفتح معابر غزة مع إسرائيل ومصر، على الفور أمام جهود إعادة الإعمار، تليها محادثات بشأن تخفيف الحصار.
وقال أبو ليلى في تصريح صحفي لـ”رويترز”، “الجهد المصري مستمر حتى الآن، الكرة عند الإسرائيليين، لا يوجد رد إسرائيلي على هذا الاقتراح الذي مضى عليه 36 ساعة”.
وتبادلت حماس وإسرائيل، الاتهامات بشأن تعطيل التوصل لاتفاق بشأن الهدنة.
وقال مسؤول إسرائيلي، تحدث شريطة عدم نشر اسمه، “إن إسرائيل ستفكر في الاقتراح إذا وافقت عليه حماس”.
وتقول حماس، “إنها لن تتوقف عن القتال حتى رفع الحصار المفروض على القطاع، الذي يقطنه 1.8 مليون نسمة”.
وتعتبر كل من مصر وإسرائيل، أن حركة حماس تشكل تهديداً أمنياً لها وتطالبان بضمانات بألا يدخل السلاح إلى القطاع المصاب اقتصاده بالشلل.
وقال دبلوماسيون، يوم الاثنين، “إن الولايات المتحدة اعدت مشروعها الخاص لاستصدار قرار بالأمم المتحدة، يطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، وإنها تعمل الآن مع القوى الأوروبية والأردن على صياغة نص مشترك”.
ودمرت آلاف المنازل في القطاع أو لحقت بها أضرار في الصراع في حين شرد نحو 500 ألف شخص، ويقول سكان غزة إنه لم يعد بالقطاع مكان آمن، مشيرين إلى الهجمات الإسرائيلية التي أصابت مدارس ومساجد.
وتقول إسرائيل، “إن حماس تتحمل مسؤولية سقوط ضحايا مدنيين، لأنها تعمل وسط مدنيين، وتتهم الحركة باستخدام مدارس ومساجد لتخزين أسلحة وكمواقع لإطلاق الصواريخ”.
واتخذت إسرائيل خطوات لحماية اقتصادها من آثار الحرب، وخوفاً من تراجع النمو الاقتصادي نتيجة الصراع، خفض بنك إسرائيل المركزي، سعر الفائدة الرئيسي ربع نقطة مئوية إلى 0.25 في المئة وهو أقل مستوى تصله الفائدة على الإطلاق.