على أنغام صوت ريهام عبد الحكيم تذكرت عندما سافرنا إلى إحدى الدول الأوروبية وحدث معنا حادث سرقة فنصحنا بعض معارفنا هناك بألا نتوجه إلى أي مركز للشكوى لأنهم لن يفعلوا لنا شيئا لأننا لسنا من أهل البلد ولأننا مجرد سياح عرب. كنت دائما أتساءل عن السبب الذي يجعل كافة البلاد المتقدمة تعامل مواطنيها أفضل كثيرا من سائحيها و تذكرت ما يحدث في بلادنا مصر و عن السبب الذي يجعلهم يفضلون سائحيها على مواطنيها والذي أعتقد أن كل منا في يوم من الأيام تساءل عن السبب.
فكرة أن نكون مهانين خارج بلادنا هي فكرة غير مقبولة ولكن الأكثر قسوة هي إهانتنا داخل بلادنا. لا أعرف إلى أي مدى وصل الفساد في بلد لدرجة تجعل المسئولين لا يتحركون لنجدة مواطنين على وشك الموت، لا أعرف معنى أن يحاول شخص نجدة زملائه وعندما يتصل بالمسئولين ليساعدوه في إنقاذهم يكون ردهم “متأسف يا فندم مش هينفع، طلب تصريح رحلة الطيارة بياخد 10 أيام علشان مفيش أجانب”. هل ذنبهم أنهم مصريين.
تعالوا نتخيل ولو للحظة أن ما حدث كان لمصريين ولكن لأبناء (المسئولين الكبار)، هل لك أن تتخيل سرعة الإجراءات التي ستحدث لإنقاذهم؟ من الواضح من أجل أن يكون لك قيمة في هذا البلد عليك أن تكون ابن مسئول كبير أو سائح.
“دي خريطة للأوضاع الاجتماعية في جمهورية مصر العربية في ظل المأساة اللي بتعيشها البلد مفيش حد يقدر يعيش مطمن على كرامته وحياته وأسرته إلا الأفراد فى هذه المنظومات الثلاث أولا منظومة الجهات السيادية الحكومة، أمن الدولة، المخابرات بأنواعها، ثانيا منظومة العدالة: القضاء، النيابة، الشرطة، ثالثا منظومة الثروة وفي الحقيقة المنظومة دي بتتعامل وتكاد تشتري المنظومتين دول؛ الناس دي بس هي اللى بتقدر تنام وهي مطمنه ان محدش يقدر يأذيهم أو يبوظ لهم حياتهم ولذلك نقدر نسميهم الفئات الآمنة إلى يوم الدين أما اللى زينا علماء، دكاترة، مدرسين فإحنا مرشحين في أي وقت ناخد بالجزمة، لا قيمة لنا فى هذا الوطن اللي أصبح وطنهم هما وإحنا بقينا لاجئين عندهم”، من فيلم فبراير الأسود.
ومازال السؤال قائما: “ليه اللى جايلك أجنبي عارفة عليه تطبطبي وتركبي الوش الخشب وعلى اللى منك تقلبي”.