هى المرأة التي لم تعرف طعم الأمومة ولكنها أجادت دور الأم الحنونة واذاقت السينما المصرية طعم الامومة والحنان والحب ولدت فردوس محمد عام 1906 كانت يتيمة الأبوين وتولت تربيتها أسرة تربطها علاقة قرابه بوالدتها ..عملت علي تعليمها فالحقتها بمدرسة انجليزية بحي الحلمية،تعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلى وتوفقت ثم تزوجت وهى صغيرة السن وطلقت أيضا.
وبعد ذلك تزوجت للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس، ودامت حياتها الزوجية خمسة عشر عاما انتهت بوفاة الزوج ولم تعرف الأمومة رغم إنها صارت من أهم الأمهات في السينما المصرية.
بدأت مشوارها الفني ، عندما وانضمت إلى فرقه عبد العزيز خليل، وعملت خلالها في «الأوبرتات»، ومن المسرحيات التي عملت بها «إحسان بك».
في 1933 اتجهت فردوس للعمل بالسينما حيث اختارها المخرج محمد كريم للعمل بالسينما وكان عمرها وقتها 28 عاما وكان ذلك فى دور أم الفنان محمد عبد القدوس في فيلم (دموع الحب ) من بطولة الأخير والموسيقار محمد عبد الوهاب.
لقد كانت فردوس محمد ممثلة شديدة الخصوصية تمتلك الرقة والبساطة في الاداء فعندما تبكي يبكى معها الجمهور وعندما تعيش حالة من البهجة بداخل احداث الفيلم يسعد لسعادتها الجمهور وتشعر بها قلوب كل الامهات.
ومن ينسى مشهدا خاصا لها فى فيلم “حكاية حب” وهى تقوم بدور الأم الضريرة وهى تستمع لاحدى اغانى أبنها فى الراديو سعيدة ثم تستمع فجأة لمذيع الراديو وهو يطلب من المستمعيين الدعاء بالشفاء لابنها المطرب الذي يجرى عملية جراحية دقيقة دون علمها “وكان أبنها فى الفيلم عبد الحليم حافظ” فلقد أدت هذا المشهد ببراعة وصدق منقطعي النظير وبإحساس لا يتكرر.
و كان من أشهر مشاهدها التلقائية وخفيفة الظل ايضا ذلك المشهد الذي أدته أمام العملاق ستيفان روستي في فيلم سيدة القصر” (1958،إخراج كمال الشيخ)،عندما قال لها: “مدام تسمحي لي بالرقصة دي”؟
فأجابته “وماله يا خويا ما ترقص هو حد حايشك”؟
ثم يجيبها هو: “كده؟ طب ثانية واحدة. أتحزم وأجيلك”
من الفنانين الذين عملت معهم الراحلة نجم الكوميديا الراحل نجيب الريحاني الذي كان يتفاءل بوجودها معه في أي فيلم يمثل فيه، وعندما قام الريحاني ببطولة فيلم “غزل البنات”مع ليلى مراد لم يجد دوراً لفردوس محمد فرفض التمثيل في الفيلم حتى اضطر منتجا الفيلم أنور وجدي ومحمد عبد الوهاب لإيجاد دور لها فقامت بدور مربية ليلى مراد في الفيلم.
أشهر أفلام فردوس محمد، «عنتر بن شداد»، و«البنات والصيف»، و«احنا التلامذة»، و«حكاية حب»، و«الطريق المسدود»، و«سيدة القصر»، و«رد قلبي»، و«أين عمري»، و«شباب امرأة»، و«صراع في الميناء»، و«وداع في الفجر»، و«حميدو»، و«سيدة القطار»، و«المنزل رقم 13»،و«ابن النيل»، و«فيروز هانم»، و«أنا بنت ناس»، و«الأفوكاتو مديحة»، و«غزل البنات»، و«أبو حلموس»، و«فاطمة»، و«طاقية الإخفاء»، و«ليلى بنت الريف»، و«يوم سعيد»، «وسلامة في خير».
ومن المسرحيات التي شاركت فيها فردوس محمد «أنا عايزه مليونير»، و«ركن المرأة»،لم تتزوج فردوس بعد رحيل زوجها وفي 22 من سبتمبر 1961 رحلت فردوس محمد عن عمر ناهز الـ 55 عاما بعد إصابتها بمرض السرطات ، تاركة خلفها رصيدا كبيرا من أهم الافلام والاعمال المسرحية التي اعتبرت من اهم كلاسيكيات السينما العربية.
كتب: خلود السيد