فرقت لقمة العيش بين العم وابن أخيه، وجمعت بينهما رحلة الحج مصادفة فى دروب مكة المكرمة، فقد ساقت المصادفة الحاج البنجلاديشى زهد الدين إلى ملاقاة عمه المقيم فى السعودية بشكل دائم ولم يغادرها إلى بلده منذ جاء للعمل بها قبل ١٥ عاماً.
وتغيرت ملامح الاثنين منذ أن رأى أحدهما الآخر للمرة الأخيرة قبل عقد ونصف العقد، فالعم أصبح شيخاً كبيراً، والشاب أصبح رجلاً فى متوسط العمر.
وتعود تفاصيل المشهد الحزين والمفرح فى نفس الوقت حينما كان يقوم العامل بمهامه فى أحد الشوارع عصر اليوم إذ يتفاجأ بشخص ذى لحية كثيفة، وبعد تمعن فى ملامح وجهه اتضح أنه ابن أخيه الذى لم يره منذ خمسة عشر عاما.
وقال العامل عبدالمنان إنه نظرا لعمله فى مكة المكرمة مدة هذه السنوات، ولسفر ابن أخيه لإحدى الدول لم يلتقيا سوى فى مكة المكرمة مصادفة عندما شاهد ابن أخيه مرتديا ملابس الإحرام فى إحدى الطرقات، ويقف عن الحديث ليكفكف دموع الفرحة ، مستطردا بالقول: “لم أصدق هذا الموقف حتى ارتميت فى أحضان ابن أخى لهفة وشوقا”، مبينا أن اللسان يعجز عن الحديث داعيا الله أن يسهل لابن أخيه مناسك الحج.