كشفت الدلائل والبراهين الجديدة في قضية مقتل الفلسطيني زكي مبارك في تركيا، كذب الرواية التي لفقتها السلطات التركية بانتحاره شنقاً داخل سجونها، حيث كشف تقرير الطب الشرعي، أن سبب الوفاة وجود إصابات بجسد القتيل.
فبعد مرور 18 يوماً على طلبات ونداءات عائلة الفلسطيني زكي مبارك، الذي لقي مصرعه بإحدى السجون التركية، استلم أشقاء الضحية جثة شقيقهم، وسط مشاعر الدهشة والغضب، بسبب الحالة التي وصل إليها الجثمان.
وأكدت شقيقة الفلسطيني، زكي مبارك، الذي توفي في السجون التركية، أنه تعرض إلى تعذيب لا يصدق، قبل قتله من قبل الأتراك، مضيفةً أن العائلة تطالب بالقصاص بكل من تورط في قتل شقيقها، وسمت من بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضحت سناء مبارك، أن أفراد الأسرة اطلعوا على حال الجثة، مساء الإثنين، وأبلغوها بكم التعذيب الظاهر عليها، لكنها لم تتمكن من الاستمرار في سماع تفاصيل التعذيب، لشدة قسوته. وفق ما أوردت قناة سكاي نيوز عربية.
وأضافت أنها لا تستطيع وصف مدى “قذارة (الفاعلين) وبشاعتهم”، نتيجة ما فعلوه بشقيقها زكي قبل قتله.
وعبرت عن ثقتها بأن زكي مبارك، تعرض للتعذيب قبل الإقدام على قتله، بعدما عجز الأتراك عن انتزاع اعترافات منه.
وقالت شقيقة القتيل الفلسطيني، إن “العائلة تطالب بلجنة تحقيق دولية في الجريمة، مناشدة المؤسسات الحقوقية تقديم يد العون للعائلة في هذه القضية”.
وكان جثمان المواطن الفلسطيني زكي مبارك الذي توفي في السجون التركية، وصل إلى مطار القاهرة الدولي، مساء الإثنين، قادماً من اسطنبول، بعد مماطلة أنقرة.
ومازالت الجثة في ثلاجة الموتى بمستشفى فلسطين في العاصمة المصرية القاهرة.
ووصلت عائلة زكي مبارك التي تضم ابنتيه وشقيقه الدكتور زكريا القاهرة، ثم أوكلوا محامياً مصرياً لمتابعة القضية وإعادة تشريح الجثمان، من أجل إثبات تعرض الفلسطيني للتعذيب، وأنه لم يمت منتحراً، كما زعمت السلطات التركية.
وأكدت سناء مبارك، أن شهادة وفاة شقيقها لا توضح سبب الوفاة، لكن السلطات التركية ذكرت فيها أن هناك إصابات في كافة أنحاء جسمه.
وأضافت “وهذا أكبر دليل على تعرض زكي لجريمة قتل”.
وكان مبارك قد اختفى في الأراضي التركية مطلع أبريل الماضي، وبعد 17 يوماً أعلنت السلطات التركية نبأ اعتقاله، وذلك في 22 أبريل الماضي، قبل أن تعلن وفاته بالسجن منتحراً، لكن العائلة تنفي ذلك نفياً قاطعاً وتتهم أنقرة بتصفيته.
أدلة وبراهين تدين تركيا
وقال محاميا العائلة، شريف صدقي غنيم، ومحمد القاضي، وفق ما نقلت عنهما قناة العربية، اليوم الأربعاء، إن “الجثة مشوهة تماًما، وأصابها التعفن، نتيجة إهمال متعمد من جانب السلطات التركية في حفظها، وجرى ذلك بقصد تشويه معالم الجثة وإخفاء علامات التعذيب بها”.
كما أكد المحاميان، أن “به كدمات ، ويرجع ذلك لتعرض القتيل لصفعات وتعذيب أدى لوجود تجمعات دموية وكدمات بالوجه، إضافةً إلى وجود جرح ذبحي بالجانب الأيمن من الرقبة، وهو ما يؤكد تعرض القتيل للشنق من جانب آخرين، وليس من جانبه”.
وظهر على الجثة علامات أخرى تؤكد عملية التصفية، ومنها وجود كسور بارزة بعظام القفص الصدري بالقرب من القلب، وكسور أخرى في الساق والذراعين، إضافةً إلى وجود آثار تؤكد وجود تقييد الذراعين خلف الظهر، ويعني ذلك -كما يقول المحاميان- أن المحققين الأتراك قيدوا القتيل من ذراعيه، قبل أن يسوقوه للإعدام شنقاً.
كذب رواية الانتحار
وتؤكد أدلة مادية أخرى كذب الرواية التركية، عن انتحار زكي مبارك، وهي كما يقول المحاميان، أن “القتيل شنق نفسه بحزام بنطلونه، وهي رواية لا يصدقها عاقل، فمن المعروف أن كل السجناء والمعتقلين السياسيين في العالم يرتدون ملابس السجن، وتنزع منهم ملابسهم الخاصة فور دخولهم السجن، مضيفين أن القتيل وجد مشنوقاً في زنزانته بملابس السجن، فمن أين دخل له حزام بنطلونه الخاص الذي من المفترض أنه مودع في أمانات السجن”.
وأضاف المحاميان، أن سجن سيليفري في إسطنبول معرف بأنه سيئ السمعة، مطالبين المسؤولين عنه بتقديم فيديو من كاميرات المراقبة المنتشرة في السجن لإثبات صحة روايتهم.
ويقدم المحاميان، دليلاً آخر ينسف الرواية التركية حول انتحار زكي، وهو أن القتيل كان يبلغ وزنه 100 كيلوغرام، والزنزانة ليس بها أي شيء كمقعد أو ما شابه ذلك فكيف قام وبوزنه الضخم هذا بتعليق نفسه في سقف الزنزانة، وشنق نفسه بحزامه الذي من المفترض أنه في أمانات السجن دون مساعدة من أحد أو بفعل فاعل؟، مشيرين إلى أن الرواية التركية تنم عن غباء وجهل، وتفضح كذب الأتراك .