كتب: حسن سامح
لعبت الصدفة دورها، بموافقة وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم، اليوم الأربعاء، على عقد القمة العربيه القادمة في مصر بعد طلب وزير الخارجية نبيل فهمي، وتنازل الإمارات عن دورها لمصر فى نفس اليوم الذي قرر فيه العرب خلال قمة بغداد الطارئة فى 27 مارس عام 1979 بتجميد عضوية مصر فى جامعة الدول العربيه ونقل مقر الجامعة العربية من القاهرة لتونس.
ويأتى تنازل الإمارات لمصر عن دورها اعترافًا منها بدور مصر القومى وقدرتها على توحيد الشمل واستعادة التضامن العربى فى مواجهة سياسة الهيمنة الامريكية والغربية وأعوانهم جماعة الإخوان الارهابية التى تساعدهم فى مخططاتهم لتقسيم المنطقة العربية وتحويلها لمناطق نزاع طائفى لضمان امن الكيان الصهيونى الاستيطاني.
ويمر اليوم 35 عامًا على نقل الجامعة العربية من القاهرة لتونس لأول مرة منذ تاريخ إنشائها عقب توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فى 26 مارس 1979.
ونشبت الأزمة في أعقاب قيام الرئيس الراحل محمد انور السادات رئيس جمهورية مصر العربية بما عرف بمبادرة السلام التى أسفرت عن توقيع اتفاقية كامب ديفد فى 17 سبتمبر 1978 ومعادة السلام بين مصر وإسرائيل فى 26 مارس 1979.
وأحدثت هذه التطورات في العلاقات المصرية الإسرائيلية ردود أفعال عنيفة ضد مصر من كافة الدول العربية واتهمت مصر بالتواطؤ مع إسرائيل والولايات المتحدة على حساب القضية الفلسطينية وتحرير الأراضى العربية المحتلة.
واتهمت مصر بأنها خرجت على الإجماع العربى لا سيما ما تم التأكيد عليه في قمتى الجزائر والرباط عامى 1973 و1976 بخصوص عدم توقيع أى معاهدة صلح منفردة مع إسرائيل.
وترجمت ردود الأفعال إلى مواقف عربية عملية فى قمة بغداد الطارئة التي تم عقدها في الفترة من 27 إلى 31 مارس 1979 لمواجهة التوجه المصرى فى العلاقات مع الجانب الإسرائيلي الذى تم تقنينه فى معاهدة السلام.
وخرجت القمة بالتوصية بسحب السفراء العرب من مصر فورًا وقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع مصر خلال مدة أقصاها شهر واحد من تاريخ صدور القرار، وتعليق عضوية مصر فى جامعة الدول العربية من تاريخ توقيع الحكومة المصرية على معاهدة السلام مع إسرائيل وأن تكون مدينة تونس مقرًا مؤقتا لجامعة الدول العربية.
وكان أول أمين عام لجامعة الدول العربية بعد قطع العلاقات مع مصر هو وزير الثقافة التونسي الشاذلى القليبى الذى استقال خلال الحشد الأمريكى على العراق قبيل حرب الخليج الثانية للاعتراض على تدخل القوات الأجنبية في الشأن العربي.