أكثر من مائة مواجهة حدثت بين أكبر أندية أفريقيا الأهلي والزمالك، ولا زال الشغف والترقب والحماس يزيد بدرجات أكبر كلما تجددت المواجهة دون النظر عن فارق فني أو بدني أو حتى نفسي قبل قمة الكرة المصرية والعربية والأفريقية.
في كل مرة يخسر أحد العملاقين في مباراة القمة يبدأ في التحضير للانتقام ورد الاعتبار في المواجهة التالية، وما أكثر مواجهات الفريقين محلياً وقارياً عندما يكونا في أفضل حالاتهما ويصلا للنهائيات الأفريقية في أبعد مراحلها، وكذلك في بطولة كأس مصر والسوبر المصري بخلاف مواجهات الدوري الكلاسيكية.
الموسم المنتهي شهد 3 مواجهات فقط من أصل 7 مواجهات كانت متاحة، حيث لعب الأهلي والزمالك في ذهاب الدوري وتعادلا (1-1) ، وفي الإياب فاز الأهلي (2-0) وهي النتيجة التي خسر بها أمام الزمالك في نهائي الكأس.
مواجهتين في مجموعات الكونفدرالية ومثلهما في نهائي الكونفدرالية بين قطبي الكرة الأفريقية لكن هذا لم يحدث بسبب القرعة في المرة الأولى والخسائر في نصف النهائي بالمرة الثانية، لكن السوبر المصري كان جاهزاً بتعويض الجماهير بمواجهة رابعة من العيار الثقيل بشكل جديد في بلد واستاد لم يكن يخطر على البال أن تكون المواجهة عليه.
من الطبيعي أن ديربي الأهلي والزمالك عملاقي القاهرة الكبرى لو تحدثناً إقليمياً أو مصر لو تحدثنا على مستوى الجمهورية، أو قارياً بصفتيهما أكثر الفرق المتوجة بأكبر بطولة للأندية وهي دوري الأبطال، وكذلك في الشرق الأوسط بما أنهما من أعرق الأندية في المنطقة وأكثرهم نجاحاً.
من الطبيعي أن تتابع أفريقيا وخاصة الشمال، والشرق الأوسط وخاصة الخليج مواجهة الأهلي والزمالك لكن عندما تقام في دولة الإمارات العربية المتحدة في الخليج العربي، هنا يزداد الشغف والاهتمام والمتابعة، ليس فقط على المستوى الجماهيري وإنما أيضاً على المستوى الإعلامي وكذلك مسئولي الرياضة.
المباراة ستنقل على عدة قنوات عربية وفي ملعب خليجي من أروع ملاعب العالم وهو استاد هزاع بن زايد وبتقنية أوروبية في التصوير والإخراج وهو الأمر الذي يعد بمشهد مختلف لصدام الأهلي والزمالك الأبدي.
بعد كل هذه المقدمات أصبح الأهلي والزمالك يعانيان من ضغط إضافي بعيداً عن ضرورة تحقيق الفوز وحصد اللقب الذي يضاف إلى خزينة أي من الناديين التي تكتظ بالبطولات وخاصة خزينة الأهلي بالجزيرة التي تتعطش للقب محلي في 2015 بعد خسارة ثنائية الدوري والكأس.
الثنائي القاهري “على اعتبار أن الزمالك أيضاً يقع ضمن نطاق القاهرة الكبرى” مطالبان بتقديم عرض كبير ممتع فنياً وبدنياً وبالطبع خالي من التعصب ونزاعات اللاعبين في الملعب، في محاولة لتكرار نهائي كأس مصر الذي انتهى (4-3) في الوقت الإضافي أو مباراة الدوري الشهيرة التي انتهت (3-3) بين العملاقين.
المسئولية ستكون على عاتق الأهلي والزمالك في إكمال الصورة الرائعة المنتظرة من ملعب رائع وإخراج عالمي بأداء فني يضاهي النهائيات الأوروبية التاريخية الممتعة التي لا ينساها التاريخ.
عدة أزمات كادت أن تعصف بمجلس إدارة النادي الأهلي، لكنها أسفرت في النهاية عن الإطاحة بالمدير الفني والمشرف العام على الكرة ومدير التعاقدات الخارجية بالنادي، في مقابل أزمات أخرى داخل مجلس إدارة الزمالك لدرجة وصلت إلى التهديد بالدم والنار، بالإضافة لخلاف بين بعض اللاعبين ورئيس ناديهم، لكن في النهاية صوت المباراة أصبح أعلى من صوت الأزمات التي تأجل بعضها وتجمد أو انتهى البعض الأخر.
تحت برج القاهرة تستطيع أن ترى بوضوح أرض الجزيرة الحمراء البائسة بعد أن توقف ارتوائها بالألقاب في 2015، وجوه الجماهير التي اعتادت على الانتصارات والألقاب والاكتساح في الديربي خلال السنوات الأخيرة أصبحت غاضبة شاحبة مستعدة للإطاحة بأي شيء في طريق عودة فريقها للقمة.
ولذلك مباراة السوبر المصري هي محاولة للهروب من هذا الوضع المؤسف على النادي الأهلي، الفوز على الزمالك مرة أخرى في كأس السوبر لرابع مرة يتواجه خلالها الفريقين في المسابقة وتحقيق لقب محلي في عام 2015 سيكون بمثابة ارتواء لا بأس به لأرض الجزيرة التي لا تخضر سوى بالبطولات.
في الجهة الأخرى تتلألأ بوابات نادي الزمالك في شارع جامعة الدول العربية وميت عقبة ابتهاجاً بالموسم الاستثنائي الذي شهد عودة تاريخية وأرقام قياسية للنادي الذي غاب عدة سنوات عن دور البطل الأوحد.
ولذلك يسعى الزمالك لمواصلة السيطرة وإثبات أن فوزه بالدوري والكأس لم يكن صدفة أو حدث عابر، وإنما هو واقع يفرضه على كل منافسيه محلياً وخاصة النادي الأهلي صاحب أكبر عدد من البطولات المحلية والقارية على مستوى العالم.