كتبت- سارة حامد
عنوان حياتها هو التمرد علي الواقع مهما كانت النتائج ، ببساطة هي ” آن إيميل زكي ” المرأة المصرية التي جاءت من أعماق الصعيد طفلة في السادسة من عمرها ، لتستقر مع عائلتها الصغيرة بأحد أحياء مصر القديمة ، حاملة في جعبتها أحلاما وردية تتمني أن تكمل من خلالها مسيرة والدها وجدها القساوسة بالكنيسة الانجيلية رغم كونها أنثي ، لتواجه مجتمعا مليئا بالأعراف والتقاليد بسلاح الشجاعة والحب .
عقد أو يزيد عاشته “آن “بين أحضان الغربة ما دفعها لأن تقرر العودة إلي وطنها في مارس 2011 ،بعد حصولها علي ماجستير في علم الاجتماع السياسي لتكون البداية في طريق طويل اختارته لنفسها في عالم دراسات اللاهوت قادها إلي حلم تنصيبها كأول ” قس ” في الكنيسة المصرية .
تجارب كوريا و أمريكا وجنوب إفريقيا و إندونيسيا في دخول رسامة المرأة و عدم التفريق بين القساوسة علي أساس النوع لم تغيب عن بالها طوال سنوات الغربة ، لتكون إشارة خضراء لتجربة تمنت أن تكررها و لكن في دولتها الحبيبة ، فراحت تزف إلي الكنيسة فكرتها بينما تستقبله الأخيرة بنوع من الاستهجان في البداية .
ظلت الفكرة حبيسة عقلها وقيد الدراسة النظرية لمدة عام كامل لم تجهر بها إلي مخلوق حتى حان وقت عرضها علي أولي الأمر بالكنيسة الانجيلية مستندة علي أن الرسامة ما هي إلا نشر للدعوة المسيحية و تعاليم الكتاب المقدس و كون المرأة تخدم في الكنيسة وترعي أسر بأكملها .
قبول المجتمع الشرقي و بالأخص المصري لفكرة رسامة المرأة قسا ظهرت بإلحاح بعد ثورة يناير المجيدة حيث ثمة اتجاهات قوية بين جمهور الشباب يدعون إلي تحطيم كل سبل الخوف و العيش في سلام والتمرد علي القيود المجتمعية التي أوجدها النوع .
نماذج نسائية كثيرة كان لها دورا كبيرا في حياة ” إيميل ” علي رأسهن أم النور مريم العذراء و أخت موسي و خلدة النبية و إرميا و صفنيا و ودبورة وليديا ، فلكل منهن حكاية من الكفاح في سبيل الدعوة و الرسالة التي خدمت بها شعبها منذ قديم الأزل .