إشراف هشام السروجى
إستُنفذت مرادفات المدح وقصائد التمجيد فى حق سيناء ، حتى فقدت كل معانيها ووصلت إلى حد السذاجه ، فمنذ ما يزيد عن ثلاثة عقود ، لانرى من خطوات للدولة على تلك البقعة الهامة وسديدة الحساسية ، إلا وعود زبدية المظهر ، تذوب مع أول شروق للشمس ، ثلاثة عقود من الإهمال والتهميش والتشويه والقمع ، ثلاثة عقود خلقت من سكانها أدوات قتل وحرق وتدمير ، ثلاثة عقود قامت خلالها دويلات ، لم تكن على الخريطة من قبل ذاك التاريخ .
أن الأوضاع فى سيناء فى تلك المناسبة ، تستوجب الندم ولطم الوجوه والتمرغ فى الوحل ، لما اقترفته أيدى المسئولين من آثام تجاهها ، فلقد تركوها وليمة صائغه لجماعات الإرهاب والتطرف والتخابر والعماله ، بعد أن ادارو لها ظهورهم ، والقوها فى غيابات الجب ، يلتقطها بعض السيارة من أعداء الوطن والمتربصين لكل ثرواته وخيراته وجغرافيته .
اليوم هو عيد إسترادادها الجغرافى ، ونكسة خسارتها الإستراتيجية والجيوسياسية ، تعالو لنلقى ظهورنا على رمال شاطئ العريش ، وتهيم أعيننا فى زرقة مياه البحر ، وتتأمل عقولنا فيما وصلت إليه الأوضاع فى سيناء ، ولنطرح على أنفسنا قبل النخبه عدة أسئلة بحثاً عن إجابة تثلج صدورنا ، من بعد نار الندم على أحوالها.
من ذا الذى سمح لجماعات الإرهاب أن تنشط فى سيناء من مهدها ؟ من المستفيد من ثروات وخيرات سيناء منذ التحرير الجغرافى ؟ من ذا الذى يستفيد من وهم التعمير الذى لا يجاوز الحناجر ؟ من ذا الذى هيئ بيئة التطرف قبل أن يتطرف أهلها ؟ كيف تحول جيل الجهاد ضد الإحتلال إلى جيل الجهاد ضد مصر الدولة والشعب ؟
لعلنا ندرك حقائق غائبه ، أو مغيبه أو نستحى أن نعلنها ، وكما يقول علماء النفس ، أن أول طرق العلاج هو الإعتراف بالمرض ، فأول طرق التعمير الحقيقية هو الإعتراف بالتهميش وتفعيل المساواة بين أبناء الوطن الواحد
———————————————
الملف
منير محمود المرشد السياحي بـ”العبري”يجب أن يفصل بين المهنية والأهواء الشخصية
بعد سنوات من الجدل…”كامب ديفيد” معاهدة الإختراقات الإسرائيلية و الشجب المصري
المرأة في سيناء ..(تهميش … جهل … إنكار )